العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ

البحرين تضع واشنطن أمام "اختبار خاص"

الايام الفلسطينية (نقلا عن معاريف الاسرائيلية) – 24 فبراير 2011  

تحديث: 12 مايو 2017


يبدو أن المحطة التالية في المظاهرات التي تعصف في الشرق الأوسط هي البحرين. وصل التطلع إلى التحرر من قيود الأنظمة القمعية في الأيام الأخيرة أيضا إلى سكان البحرين، وفي هذه الأثناء اصطدم برد شديد من جانب السلطات، بما في ذلك مهاجمة المتظاهرين أثناء نومهم في ميدان اللؤلؤة.
توضح اليقظة في البحرين أنه رغم القاسم المشترك بين مظاهر الاحتجاج في الأسابيع الأخيرة في العالم الإسلامي – الإعراب عن غضب الجماهير على الحكام الطغاة – فان الموقف من كل حالة هو على حدة. إدارة أوباما – التي على المستوى اللفظي توزع حقنات كثيفة من التأييد للسكان الذين يكافحون في سبيل الحرية والديمقراطية – تفهم الفوارق جيداً. عملياً، على مدى الطريق أظهرت الإدارة في الولايات المتحدة نهجاً برغماتياً، وثمة من ادعى أيضا أنه انتهازي، تجاه الأحداث الجارية في الدول المختلفة.
البحرين تضع تحدياً خاصاً أمام الإدارة الأميركية، ولا سيما في ضوء الانتقاد الذي تعرضت له على سلوكها في الاضطرابات ضد مبارك في مصر. ولكن، يبدو أن الإدارة تتبنى نهجا حذرا تجاه الوضع في البحرين ولا سيما لاعتبارات الجغرافيا السياسية. فالبحرين هي حليفة الولايات المتحدة في الخليج وتقع في الجزيرة قاعدة للأسطول الخامس تحرس مسارات النفط نحو الغرب. كما أن البحرين تتعاون مع مساعي الإدارة لعزل إيران، بل قبل سنة وافقت على أن تستضيف على أراضيها منظومات دفاع ضد الصواريخ، مخصصة للتصدي للتهديد الإيراني، إلى جانب الكويت، قطر واتحاد الإمارات. فضلا عن ذلك تخشى البحرين إيران جداً، والتي أعربت غير مرة عن مطالبها الإقليمية تجاهها، بما في ذلك أقوال "تاريخية" زعما بموجبها أن البحرين هي عملياً المقاطعة الـ 14 في إيران. حقيقة أن نحو 70 في المائة من سكان البحرين هم شيعة لا تساعد في الأمر، وعملياً، يعتقد حكام البحرين بان إيران تعمل في داخلها كي تثير السكان ضد النظام.
ماذا يختبئ تحت الستار اللفظي؟
بينما تقف الإدارة الأميركية إلى يمين السكان المحتجين، فانه في سياق البحرين، الرسالة مختلفة. هناك تسعى إدارة أوباما الى نقل رسالة إلى الملك حمد تشجعه على عمل المزيد للاستجابة لمطالب الشعب ومزيد من الانفتاح على الشباب الذين يبحثون عن الفرص. ويجدر بالذكر ان المتظاهرين في البحرين لا يتشددون جدا – لحقيقة أنهم لا يطالبون بإسقاط الملك، بل بإصلاحات سياسية، بمزيد من الحريات، وبتحسين وضعهم الاقتصادي. وعليه، فخلافاً للحالة المصرية، لا يوجد أيضا ضغط لتأييد إسقاط الزعيم. وقد تعهد الملك بتسريع سياقات تطبيق الإصلاحات، بما في ذلك التخفيف من الرقابة الحكومية على وسائل الإعلام والانترنت. كما أنه تعهد بتوزيع ألف دينار على كل عائلة.
كلما ازدادت حالات الثورات في الدول في المنطقة فان الميول المتباينة في المواقف الأميركية ستنكشف. وغير بعيد تحت الستار اللفظي لتأييد الشعوب الساعية إلى مزيد من الحرية، توجد ميول عملية وواقعية ستؤثر على رد فعل الولايات المتحدة. وكلما كان الأمر يتعلق بالخليج ، فستكون لمسألة إذا كان هذا خيرا أم شرا لمساعي كبح جماح إيران وزن حاسم في الموقف.

(بقلم: د. اميلي لنداو، رئيسة برنامج رقابة السلاح والأمن الإقليمي في معهد بحوث الأمن القومي)





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 46 | 9:30 ص

      لن نرجع الى بيوتنا حتى تتحقق كل مطالبنا

      دعوني اتكلم بصدق.. فأنا احد المعتصمين ولا اتكلم عنهم فكل واحد منهم لم يخرج إلا ولة مطالب وانا من عن نفسي لن ارجع الى البيت حتى يتم محاكمة كل مسؤول عن قتل المواطنين العزل و انزال اشد العقوبة بهم. و اقالة الحكومة كاملة وعلى رئسها رئيس الوزراء . الغاء دستور 2002 المنحة. وكتابة دستور جديد يكتبة ابناء الشعب. الملك يملك ولا يحكم و الشعب يقرر مصيرة .

    • زائر 45 | 8:37 ص

      شكرا

      الان لانتلكم عن الاغلبية كل هذا الذي يحصل ليس بمصلحة البلد

    • زائر 36 | 6:11 ص

      لا حوار

      الموت لامريكا

    • زائر 32 | 5:27 ص

      اي نعم

      صح السانك والله لكن منصوورييييين بأذن الله

    • زائر 23 | 4:40 ص

      أبو علي...

      الى الامام والى الافضل ان شاء الله الجبار العظيم

    • زائر 17 | 3:39 ص

      شكرا

      شكرا لكم على المقال

اقرأ ايضاً