العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ

حكاية غريبة

محمد عادل فخرو comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في جزيرة نائية كان هناك صبي بدون اسم، وظن كل من في الجزيرة أنه من الغريب أنه ليس له اسم، ولكن لم يتحدث أي منهم عن ذلك أبداً، وعرفوا فقط أن أمه كانت تسمى «ميري» ولذلك سموه «ولد ميري».

كان سكان الجزيرة سعداء دائماً وأحب الصبي ذلك بشدة ولكنه غادر الجزيرة في قارب عندما كان يافعا جدا لكي يتعرف على العالم. وعاد بعد ثلاثين سنة بعد أن انتهى من التعرف على العالم. وعندما وصل الى الشاطئ لاحظ شيئا غريبا جدا، لم يكن هناك أي سمك في البحر وكانت كل الأشجار قد اختفت وكانت هناك مبان ضخمة في كل مكان. وتساءل إن كانت هذه المباني يمكنها أن تقدم نفس الطعام لسكان الجزيرة مثل النخيل والأسماك التي كانت موجودة فيها. ولاحظ أيضا أن جميع الناس، مثلما يفعلون في مباراة لكرة القدم، قد بدأوا في اختيار فريق ينضمون إليه.

وكان احد الفريقين اسمه «سومايز» والفريق الآخر «شيمايز»، وكان مستغربا ويسائل كيف يعرف سكان هذه الجزيرة الفرق بين الفريقين لأن الجميع كان يشبه بعضهم بعضا ويتحدثون بنفس الطريقة. ولم يكونوا أيضا يرتدون ملابس بألوان مختلفة مثلما يفعلون في لعبة كرة القدم أو الألعاب الرياضية الأخرى. وقرر أن يتحدث الى الناس الذين كان يتذكرهم. وكان يبدو أن الجميع يتذكرون «ولد ميري» لأنه كان الولد الذي لا يتحدث لغة السكان ولا يعرف الآن الثقافة المحلية. وقد شرحوا له لماذا يوجد فريقان مختلفان لكنه لم يفهم ما الذي كان يحتاج أن يفعله كل فريق لكي يفوز.

وسألهم أي فريق يتوجب عليه الانضمام اليه وقيل له إنه ليس بإمكانه أن يختار فريقه لأن فريقه هو الذي اختاره الله. ورأى أن الأمر مضحك حقا لأنه لم يتحدث الى الله أبدا فكيف يمكنه أن يخبره لينضم الى أي فريق.

وعلى مر الأيام أدرك أن «السومايز» و»الشيمايز» قد خلقوا فيما بينهم اختلافات بسيطة لكي يميزوا أنفسهم لكي يعرف الناس الى أي فريق ينتمون، واعتقد أنهم قد فعلوا ذلك لأنه من الأسهل عليهم قيامهم بارتداء ملابس مميزة لفريقهم في جميع الأوقات.

ولاحظ أنهم قد بدأوا يتحدثون بلهجات مختلفة قليلا وشعر بالقلق عندما لاحظ وجود بعض التوتر بين الفريقين. ولم يعجبه ذلك وحاول أن يشرح للجميع أن في بعض الألعاب ليس هناك منتصر وخاسر. وفي بعض الألعاب اما يفوز الفريقان او يخسر الفريقان. وهذا ما تعلمه «ولد ميري» في أرض بعيدة حيث أعطاه رجل حكيم في جامعة «ستانفورد» فكرة حول نظرية اللعبة في الاقتصاد.

كان «ولد ميري» متضايقا وقرر أن الوقت قد أصبح مناسبا لكي يقوم بتشكيل فريق جديد اسمه فريق «السوشي» يتألف من أفراد من الفريقين من الذين لم يكونوا يرغبون في الاستمرار في كونهم جزءا من تلك اللعبة السخيفة.

وبدأ فريق السوشي في الاجتماع كل ليلة في مطعم سوشي مختلف ليتحدثوا كم هم يحبون بعضهم بعضا. وشعر ولد ميري بالاستغراب بشأن عدد مطاعم السوشي الموجودة في هذه الجزيرة على الرغم من عدم وجود سمك في البحر، ولكن مطاعم السوشي استمرت بطريقة ما في العمل وبدأ فريق السوشي في التنامي.

وتمنى ولد ميري أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه فريق السوشي أكبر فريق في الجزيرة. فهذا سيكون الفريق الذي يقبل الجميع ويرغب أن يفوز الجميع معاً بدلا من أن يفوز طرف على حساب طرف آخر.

كان ذلك حلم «ولد ميري» عندما جلس في وقت متأخر في إحدى الليالي وهو يتناول طبق السوشي الخاص به، وتمنى أن يتحول هذا الحلم، أكثر من أي من أحلامه الأخرى، الى حقيقة واقعة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عادل فخرو "

العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 8:58 ص

      قصة جميلة ولكن 2

      لو تتبعنا تاريخياً وبشكل حيادي أصول هاتين الجماعتين ستجد أن منتسبيها قد استقروا فيها منذ فترات متفاوتة: بعضهم قبل 100 سنة، 200 سنة، 300 سنة بل بعضهم أكثر من ذلك. إحدى الجماعتين هي تشغل الأغلبية في هذه الجزيرة. هذه حقائق لا يجب الغفلة عنها أو تكذيبها. ولكن للأسف فإنه هناك أطراف من الجماعة الأولى (السومايز) تهاجم وتقذف الجماعة الثانية (الشومايز) افتراءً مدعيةً أنها لا تنتمي إلى هذه الجزيرة وأن ولائها لخارجها وهي تطمح للانقلاب على الجزيرة لتسليمها إلى أطراف خارجية
      يتبع

    • زائر 13 | 7:45 ص

      قصة جميلة ولكن

      سعادة الكاتب
      إن الأسلوب القصصي الذي اتبعته، واختيار مسميات الشخصيات جميل بحد ذاته، لكن حلم "ولد ميري" الذي تحاول شرحه أظن أنه يصعب إن لم يكن يستحيل تحقيقه لعدة أمور:-
      جماعتي السومايز والشومايز هما بلا شك كانا يعيشان مع بعضهما البعض بأمان وسعادة منذ سنين طويلة. ولم تكن
      بينهم تلك الحساسية أو البغض الذي يعيشه الكثير من منتسبينهما في الوقت الحالي. كانا يعيبان أو يسخران من
      بعضهما البعض لكن لا أحد كان يرغب بزوال الآخر من تلك الجزيرة.
      يتبع ..

    • زائر 12 | 7:33 ص

      شكرن

      عجيبه القصه
      يعطيك العافيه

    • زائر 11 | 6:56 ص

      كلنا سيشي

      اتكلم عن نفسي ان سيشي ولست سوشي وامثالي كثر
      ندعو الجميع بالانضمام لنا للتمتع معنا باطباق الصافي والهامور والسوشي اذا حبيتوا
      تعالوا الي جزيرتنا الجميلة التي تسع جميع الفرق
      واسمها البحرين التي لها كل الحب ولها الروح والقلب والعينين
      شكرا على قصتك الرائعه
      تحياتي
      بوعلي

    • زائر 7 | 3:20 ص

      قصة جميلة

      القصة ليست مطابقة للواقع لكنها جميلة . يعطيك العافية

    • زائر 6 | 2:57 ص

      ما الهدق من هذه القصة

      قرات القصة ولم افهم اي شيء وماهي الاهدام من القصة ؟؟ غريب ممكن توضيح

اقرأ ايضاً