أطلقت شبكة «العمداء من أجل السلام» الدولية، التي تضم قادة السلطات المحلية في 2.870 مدينة في 134 دولة وإقليم، حملة مكثفة لممارسة الضغوط علي مختلف المستويات من أجل إلغاء الأسلحة النووية كافة بحلول عام 2020.
فقد اجتمع «العمداء من أجل السلام» هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تزامنا مع الجلسات الجارية لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، تمهيدا لقمة العام المقبل العالمية حول هذه القضية.
وبهذا يضم المسئولون عن مدن العالم، التي تعتبر هدفا أساسيا لأي هجوم نووي، والذين يترأس شبكتهم تاداتوشي أكيبا عمدة مدينة هيروشيما اليابانية التي وقعت ضحية قنبلة ذرية أميركية في الحرب العالمية الثانية، يضمون جهودهم إلى المساعي الدولية الجارية من أجل القضاء على خطر الأسلحة النووية وحظرها نهائيا.
وذّكر أكيبا بأن «المدن هي التي تقع ضحية عواقب الكوارث النووية»، وعليها أن تلعب دورا حاسما في إتاحة الفرصة لمواطنيها للإعراب عن دعمهم لنزح السلاح.
وخاطب هانز بليكس، المدير السابق لوكالة الطاقة النووية الدولية والرئيس السابق لفريق مفتشي الأمم المتحدة الذي كلف بالبحث عن أسلحة دمار شامل في العراق في عام 2002، المشاركين في الاجتماعات.
وقال بليكس في رسالة مباشرة بالفيديو لاجتماع للعمداء والدبلوماسيين رفيعي المستوي، أن جلسات مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الحالية تأتي في «أنسب توقيت» لتحقيق هذه الغاية، «فقد أُضيعت فرصة سانحة في التسيعنيات، والآن نحن أمام فرصة جديدة»، وهو الموقف الذي تشاطره غالبية الوفود المشاركة.
يذكر أن آمال إلغاء الأسلحة النووية في العالم اكتسبت دفعة قوية بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وخاصة خطابه في براغ في أبريل/نيسان الماضي الذي تحدث فيه عن «عالم دون أسلحة نووية».
وتركز حملة شبكة «العمداء من أجل السلام» المعنونة «رؤية 2020»، علي جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات علي بيان «نداء المدن لصالح برتوكول هيروشيما وناجازاكي»، اللتان قصفتهما الولايات المتحدة بالقنابل الذرية منذ 64 عاما.
والغاية هي ضم هذا البرتوكول إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كأداة للضغط على الدول للوفاء بالتزاماتها تجاه حظر انتشار الأسلحة النووية.
ويشار إلى أن عدد الرؤوس النووية في العالم يبلغ 26 ألفا، تملك الولايات المتحدة وروسيا 95 في المئة منها.
على صعيد متصل، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السابق لشئون نزع السلاح، جايانثا دانابالا، عن أمله في تحقيق غاية نزع الأسلحة النووية في العالم.
ويذكر أن هذه المعاهدة السارية منذ أربعة عقود، تنص على وقف انتشار تكنولوجيات الأسلحة النووية، وتفكيك الترسانات النووية، وحق الاستخدام السلمي للتكنولوجيات النووية.
وأعرب دانابالا، الذي يعتبر واحدا من أبرز الخبراء الدوليين في قضايا نزع السلاح والذي يشارك في الاجتماع، في مقابلة خاصة مع وكالة انتر بريس سيرفس عن «آماله الحذرة» تجاه إمكانية تحرير العالم من الأسلحة النووية.
وقال دانابالا، الذي يترأس مؤتمرات «بوغواش» للعلوم والشئون الدولية «نحن نعيش الآن في ربيع الأمل الذي يتبع شتاء قاتما من الإحباط» في مجال نزع السلاح النووي في العالم.
وعلق في مقابلته مع (آي بي اس) على خطاب أوباما في براغ، قائلا أنه يجب بلورة ذلك في صورة أعمال محددة، ولكن مع عدم التقليل من شأن الأطراف المعارضة لها.
العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ