أعلن القضاء اللبناني مساء أمس الجمعة (25 فبراير/ شباط 2011) أنه «تسلم مستنداً من إنتربول البحرين يفيد بأن عفواً صدر في حق المعارض البحريني حسن مشيمع فترك حراً».

من جانبه قال أحمد مشيمع النجل الأصغر للناشط السياسي وأمين عام حركة «حق» حسن مشيمع لـ «الوسط»: «إن والده سيعود اليوم (السبت) إلى البحرين عند الساعة الثالثة عصراً».

وأوضح مشميع أن «والده كان موقوفاً منذ يوم الثلثاء الماضي في العاصمة اللبنانية (بيروت)، وذلك لوجود مذكرة قبض سابقة بحقه بسبب تورطه في قضية ما يسمى بـ «المخطط الإرهابي» الذي قالت السلطات إن هناك 25 مواطناً تورطوا فيه، قبل أن تتسلم الجهات القضائية هناك من البحرين ما يفيد بصدور عفو عامٍ عنه ويسمح له بمغادرة بيروت».

ووفقاً للجهات الرسمية فإن السلطات في البحرين لن توقف مشيمع ولن تمنعه من دخول البلاد، إذ ذكرت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام ميسون سبكار في ردها على سؤال لـ «الوسط» أمس الأول أن «البحرين لن تعتقل الناشط السياسي حسن مشيمع عند عودته إلى البحرين من الخارج». إلى ذلك، جددت عدد من الشخصيات الوطنية دعوتها للمواطنين عدم الذهاب إلى المطار لاستقبال مشيمع تلافياً لأي احتقان أو تصادم، مفضلة استقباله لاحقاً.

وكان الناشط السياسي حسن مشيمع، قال في اتصال مع «CNN» العربية أمس: «إن السلطات اللبنانية لا علاقة لها بالأمر، لقد أعلمتنا النيابة العامة اللبنانية أن القرار عائد للسلطات البحرينية، وأنه جرى منع سفري بموجب مذكرة التوقيف التي أصدرتها البحرين بحقي عبر الإنتربول». وأضاف مشيمع أن «السلطات الأمنية اللبنانية بحسب ما أدلى به والدي للأسرة في اتصال هاتفي أمس الأول (الأربعاء)، قد تسمح له بالمغادرة للبحرين لكن بصفة الموقوف الذي سحب جوازه، وهو ما رفضه لاحقاً مفضلاً العودة كمسافر عادي، وخصوصاً في ظل وجود عفو صدر عن عاهل البلاد مؤخراً شمله أيضاً».

وكان مشيمع غادر العاصمة البريطانية (لندن) الثلثاء الماضي متوجهاً في طريقه إلى بيروت، بحسب ابنه أحمد «لتقديم التعازي لأحد الأصدقاء هناك، وكانت عملية خروجه من لندن طبيعية ومن دون أية مشكلات تذكر، بيد أنه أوقف بمطار بيروت الدولي بحجة وجود مذكرة توقيف دولية بشأنه، وتم سحب جواز سفره حينها».

وكان من المفترض أن يرجع مشيمع إلى البلاد مساء الثلثاء الماضي، غير أنه لم يعد، وبقي في بيروت حتى يوم أمس (الجمعة)، بسبب ما ذكر عن وجود مذكرة توقيف بحقه، قبل أن يسمح له أمس بالتحرك بحرية، حيث تسلم القضاء اللبناني قرار العفو الملكي البحريني.

إلى ذلك، قامت السلطات الأمنية خلال الأيام الماضية بفرض طوق أمني مشدد حول وداخل منطقة مطار البحرين الدولي، وذلك تحسباً لأية تجمعات أو تظاهرات قد تحدث على هامش أنباء عن عودة الناشط السياسي حسن مشيمع، إلا أن الناشط السياسي عبدالوهاب حسين، الذي يعد مقرباً من مشيمع وأحد قياديي تيار «الوفاء»، أكد مراراً منذ الثلثاء الماضي عدم الرغبة في التوجه للمطار، على أن تمر كل الأمور بهدوء وعقلانية من دون الوقوع في اشتباكات أو مواقف قد تشوه الوجه العام للاحتجاج والاعتصام السلمي.

وعمدت السلطات الأمنية لتشكيل عدة نقاط في الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية لمحيط المطار، كما عمد رجال الأمن إلى التحقق من السيارات المتوجهة للمطار خشية دخول أفراد من المحتجين وحدوث الفوضى في قاعة الاستقبال الرئيسية. كما وُجِد عدد من الآليات الثقيلة والدبابات داخل مدرج هبوط وإقلاع الطيارات، في الوقت الذي لوحظ وجود أمني مكثف من قبل القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بمواقف السيارات، بالإضافة إلى انتشار الشرطة المدنية داخل قاعتي المغادرة والاستقبال.