العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ

فنانو ثورة 25 يناير: مصر اسـتعادت حريتها بإسقاط مبارك

واكد كتب «مبروك» ودنيا تهني الشباب... وعيد يردد «الله أكبر»

توالت ردود أفعال الفنانين المصريين على قرار الرئيس حسني مبارك بالتنحي عن سلطاته، وتسليمها إلى قيادة الجيش المصري على المواقع الاجتماعية على الإنترنت.

حيث كتبت الفنانة المصرية دنيا سمير غانم، التي لها موقف مغاير تماما عن موقف والدتها الفنانة دلال عبدالعزيز: «الحمد لله... مبروك لكل مصر... مبروك لكل شباب مصر الأبطال... تحيا مصر حرة».

أما الفنان عمرو واكد فكتب كلمة واحدة على صفحته الخاصة على «فيسبوك»، وهي «مبروك»... ويعد واكد من الفنانين الذين اشتركوا في الثورة منذ انطلاقها يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان يوزع المياه والطعام على المتظاهرين بنفسه.

أما الفنانة التونسية هند صبري، التي كتبت أيضا على فيسبوك «مبروووووك يا مصر يا حرة»، التي شهدت بلادها تونس ثورة في الشهر الماضي، أدت إلى سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن على.

كما أعربت الفنانة بشرى عن سعادتها بقرار تنحي مبارك عن منصبه كرئيس الجمهورية، وتفويضه القوات المسلحة لحكم مصر على صفحتها بـ «فيسبوك».

وعلى رغم تنحي مبارك إلا أن ردود الفعل مازالت متباينة بين الفانين المصريين، ففي الوقت الذي أعرب فيه الفنان الشاب أحمد عيد عن سعادته بتنحي مبارك، وبدء عهد جديد، أعرب الفنان حسن يوسف عن خشيته على مستقبل مصر بعد رحيل مبارك.

وقال حسن يوسف في تصريح لأحد المواقع الإلكترونية الفنية إن قرار مبارك بالتنحي يستحق الثناء والتقدير، خاصة وأنه تنحى حقنا لدماء شعبه بعد أن شعر أن مصر ستدخل في معركة، وقد يكون هناك شهداء جدد، فآثر مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه على مصلحته.

ووصف يوسف القرار بكونه حكيماً مثل قراراته الحكيمة التي اعتادها الشعب المصري منه.

في الوقت نفسه، أعرب عن خشيته على مصر وتمنى أن يكون الآتي هو الأفضل، وطالب المصريين بعدم التعجل لننتظر من سيكون رئيس مصر المقبل.

من جانبه، أبدى الفنان آسر ياسين سعادته وفخره بإسقاط النظام على أيدي شباب مصر الرجال، وأن هدف الشباب كان متمركزاً حول البحث عن الحرية والخبز النظيف والعدالة التي تحققت، كما أعرب عن تفاؤله بمصر خلال السنوات المقبلة، وأنها ستكون أفضل مما كانت عليه.

ولم يختلف رأي الفنان أحمد عيد كثيرا الذي قال إن ثورة شباب التحرير قد حققت ثمارها الآن، وردد عبارة الله أكبر على المصريين الشجعان الذين لم يغمض لهم جفن حتى تحققت أمنياتهم في إسقاط النظام من أجل حياة أفضل تحترم آدمية الإنسان.

وأشار عيد إلى أنه فخور لأنه كان واحدا من هؤلاء الثوار الذين أعادوا لنا مصر سالمة غانمة، والآن أستطيع أن أقول: حمداً الله على سلامتك يا مصر.

أما الفنان طلعت زكريا فقال إن خروج مبارك كان بشكل مشرف، ويدعو للفخر، وهذه ليست شهادتي أنا فقط، والكلام على لسان طلعت، بل بشهادة الجيش ومعارضيه أيضا الذين أثنوا على طريقة تخليه عن كرسي الرئاسة.

وعن امتلاك القوات المسلحة حكم البلد بعد مبارك، قال طلعت إن القوات المسلحة حصن أمن وأمان، وإن كانت بالطبع لن تستمر كثيرا، بل هي فترة مؤقتة.

وفي سياق متصل، طالب المطرب المصري إيمان البحر درويش بإعدام وزير الداخلية السابق حبيب العادلي في ميدان عام حتى يتم تخفيف أحزان وآلام أهالي الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة 25 يناير.

وأكد أن الشباب المصري نجح في إحداث تغيير سياسي كبير في مصر لم تشهده من قبل، وسيظل حديث العالم لسنوات.

وقال درويش: «يجب أن يتم إعدام العادلي في ميدان عام، وأمام كل الناس بسبب الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري، وخاصة خلال ثورة شباب 25 يناير».

وأضاف «قوات الشرطة ارتكبت جرائم فظيعة في حق شباب مصر خلال مظاهرات 25 يناير/ كانون الثاني، حيث دهست عربات الشرطة العديد من الشباب بلا رحمة ودون أي مسئولية تحت عجلاتها، فضلا عن كافة أنواع العنف التي ارتكبها ضد المتظاهرين».

يذكر أن من أهم الفنانين الذين انضموا للشبان في الميدان عمرو واكد، حنان مطاوع، سهير المرشدي، شعبان عبدالرحيم، تيسير فهمي، جيهان فاضل وخالد النبوي، فتحي عبدالوهاب، آسر ياسين، خالد الصاوي، شريهان، أحمد عيد وأحمد كمال وغيرهم الكثير. ومن المخرجين شارك كل من داود عبدالسيد، محمد كامل القليوبي، خالد يوسف، أحمد رشوان، هاني خليفة، عمرو سلامة، محمود كامل، محمد دياب، إضافة إلى المنتج محمد العدل.

على صعيد الأغاني حضّر كل من محمد منير وإيهاب توفيق وتامر حسني ومحمد ضياء والملحن يحيى الموجي أغاني وطنية تحكي حال الشارع المصري المتأزم.

وكأي قطاع خاص تأثر بتداعيات الاحتجاجات والإضرابات، أعلن عدد من الممثلين تأجيل تصوير مشاريعهم الفنية سواء كانت سينمائية أو درامية، نذكر منهم عادل إمام «مسلسل فرقة ناجي عطا الله»، مي عز الدين وغادة عبدالرازق وخالد النبوي وصابرين وغيرهم كثير.

وربما كان أكثر المشاهد ألما تعرّض الملحن عمار الشريعي لنوبة قلبية، في أثناء مشاركته في التظاهرات، حيث كان المشهد زاخما وعاطفيا أثّر على قلبه العليل.

أما الفنانون العرب المتواجدون في مصر، فأعرب معظمهم عن دعمهم لمطالب الشباب، ومنهم من بقي على أرض مصر ومنهم من غادرها خوفا من تأزم الوضع أمنيا.

إلا أن اللافت في مواقف الفنانين المصريين، وهو ما أشادت به مصادر مراقبة لمجريات الأحداث، أنه سواء اختلف الفنانون في دعم مبارك من عدمه، إلا أن خوفهم الأكبر كان على بلدهم وأمنه وكرامته، فصحيح أن السياسة قسمتهم إلى شقين، مؤيد ومعارض، إلا أن مشاعر الوطنية وحدتهم جميعا وبقيت أسمى وأكبر من كل الساسة.


المتظاهرون يدعون لمقاطعة أعمال «أعداء الثورة»

أحجم عدد كبير من الفنانين عن المشاركة في التظاهرات والخروج إلى الشارع، إلا أن المتظاهرين لم ينسوا مواقف هؤلاء، سواء الصامتين، أو الذين وقفوا ضدهم ووصفوهم بالخونة، والقتلة، والعملاء، عبر شاشة التلفزيون المصري الذي شن حربًا إعلامية كبيرة على المتظاهرين.

إذ حاول عدد من الفنانين في البداية الوقوف مع النظام والرئيس المصري مثل عمرو مصطفى، وزينة، وعادل إمام، ويسرا، وإلهام شاهين، وغادة عبدالرازق، في حين تهرب آخرون من الحديث حتى استقرار الأوضاع مثل شيرين عبدالوهاب، فيما خرج فريق ثالث إلى الشارع منذ بدء الانتفاضة الشعبية مثل خالد أبو النجا، وعمرو واكد، وخالد النبوي، ومنى زكي، بينما جاءت تصريحات عدد كبير من الفنانين غامضة من دون تحديد موقف سياسي قبل أن تشوبها انتقادات مثل أحمد السقا، وتامر حسني.

فالفنانون الذين وقفوا مع الثورة من البداية، استقبلهم الشباب بحفاوة كبيرة وكانوا ينخرطون وسطهم، أما بعد الاعتراف الرسمي بأن ما تشهده مصر في الوقت الحالي هي ثورة شبابية حقيقية، فوجئ الشباب برغبة عدد من الفنانين تصحيح أوضاعهم والاعتذار لهم خوفًا على نجوميتهم، إلا أن هذا الأمر لم يقبله المتظاهرون الذين ضربوا وطردوا تامر حسني من ميدان التحرير أمس الأول، حيث أدى تدافع المواطنين الراغبين في ضربه إلى وقوع مصابين، فيما طرد أحمد السقا من الميدان أيضا.

شيرين عبدالوهاب وعلى الرغم من غموض موقفها من البداية، إلا أن المتظاهرين استقبلوها بحفاوة بعدما أعلنت انها لن تغني للتلفزيون المصري مرة أخرى، في إشارة ضمنية لعدم غنائها للرئيس مبارك، إضافة الى قيامها بترديد الأغاني الوطنية مع الجمهور الذي تفاعل معها.

أما الفنان أحمد حلمي فقد وقع من كثرة التدافع حوله وسقط مغشيًا عليه، حيث نزل للمرة الأولى بعد عودته من دبي، ووقف في الشارع وسط المواطنين برفقة زوجته منى زكي التي خرجت منذ الأيام الأولى للثورة وشاركت المتظاهرين في ميدان التحرير، على رغم من أنها كانت إحدى الفنانات اللواتي التقين بالرئيس مبارك.

وانطلقت عبر الـ «فيسبوك» العديد من الدعاوى التي تطالب بمقاطعة أعمال الفنانين المعادين للثورة، فيما تم إطلاق حملة بقائمة سوداء تضم المشاهير من فنانين وإعلاميين ولاعبي كرة، الذين وقفوا مع النظام الذي حكم مصر طيلة العقود الماضية.

ساحة التحرير أظهرت «معادنهم»... والشباب توعدهم

قائمة «سوداء» تطفئ بريق نجوم السلطة

الأحداث التي شهدتها مصر في الفترة الماضية قسمت الفنانين إلى ثلاثة أقسام.

الأول من ساند الثورة منذ بدايتها مثل عمرو واكد وخالد الصاوي اللذين اشتركا مع المتظاهرين في أول أيام التظاهر وطالبا قبلها بنزول المتظاهرين عبر موقع الفيسبوك ومحمود سعد الذي رفض الظهور في التلفزيون المصري ثم تبعهم في المساندة كثير من الفنانين مثل جيهان فاضل وصلاح عبدالله وخالد يوسف وخالد النبوي وتيسير فهمي وشيريهان وخالد صالح وآسر ياسين وبسمة وزكي فطين عبدالوهاب وخالد أبوالنجا وأحمد عيد ونهى العمروسي وكاملة أبوزكري ومنى زكي وأحمد حلمي ومحمد دياب.

وكانت الفنانة شمس هي الوحيدة من خارج مصر التي أعلنت موقفها صراحة بتأييد الثورة، وقالت إنها ستحضر إلى مصر خلال أيام قليلة، بعد عودتها من باريس للمشاركة في المظاهرات المصرية، حيث قامت بإلغاء جميع حفلاتها تضامنا مع الشعب المصري وأوقفت العمل بألبومها الجديد الذي كانت تعد له قبل الثورة.

وكان 150 فنانا مصريا قد وقعوا على بيان مؤيد للثورة في الوقت الذي نجد أن هناك بعض الفنانين من يتأرجح رأيه تبعا للأحداث ففي بداية الثورة لم تكن الأمور اتضحت تماما ما جعل كثيرا من الفنانين يدينونها ويعلنون ولاءهم الكامل لمبارك مثل عادل إمام المعروف بولائه التام لأي نظام رسمي والذي رفض سابقا إدانة قوات الأمن المصرية عندما قتلت عشرات اللاجئين السودانيين أمام مقر هيئة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في القاهرة، وحمل اللاجئين المسئولية كاملة.

وعاد مرة أخرى وتمسك بمنصبه كسفير للأمم المتحدة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في الوقت الذي استقال بقية الفنانين من هذا المنصب، إمام أدان الثورة تماما في بداياتها يوم 25 يناير ثم عاد بعد أحداث الجمعة الدامي 28 مارس/ آذار والذي تفوق فيه المتظاهرون وانسحبت الشرطة تماما وتراجع في تصريحه وأيد شباب الثورة.

التأرجح كان الثيمة الغالبة لكثير من الفنانين مثل تامر حسني «الهارب من تأدية الخدمة العسكرية» الذي هاجم أيضا الثورة في بدايتها ثم عاد واعتذر وتحجج بأنه كان لا يعرف وبأن رأيه هذا قاله عندما سأل أمه عن أخبار الثورة فذهب تامر خصيصا لميدان التحرير للاعتذار لشباب الثورة فرفضوا وجوده بينهم وتم طرده من الميدان لنشاهده وهو يبكي ويعلن أنه غرر به من قبل الإعلام المؤيد لمبارك.

كثيرون الحقيقة تم طردهم من ميدان التحرير فمجرد ان تقول رأيا غير مؤيد للثورة وتريد أن تتراجع عنه وتؤيد الثورة فلن تفلح بالتأكيد محاولاتك مع الشباب المتظاهرين في التحرير الذين يرون أن الرأي هذا قد تسبب في زيادة عدد الشهداء والجرحى وسيتم طردك مثل المذيع عمرو أديب الذي اتهم المتظاهرين بتلقي دعم من الخارج وبأخذ وجبات كنتاكي والمذيعة منى الشاذلي التي وصفت بلاعبة السيرك التي تجيد اللعب على الطرفين وشيرين المتذبذبة الكبرى التي غنت أغاني كثيرة للحزب الوطني وكلفها وزير الإعلام المصري انس الفقي بغناء أغنية خاصة لمبارك بعد عودته من رحلة العلاج بألمانيا تراجعت وذهبت إلى ميدان التحرير معلنة ندمها على ذلك، وأكدت أنها لن تغني مجددا للتلفزيون المصري وطالبت بسقوط مبارك وأكد عدد كبير من الحاضرين أن شيرين تحاول ركوب الموجة مثل غيرها من الفنانين خاصة انها كانت تقف على مسرح في دبي يوم جمعة الغضب تغني رغم سقوط الشهداء في مصر ولكن شيرين ردت على ذلك بأنها اعتذرت عن عدم الغناء في مهرجان ليالي فبراير تضامنا مع ثورة مصر.

فنان آخر تم طرده من ميدان التحرير وهو أحمد السقا الذي اعترف أنه قد ذهب إلى الميدان مع أحمد حلمي لرؤية منى زكي ونفى تماما انه ذهب لإقناع المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم والانسحاب من ميدان التحرير.

على الجانب الآخر، هناك بعض الفنانين الذين أعلنوا ولاءهم الكامل لمبارك وأدانو الثورة بل وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بحرق المتظاهرين في ميدان التحرير مثلما قالت سماح أنور وهناك أيضا أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين والذي تظاهر تأييدا للرئيس مبارك في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وبالطبع حصل على المكافأة سريعا بتعيينه وزيرا للثقافة بعد استقالة جابر عصفور، ولكن رد عليه أكثر من 100 فنان في بيان آخر قال إن خروجهم جاء كجزء من ثورة الشعب المصري، وان اتحاد النقابات الفنية لا يمثلهم ولا يعبر عن مواقفهم، مشددين على استمرارهم في الاعتصام حتى يحقق الشعب المصري جميع مطالبه الأساسية، والتي في مقدمتها إسقاط النظام بكل رموزه وعلى رأسهم الرئيس.

اشترك في هذه المظاهرة بعض الفنانين مثل زينة التي حملت على الأعناق وهي تهتف تأييدا للرئيس مبارك والملحن عمرو مصطفى وإيهاب توفيق الذي سارع بعمل أغنية مؤيدة لمبارك.

وكان المتظاهرون قد أعدوا قائمة بأسماء الفنانين المناهضين للثورة وأطلقوا عليها اسم القائمة السوداء التي تحوي أسماء كل من ظهر من الفنانين المصريين في وسائل الإعلام المختلفة ليؤيد مبارك أو يطالبهم بمغادرة ميدان التحرير لعودة الهدوء والاستقرار إلى مصر أما غادة عبدالرازق فقد أعلنت صراحة تأييدها للرئيس مبارك ورفضت دعوات المخرج خالد يوسف لإثنائها عن الخروج في مظاهرات تأييد مبارك.

العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:22 م

      على عبدالله

      الفنان الذى كان معاديا للثورة يجب محاسبتهم والقذرة سماح انور يجب تقديم مذكرة للنائب العام لتحريضها على قتل الشباب وهذه جريمة تحريض على حسب القانون

    • زائر 1 | 6:36 ص

      25يناير

      مصراوى وافتخر

اقرأ ايضاً