دعا قادة منطقة الشرق الأوسط الإدارة الأميركية الجديدة إلى دفع عملية حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي باعتباره أساس الاستقرار والأمن في المنطقة، وأوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، خلال جلسة مفتوحة تناولت الأمن الإقليمي في «المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط» الذي اختتم أعماله مساء أمس (الأحد) في الأردن قائلا: «الوضع في المنطقة غير مستقر وخطير، ويجب على الرئيس أوباما معالجة الصراع العربي- الإسرائيلي بالشكل الصحيح، وبالأخص القضية الفلسطينية، إذ لا بد من إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وتحقيق سلام شامل يتضمن سورية ولبنان».
وعلى رغم أن المؤتمر عقد تحت عنوان «آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الشرق الأوسط، استراتيجيات نابعة من الداخل للنجاح» إلا أن عملية السلام أخذت جانبا مهما من نقاشاته.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي وصل الأحد للمشاركة في المنتدى أهمية التحرك بشكل سريع من أجل إعادة إطلاق مفاوضات السلام.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني فقد أكد الملك عبدالله لبيريز «أهمية التحرك بشكل سريع لإطلاق مفاوضات تؤدي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل، وفق المرجعيات المعتمدة خصوصا مبادرة السلام العربية».
وأضاف أن «تحقيق السلام يشكل مصلحة وضرورة لجميع دول المنطقة».
من جهته، رحب بيريز الذي تعتبر مهامه فخرية بشكل أساسي بتصريحات العاهل الأردني حول إمكانية اعتراف 57 دولة بـ»إسرائيل» في إطار عملية السلام، واعتبر هذا الكلام «مشجعا جدا».
ونوه موسى إلى أهمية الوقت، قائلا: «نحن لسنا مستعدين للخوض في عملية سلام إلى ما لا نهاية. وهذا ما دفعني إلى التأكيد على ضرورة أن يشهد العام الجاري تقدما على هذا الصعيد».
وأكد الأمين العام أنه ليس بوسع أي نقاش حول البرنامج النووي الإيراني، أن يتجاهل «الوضع النووي في إسرائيل، والذي يجب أن يتم بحثه على المستوى الدولي».
ومن جهته، شدد المبعوث الخاص للرئيس للروسي في منطقة الشرق الأوسط ألكساندر سلطانوف، قائلا: «إننا لا نستطيع أن نتحدث عن أمن في المنطقة من دون دولة فلسطينية».
وأضاف سلطانوف أمام جموع المشاركين، أن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي يجب أن يكون جزءا من إستراتيجية شاملة لمعالجة الصراع العربي- الإسرائيلي، وانتشار الأسلحة النووية، والتطرف، والمشكلات الاجتماعية، قائلا «ينبغي علينا أن نعي أنه لا يمكن الفصل بين أمن العالم وأمن منطقة الشرق الأوسط».
كما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، على ضرورة أن يتخذ كل طرف خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، قبل استئناف المفاوضات، وقال: «بغض النظر عن المنهج المتبع، فإنه من المهم جدا التركيز على ما يجب فعله الآن لإضفاء الصدقية على عملية السلام». وأضاف أن هذا يعني الالتزام التام ببنود خريطة الطريق، داعيا «إسرائيل» إلى وقف بناء المستوطنات، ووقف عمليات التوغل في مناطق السلطة الفلسطينية، وضمان حرية التنقل بين المناطق.
وحول مسألة إنهاء الصراع، قال رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي: «سنقدم لإسرائيل اعترافا بها من 57 دولة مسلمة، وإجراءات بناء الثقة، وكذلك الأمن والسلام لها في هذه المنطقة».
واختتم الذهبي قائلا: «دعونا نتبع نهجا إقليميا موحدا في تناول جميع قضايا هذه البقعة من العالم، لا سيما بعد أن تنسحب القوات الأميركية من العراق، إذ ينبغي علينا معالجة جميع هذه المسائل معا».
ومن جهته، قال نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي، إن الوضع النووي هو جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي. مضيفا: «يجب على جميع الدول المعنية، المشاركة في بحث هذه المسائل».
وحث المهدي الولايات المتحدة على احترام خططها للانسحاب من العراق بحلول عام 2011.
العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ