العدد 3092 - الثلثاء 22 فبراير 2011م الموافق 19 ربيع الاول 1432هـ

الغريفي يشدد على تحقيق مطالب الشعب ومحاكمة الجناة

تأييد أيِّ دعوة صادقة للحوار... والتحذير من اللعب على وتر الطائفية

السيدعبدالله الغريفي
السيدعبدالله الغريفي

شدد سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي على تحقيق مطالب الشعب العادلة، مؤكداً أن لا خروج من المأزق إلاّ بتغييراتٍ سياسيّة حقيقيّة تستجيب لمطالب الشعب، كما طالب الغريفي بمحاكمة الجناة الذين مارسوا أقسى ألوان القتل والفتك والبطش وبلا رحمة ضدّ أبناء شعبنا المسالم، مشيراً إلى مجزرة الخميس .

وذكر في كلمة له أمس الثلثاء (22 فبراير/ شباط 2011م) بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف أن إصرار الشعب على التحدّي والصمود، ليس من أجل إنتاج الفتنة والفوضى والتأزيم، وليس بدافع الثأر والانتقام، وليس مجرّد رغبةٍ في محاكاة ما يجري في عالمنا من فوراتِ غضب ضدّ أنظمة حكمٍ وسياسة، وإنّما هو الخيار عندما تجمّدت كلّ الخيارات (...)، مؤكداً الإصرار على حقِّ المواطنين في التعبير عن مطالبهم العادلة.

وقال «حينما يصرُّ شعبنا على التحدّي والصمود، فليس من أجل إنتاج الفتنة والفوضى والتأزيم، وليس بدافع الثأر والانتقام، وليس مجرّد رغبةٍ في محاكاةِ ما يجري في عالمنا من فوراتِ غضب ضدّ أنظمة حكمٍ وسياسة... وإنّما هو الخيار عندما تجمّدت كلّ الخيارات... وإنّما هي الإرادة حينما تمرّدت على كلّ القيود... وإنّما هي الكرامة عندما تحدّت كلَّ ألوان الذلِّ و الاستعباد... وإنّما هي العزّة حينما انفتحت على شيء من عزّة الله، وعلى شيء من قوة الله، وعلى شيء من كبرياء الله... فلا تنهزم إرادةٌ موصولة بالله... ولا تسقط كرامة موصولة بكرامة الله... ولا تنكسر عزّةٌ مشدودة إلى عزة الله، وقوة الله، وكبرياء الله».

وأضاف «في هذه المرحلة المفصليّة من تاريخ شعبنا في البحرين وحيث تسارعت الأحداث، ووصلت الأوضاع إلى غاية التأزّم بعد أن أصبح الشارع ينزف بالدّم، فإنّنا نؤكّد على الإصرار على مطالب الشعب العادلة، فلا خروج من المأزق إلاّ بتغييراتٍ سياسيّة حقيقيّة تستجيب لمطالب الشعب، والإصرار على حقِّ المواطنين في التعبير عن مطالبهم العادلة، وقد برهنت الجماهير على درجةٍ عاليةٍ من الانضباط والسلميّة، على رغم كلِّ الاستفزازات، وكم هو مشهد رائع نقف أمامه إجلالاً وإكبارًا أن تتقدَّم فتاةٌ تحملُ باقةً من الورود والزهور لتسلّمها إلى قوات مكافحة الشغب»، مؤكداً على ضرورة «محاكمة الجناة الذين مارسوا أقسى ألوان القتل والفتك والبطش وبلا رحمة ضدّ أبناء شعبنا المسالم، إنّ مجزرة الخميس الأسود لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة هذا الشعب».

وقال الغريفي إنه يجب الإصرار على شعار الوحدة والتقارب وأضاف أن «أخطر ما يواجه الموقف في هذه المرحلة أن تتحرّك خطابات التجزئة والتشظّي والشتات بكلّ أشكالها وألوانها وصياغاتها... إنّ المرحلة تفرض أن تتوحّد كلّ الجهود، وأن تتلاقى كلّ القوى، وأن تتلاحم كلّ المواقف، فالرهان كلّ الرهان، أن يتمزّق الصف، وأن تتناقض الرؤى، وأن تتباين المواقف، وأن تتصارع الخيارات، وأن تتحارب القناعات».

وعقب «وحينما نتحدّث عن هذا التوحّد لا نتحدّث عن توحّدٍ شيعي في مقابل توحّدٍ سنّي، لا نتحدث عن توحّداتٍ طائفيّة أو مذهبيّة أو سياسيّة متنافية متناقضة، لا مشكلة أن تصاغ توحّدات في داخل الطائفة أو في داخل المذهب أو في داخل الجماعة، ولكنّ المشكلة حينما تتحوّل هذه التوحّدات إلى حالاتٍ متصارعة، متحاربة، متنافية»، معتبراً «إنّ أخطر ما يواجهه الموقف في هذه المرحلة، اللعب على وتر الطائفيّة والمذهبيّة، والتناقضات السياسيّة، من أجل إشغال السّاحة بالصراعات والخلافات، الأمر الذي يفرض علينا مزيدًا من الوعي واليقظة والحذر، وعدم الدخول في السجالات والتجاذبات الهامشيّة والصغيرة على حساب الأهداف الكبرى والمصيريّة».

وقال «إنّنا نثمّن أيَّ دعوة صادقة للحوار... إلاّ أنّ الحوار لا يمكن أن يحقّق أهدافه المطلوبة ما لم تتوافر: أرضيّة صالحة للحوار، مبادئ وشروط للحوار. ويجب التوافق على هذه الأرضيّة، والمبادئ والشروط، وإلاّ كان حوارًا فاشلاً، استهلاكيًّا، تخديريًّا، فما عادت الوعود وحدها كافية لكي تقنع الناس، وتطمئن الشعب، وترضي القوى».

وبشأن الشائعات المنتشرة هذا الأيام من كل حدب وصوب، قال الغريفي «حذارِ حذارِ من الشائعات التي تتحرّك هنا وهناك لإضعاف الموقف، وإرباك الصورة، وإلهاء الناس، وبثّ الخوف واليأس، وتخدير الإرادة، وربّما تكون هذه الشائعات مطبوخة في مطابخ خاصّة، وربّما هي من نتاج عقولٍ ساذجة، فما أحوج اللحظة الراهنة إلى درجة عالية من الوعي والبصيرة، واليقظة والحذر».

كما قال «حذارِ حذارِ من شعارات تدفع في اتجاه الخلاف والتفرقة والصراع، والمواجهة، خشية أن يضعف الموقف، وتسقط الأهداف، المطلوب أن تتحرّك الشعارات المُوحِّدة القادرة على أن تحمي الموقف، وتحفظ الأهداف، وتواجه التحدّيات... حذارِ حذارِ من صراعات الزعامة، والصدارة، فالشعب قد أعطى دماءً، وهي أغلى من كلِّ الصراعات، وأقوى من كلّ الزعامات، وأصدق من كلّ الخطابات... وحذارِ حذارِ من إثْقَالِ السّاحة بالمزيد من العناوين، فما عادت الأوضاع في هذه المرحلة تتحمّل كلّ ذلك، فدماء الشهداء، وأنين الجرحى، وعذابات المعتقلين تخاطبنا جميعًا أن يكون عنواننا الكبير مطالب هذا الشعب العادلة، وأن يكون خيارنا جميعًا «الوحدة والتلاحم».

وأضاف ان «مسئوليّتنا تجاه الشهداء تتمثل في الإصرار على بقائهم في ذاكرة الأجيال، الإصرار على بقائهم في وجدان الأجيال، الإصرار على بقائهم في وعي الأجيال، الإصرار على بقائهم في حركة الأجيال... ومسئوليّتنا تجاه عوائل الشهداء أن نشاطرهم أحزانهم، وآلامهم، ومعاناتهم، أن نتواصل معهم، أن نتفقّد أوضاعهم وأحوالهم وحاجاتهم، أن نكرّمهم ونعظّمهم... ومسئوليّتنا تجاه الجرحى: الدعاء لهم بالشفاء والعافية، زيارتهم وعيادتهم للتعرف على أحوالهم، متابعة حاجاتهم، وحاجات أسرهم... ومسئوليّتنا تجاه السجناء: الدعاء الدائم لهم بالفرج العاجل والسعي الجاد لإطلاق سراحهم وخلاصهم، تفقّد أوضاع أسرهم وحاجاتهم، التعريف بمواقفهم، والحديث عن معاناتهم».

العدد 3092 - الثلثاء 22 فبراير 2011م الموافق 19 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 49 | 4:49 م

      بنت لدراز

      معكم معكم ياعلماء
      سيروا ونحن خلفكم

    • زائر 29 | 2:44 ص

      دامت بركاتك

      حفظك الله يا سيدنا الجليل

    • زائر 28 | 2:38 ص

      معكم معكم يا علماء

      معكم معكم يا علماء
      معكم معكم يا علماء
      معكم معكم يا علماء

    • زائر 20 | 12:54 ص

      أبو علي...

      حفظك الله يا سيدنا وان شاء الله كلنا رهن اشارتكم قادمون

    • زائر 14 | 12:18 ص

      زائر 2

      اقول احترم نفسك زين اما زين

    • زائر 13 | 11:55 م

      اطال الله في اعماركم يا علمائنا الافاضل

      وحفظكم الله من كل مكروه

    • زائر 10 | 11:44 م

      على راسي

      ما نملك الا ان نقول لك السمع والطاعة

    • زائر 9 | 11:29 م

      .زائر رقم2

      أولا احترم نفسك ! وثانيا نحن شعب مسالم لا نريد الحكم و إنما نريد العزة و الكرامة اللتان تحفظان لنا حقوقنا ... و سنسير مع العلماء لا مع الشارع لأنهم الحصن الذي يضمن لنا النجاج ... حفظ الله السيد الغريفي و علمائنا الأجلاء من كل مكروه ...

    • زائر 8 | 11:24 م

      ارجو عدم نشر تعليقات (مفخخة)

      من الواضح ان بعض التعليقات تعمد الى استفزاز و تأجيج الطائفية التي ذكرها السيد وان نشرت اقترح تجاهلها تماما او الرد بخير الكلام و احسنه

    • زائر 7 | 11:19 م

      الى الزائر 2

      اكيد ما تعرف اللي تتكلم عنه ، لأنك لو تعرفه حق المعرفه لقبلت جبينه ، ليس لأنه رجل دين ، و انما لأنه من كبار المجاهدين .......

    • زائر 5 | 10:47 م

      الدمستاني

      الى الزائر رقم 2 الرجاء أحترام الرمز الديني الكبير سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي مو أنت الي تعلم السيد العز مو انت الي تحدد الجهاد لو تعرف معنى الجهاد ما تكلمت
      فالكلمة الحره جهاد وعز
      والموقف جهاد وعز
      والصبر جهاد وعز
      وتحمل ضعفاء النفوس والدي أنتم منهم جهاد وعز
      والمسجد منه ينطلق المسلم ومنها يتحرك ومنهو يتعلم ومنهو يضحي ومنهو يجاهد ومنها يتعلم من علماءنا المجاهدون
      ومن هم على شاكلتك هو أمتداد لتاريخ كبير فهناك من تعدى على رسول الله وعلى الأئمة وعلى المراجع

    • زائر 4 | 10:41 م

      زائر 2 اشكالك لازالت موجودة

      الظاهر ما تعرف منهو الي في الصورة !!

    • زائر 3 | 10:15 م

      يريد فعل مو بس كلام صديق

      إنما العِـزُ إلـى المُجاهـدْ لا إلى الراهِـبِ بالمساجـدْ

    • زائر 2 | 10:01 م

      يجب محاكمة المجرمين

      يجب محاكمة كل من شاركة في قتل ونعذيب شعب البحرين

اقرأ ايضاً