العدد 3085 - الثلثاء 15 فبراير 2011م الموافق 12 ربيع الاول 1432هـ

بلادي بلادي بلادي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

النشيد الوطني المصري الذي كتب كلماته الشاعر يونس القاضي، ولحّنه الفنّان العظيم سيد درويش، كان له وقع في النفوس بعد تحرير مصر من نظام حسني مبارك.

بلادي، كلمة تتداخل فيها المشاعر الجميلة لمعنى الوطن، بالذكريات المؤلمة للشباب المصري، وليس هذا فقط، فلقد وقعت الكلمات على الشباب العربي كالسيف الحاد داخل النفوس، عندما سمعوا أهل مصر ينشدونها بعد نجاح ثورتهم.

مصر التي نامت في عهد حسني مبارك إلى ما يقارب 30 عاماً، صحت اليوم بروح قوّية، وقد أثبت شبابها بأنّهم ليسوا جيلاً خاوياً جامداً، بل فتحوا أعين العالم إلى أنّ أمّهات العرب مازالت تُظهر من بطونها أبناء يطمحون استنشاق الحرّية، ويفهمون معناها بدمائهم وإرادتهم.

البوعزيزي في تونس أحرق بدنه وحرّك مشاعر كادت أن تموت في نفوس العرب، وقد دُفِنت منذ أزل، ارتضت بالمهانة والذلّة، ولا ندري كيف تحرّكت المشاعر، ولكننا نعلم بأنّها تحرّكت في الاتّجاه الصحيح، إذ إنّ الظلم لا يستمر للأبد والتاريخ أثبت ذلك، ولا يستطيع المواطن العربي الحصول على حرّيته إلا بيده، فمهما كان السكوت غالياً، فإنّ الثورات أغلى، لأنّها توصلنا إلى الحصول على مطالبنا وحرّياتنا.

لن نشهد كل يوم ثورات في أوطاننا وخاصة العربية، وما شهدناه سيخلّد في التاريخ، على أنّ العرب لم يقبلوا بالظلم والاستهتار بعقولهم والمذلّة لأنفسهم، وعليه قاموا وثاروا وضحّوا، وفي النهاية وصلوا إلى ما سعوا إليه!

لا نعلم كم وطناً عربياً سيزول حكم طاغيته، أو كم مواطناً عربياً سيثور على أنظمة الفساد والقهر، ولا ندري إلى متى سيستعبد بعض الحكّام شعوبهم، إلى أن يعلموا بأنّ الشعوب ليسوا عبيداً في أرضهم، وأنّ باستطاعتهم إسقاط الكراسي غير الخالدة، عندما يصل الغضب مبلغه.

نتذكّر محاضرة ألقاها المرحوم عبداللطيف الرميحي في العام 2000، تحدّث فيها عن الأنظمة العربية وعن دور الشعوب في ظل حكّام الفساد، وقد أكّد بأنّه كباحث يرى احتمالية قويّة في حدوث ثورات في الوطن العربي، وأنّ معالم الشعوب ستختلف من الرضا بالقمع والمهان، إلى المطالبات بالحرّيات، وقد صدق ما قاله الرميحي (رحمه الله) إلى الآن في مثالي تونس ومصر.

إنّ ما حدث في مصر يكاد يكون معجزة، وما حدث في تونس كان موقفاً مشرّفاً لكل عربي، وقد أثّرت الأحداث بشكل إيجابي على أبنائنا، إذ إنّنا نلاحظ عبر الشبكة العنكبوتية أو في أحاديث المقاهي أو على شاشات التلفاز، رجوع الفخر بأمّة لغة «الضاد».

نشكر أهلي تونس ومصر على ما قاموا به، فهم أبطال بكل ما في الكلمة من معانٍ، استطاعوا قهر الخوف الذي كمن في نفوسهم سنوات وسنوات، وجعلونا نشهد تاريخاً جديداً بخريطة جديدة للعرب.

بلادي بلادي بلادي، لكِ حبي وفؤادي، من خلال الوجود، ومن خلال العمل، ومن خلال الذود عن الأرض، ومن خلال المطالبة بالحرّية والمساواة والعدالة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3085 - الثلثاء 15 فبراير 2011م الموافق 12 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 11:07 ص

      زائر 11 والله ما كذبت

      وأني أيضا في الحالة القصوى جدا اضطر لشراء حذاء
      باربع دنانير وإذا اشتريته بأكثر ما أنام الليل حيث استخسر مبلغ هالكثر في حذاء
      الفلس أحاسب ليه واشلون إذا عندك عيال يحتاجون علاج
      هذا وأنا مرسة وزوجي مدرس

      نطالب بترحيل المتجنسين
      أزمتنا تنحل بتهجيرهم لديارهم
      المشتكى لله

    • زائر 19 | 3:40 ص

      ابحثى عن كاتب نشيدنا الوطنى

      تعرفين من كتب نشيد بلادى المصرى ومن لحنه لكن هل تعرفين ياسيدتى من كتب نشيدنا الوطنى
      انه ليس عبد الرحمن المعاودة او ابراهيم العريض ولا السيد رضى الموسوى ولا احمد محمد الخليفة
      رحمة الله عليهم وهم جميعا لديهم تحفا من القصائد الوطنية .. كتبه ياسيدتى عسكرى من اصول عربية اعطى بعده الجنسية واسالى عن التفاصيل

    • زائر 17 | 2:49 ص

      البحرين اولا

      الاخت مريم
      لماذا كل هذا البعد عن ما يجري في البحرين، ما حصل في تونس و مصر كان بالامس و نحن نعيش هذا اليوم الذي نرى فيه ابناء الوطن يتساقطون الواحد تلو الاخر و انت تكتبين عن تونس و مصر. ارجو التركيز ...... شوي.

    • زائر 16 | 2:35 ص

      كلمات جميلة...

      اكتفي بالشكر :)

    • زائر 15 | 2:19 ص

      كأن رسالتك مبطّنة يا الشروقي

      أفهم الموقف الذي تعانينه يا الشروقي ، لكن رسالتك الى الحكومة وايد امبطنة، يعني ما اعتقد تفهمها واضحة الا في كلامك عن الرميحي ، لأنه تكلم عن الأنظمة العربية وخص الخليج ، فهل تتوقعين انه يطيح بالانظمة البحرينية ، لك تحياتي على مقالك وعلى ذكرى عبداللطيف الرميحي رحمه الله و انتقم ممن قتله ..

    • زائر 13 | 12:53 ص

      كلام "بايت"

      تغير الوضع في البلاد منذ 72 ساعة 180 درجة و الظاهر بأن هذا الخطاب الأنشائي كتب بالقرب من دوار ستيشن محرق "محطة الباصات القديمة بالمحرق" لا ينبض بتفاعلات الواقع الجاري على الأرض بدوار اللؤلؤة بالعاصمة.

    • زائر 12 | 12:44 ص

      قنوات فضائية عرضت اهانة الشرطي المجنس لراية الوطن

      الشرطي المجنس في حركة استفزازية لمشاعر البحرينيين نزع العلم و القاه ارضا بعد ان علق المتظاهرين على جيب الشرطة الذي تركه المجنسون ليكون طعما للمتظاهرين ليحرق و لكن رد المتظاهرين هو علم البحرين يعلق على الجيب في رسالة واضحة انهم مسالمون. هذا المجنس الذي لا يطيق ان يبقى يوم واحد على ارضنا المباركة بعد الاحالة للتقاعد او الخروج باجازة ويسارع الى وطنه الاصلي تاركا بيتا يدر عليه ايجارها و غانما راتبا تقاعديا يحول الى بلده.

    • زائر 11 | 12:43 ص

      التجنيس قصم ظهرنا

      هو الشرارة الأولى لما يحدث اليوم
      والحط من كرامة المواطن معنويا وماديا
      فلا بيوت ولا أعمال ولا رواتب تغطي المطالب الضرورية للأبناء
      هل تعلم الحكومة بأننا نحتار كيف نشتري نعلا لابننا الذي انقطع نعله منذ شهرين فقيمته لا تقل عن 3دنانير
      الظاهر خلنا ساكتين أحسن عن المعيشة المغمسة بالذل

    • زائر 10 | 12:25 ص

      الاخت مريم الغالية

      كم ذكرتيني بالاخ العزيز الدكتور المرحوم عبداللطيف الرميحي حبذا لو كتبتى اكثر عنه وعن خطاياه ان كانت يستحق بها فراق حياة كم كان ينادي بها وبجمالها الله يرحمك والله ينتقم من ظلمك وفرق بيننا وحال بوجودك معنا لتعش ما منت تلردد وتحلم وتتأمل به لاجيالك الذين ربيتهم الف رحمه عليك يادكتورنا الغالي

    • زائر 5 | 10:58 م

      بلادي بلادي بلادي، لكِ حبي وفؤادي

      من خلال أحقية الإنسان الاصلي في المطالبة بنيل حقه بكل وجوه السلمية
      في أرض ينعم الغريب بخير القريب
      أرضي وإن جارت علي عزيزة

    • زائر 4 | 10:48 م

      خواطر كسر الخوف

      شكرا للكاتبة المتالقة على نشر خواطرها الجياشة تجاه الضمير العربي الحر الذى يابى المهانة والاستكانة لطغاة كل زمان ومكان!!!.

    • زائر 3 | 10:43 م

      هذا مقال يصلح للنشر قبل اسبوع مو اليوم

    • زائر 2 | 10:12 م

      بلادي بلادي

      منزمان تنزف دما ومحد عالج جرحه

اقرأ ايضاً