العدد 3087 - الخميس 17 فبراير 2011م الموافق 14 ربيع الاول 1432هـ

تضارب حول منع مصر بارجتين إيرانيتين من عبور قناة السويس

واشنطن «تراقب» السفينتين اللتين تتجهان إلى سورية وتعتبر أن الخطوة تظهر أن البحرية الإيرانية توسع نطاق عملها

صورة تعود إلى تاريخ 21 فبراير 2009 تظهر سفينة حربية إيرانية تبحر في الخليج         (أ.ف.ب)
صورة تعود إلى تاريخ 21 فبراير 2009 تظهر سفينة حربية إيرانية تبحر في الخليج (أ.ف.ب)

شددت السلطات المصرية أمس الخميس (17فبراير/ شباط 2011) أنها لم ترفض أي طلب لعبور سفن حربية إيرانية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، على رغم ورود أنباء وتصريحات متضاربة بهذا الشأن.

وكانت وسائل إعلامية إيرانية رسمية ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري أن بارجتين حربيتين ستعبران قناة السويس، ما أثار حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي اعتبر أن الأمر ينطوي على «استفزاز» للدولة العبرية.

وقال ليبرمان يوم الأربعاء الماضي انه «من المفترض أن تعبر سفينتان حربيتان إيرانيتان قناة السويس إلى البحر المتوسط في طريقهما إلى سورية» للمرة الأولى منذ العام 1979، غير أن مسئولا في إدارة القناة نفى تلقي سلطاته طلبا بهذا الخصوص.

لكن مسئولا آخر في القناة طلب عدم الإفصاح عن اسمه قال إن البارجتين «كانتا على قائمة السفن المقرر أن تعبر القناة إلى البحر المتوسط قبل أن يلغى هذا الأمر». وأضاف «كان لديهما إذن بالعبور، لكن وكيل الشحن ابلغهما أمس (الأربعاء) أن إذن العبور ألغي».

كما أن وكيلاً ملاحياً طلب هو الآخر عدم الكشف عن اسمه قال إن الطلب قدم إلى الحكومة لكن المسئولين رفضوه. وأضاف أن «الحكومة والمخابرات تدخلتا وقالا (لا)».

من جهة أخرى نفى مسئول في وزارة الخارجية المصرية أن تكون السفن الحربية تحتاج إلى موافقة من وزارة الخارجية لعبور قناة السويس، لينضم تصريحه بذلك إلى التصاريح المتناقضة بهذا الشأن.

كما أن دبلوماسيا إيرانيا أكد أن بلاده تقدمت بطلب إلى وزارة الخارجية المصرية للسماح بعبور البارجتين. وقال لوكالة فرانس برس «جرى تقديم طلب، لكن يبدو أن هناك مشكلة إدارية جراء الأوضاع الراهنة في مصر»، مشيرا إلى أن الاتصالات مع وزارة الخارجية المصرية مستمرة.

وأضاف هذا المسئول، الذي طلب هو أيضا عدم الإفصاح عن اسمه «طلبوا منا أن نصرح عن تاريخ العبور، وهو أمر مرتبط بفتح المصارف المصرية، لأن أي سفينة حربية أوغير حربية ينبغي أن تدفع المستحقات» عن عبور القناة.

وما زالت المصارف مغلقة في مصر، لكن ذلك لم يحل دون عبور سفن أخرى القناة.

وقال الدبلوماسي الإيراني انه لم يبلغ أي قرار من الحكومة المصرية بمنع السفينتين من العبور. وأضاف أن بلاده تعمل على الحصول على موافقة بأسرع وقت ممكن.

وقال نيل باتريك وهو خبير في شئون الشرق الأوسط «مصر ضامن لحرية عبور البضائع والناس عبر القناة... لذا يمكنك القول أنها ربما كانت خطوة استفزازية في وقت تعيش فيه مصر حالة من عدم اليقين».

وفي وقت سابق أمس، قال مدير إدارة التحركات في قناة السويس احمد المناخلي لوكالة فرانس برس «لم نتلق أي طلب لعبور سفن حربية إيرانية»، مؤكدا عدم توافر معلومات لديه حول وجود بوارج إيرانية قرب القناة.

وأوضح أن «عبور أي سفينة حربية لقناة السويس يحتاج إلى موافقة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية في مصر». وأضاف «لم نتلق أيا من هذه الموافقات» الضرورية لاتمام عملية العبور.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس أن «هيئة قناة السويس نفت اليوم (الخميس) بشكل تام صحة أنباء تحدثت عن منع مصر عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين للقناة»، مؤكدة عدم تلقي هيئة القناة أي طلب بهذا الشأن حتى الآن.

ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة «تراقب ما تفعله» هاتين السفينتين، مؤكدا انه يتحدث عن نفس السفينتين اللتين أشار إليهما الوزير الإسرائيلي.

إلا أن كراولي رفض تأكيد ما إذا كانت هاتان السفينتان حربيتين أو حتى إذا كانتا إيرانيتين.

ومن جانبه قال السناتور الجمهوري مارك كيرك انه «حتى وان كان يحق للجميع استخدام قناة السويس» فان الخطوة الإيرانية «استفزازية جدا جدا»، مؤكدا أن السفينتين هما قطعتان حربيتان إيرانيتان.

وأضاف كيرك أن إبحار سفينتين حربيتين إيرانيتين قرب السواحل الإسرائيلية «لا يشكل خطرا عسكريا على إسرائيل على المدى البعيد» كون الدولة العبرية قادرة على «إغراقهما»، لكن «هذا يظهر أن البحرية الإيرانية توسع نطاق عملها».

العدد 3087 - الخميس 17 فبراير 2011م الموافق 14 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً