العدد 3115 - الخميس 17 مارس 2011م الموافق 12 ربيع الثاني 1432هـ

المحتجون يتعرضون لكمين دام في صنعاء

وجد آلاف المتظاهرين اليمنيين انفسهم الجمعة محاصرين في مكمن في قلب صنعاء بعدما امطرهم قناصة ملثمون بالرصاص الحي، بحسب افادات شهود عيان جمعتها وكالة فرانس برس.
ووقع حمام الدم بعد وقت قصير من انتهاء صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف المطالبين باسقاط النظام امام جامعة صنعاء، حمل بعضهم شارات صفراء في ما اطلقوا عليه "يوم الانذار" ضد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.
وروى احد المتظاهرين ويدعى احمد ان المحتجين شاهدوا دخانا يرتفع من شارع قريب، "فاعتقدنا ان عددا من خيم المعتصمين تحترق".
لكن سرعان ما تبين ان مصدر الدخان اطارات تحترق خلف جدار بناه سكان الحي لمنع الاعتصام من التمدد نحو شارعهم.
وما ان حاول بعض المتظاهرين هدم الجدار، حتى انطلق الرصاص صوبهم فاصيب البعض وسقط اول قتيل مصابا بالرصاص في وجهه.
ويقول شاهد عيان "بدات الناس عندها بالصراخ والهرب بعدما اصيبوا بحالة من الهلع، فيما قام البعض بنقل الجرحى الى المستشفيات".
وبعد مرور لحظات، تعرف المتظاهرون على مصادر النيران.
وصرخ احد هؤلاء وقد اصيب في كتفه "بلطجية النظام الحاكم يطلقون النار علينا من اسطح المباني".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في المكان مسلحين ملثمين فوق سطح احد المباني.
ودفعت رشقات الرصاص بعض المتظاهرين الى دخول المباني التي كانت تطلق منها النار، فهاجموا عند احد الاسطح احد المهاجمين قبل ان يرموا به من على سطح المبنى ما ادى الى مقتله، بحسب مراسل فرانس برس.
كما قاموا بالقاء القبض على خمسة آخرين.
وكانت الساحة في اليوم الاكثر دموية منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في كانون الثاني/يناير الماضي وما انفكت تتوسع في كافة انحاء البلاد، تضج باصوات تنادي عبر مكبرات الصوت المتظاهرين للخروج من الشارع وفتح الطرق امام عشرات الجرحى.
وصرخ البعض "اليوم يومك يا سفاح، سلمية تضرب النار"، في اشارة الى الرئيس اليمني وسلمية التظاهرات التي ينظمونها.
وبحسب مراسل فرانس برس فقد اطلقت الشرطة التي حضرت بعد اطلاق النار، الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.
وفي المستشفى الواقع في الساحة المقابلة لجامعة صنعاء، قال احد الاطباء فيما كانت الدماء تغطي يديه "لم نعد نستطيع اسعاف كل الجرحى، عددهم كبير جدا".
واضاف "تنقصنا الادوية والمعدات الطبية. بدانا ننقل المصابين الى المستشفيات الخاصة لاننا لا نثق بالمستشفيات الحكومية".
وافترشت جثث القتلى الذين بلغ عددهم 46 ارض مسجد قرب جامعة صنعاء، فيما تمدد المتظاهرون الذين اصيبوا باختناق نتيجة تنشقهم الغاز المسيل للدموع في العراء.
وذكر عدد من شهود العيان ان بعض المتظاهرين كانوا يحملون اسلحة، وقد قام واحد منهم على الاقل باطلاق النار باتجاه مصادر النيران.
ودعت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية الى ملاحقة المسؤولين عن "الهجوم المنسق" على المتظاهرين.
واوضحت في بيان ان "رجالا بلباس مدني يعتقد انهم عناصر في الشرطة اطلقوا الرصاص من اعالي المباني القريبة من المتظاهرين" في صنعاء.
ونقلت المنظمة عن شاهد عيان قوله ان "اطلاق النار استمر لحوالى 30 دقيقة"، مشيرة الى ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام في نهاية كانون الثاني/يناير ارتفع الى "80 شخصا".
وقد توالت ردود الفعل الدولية التي نددت بالقمع الدامي حركة الاحتجاج في اليمن، وطلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من نظيره اليمني السماح بسير التظاهرات السلمية.
ونفى الرئيس اليمني من جهته ان تكون الشرطة شاركت في اطلاق النار على المحتجين، الا انه اعتبر انه يتعين على المعتصمين في العاصمة ان ينتقلوا الى مكان آخر حيث لا يكون هناك احتكاك مع السكان.
وقال "شيء مؤسف ما حدث اليوم من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين".
واعلن عن تشكيل لجنة تحقيق "في مقتل الضحايا الذين سقطوا في كل المدن" اليمنية معربا عن "الاسف" لمقتلهم، ومؤكدا انهم يعتبرون "شهداء للديموقراطية".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً