العدد 3118 - الأحد 20 مارس 2011م الموافق 15 ربيع الثاني 1432هـ

أحزاب التويتر والفيسبوك

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

اليوم (21 مارس/ آذار) يحتفل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» (Twitter) بالذكرى الخامسة لتأسيسه، ففي هذا اليوم أطلق مؤسس الموقع دعوة لزملائه في العمل للانضمام إلى موقعه الجديد.

في البداية اعتبر موقع تويتر الوسيلة المفضلة بالنسبة إلى المشاهير للتواصل مع معجبيهم في العالم الافتراضي، لتتوسع وظيفة الموقع بعد أن عرف المدونون كيف يستخدمونه لأغراض أخرى أوسع من صورة لممثل هنا أو حفلة لممثلة هناك، لتصل بعد ذلك عدد الرسائل أو «التغريدات» المرسلة عبر الموقع (حسب تقارير إعلامية) إلى نحو مليار «تغريدة» وذلك بعد نحو 3 سنوات وشهرين عن أول رسالة، إلا أن الموقع (وبحسب التقارير نفسها) أصبح في السنة الحالية يعرض أكثر من مليار رسالة أسبوعياً.

حديث الأرقام عن عدد مستخدمي «تويتر» وتسلسله في قائمة أكثر المواقع زيارة على الإنترنت لا ينتهي، لكننا هنا نحاول أن نتحدث عن أهمية هذا الموقع مع موقع آخر لا يقل أهمية هو موقع «فيسبوك» (Facebook) ودورهما في إجراء تغييرات جذرية وغير متوقعة على مستوى الوطن العربي وصلت حد تغيير أنظمة الحكم كما حصل في ثورتي تونس ومصر.

لقد أثبتت الثورات القائمة في الدول العربية أن المواقع الإلكترونية من فيسبوك وتويتر ويوتيوب أكثر تأثيراً من كل الأحزاب العريقة منها أو الحديثة في الوطن العربي، ولاسيما بعد أن فشلت هذه الأحزاب وتحديداً المعارضة منها على مدى عقود في تحشيد الرأي العام لصالحها لإجراء أي تغيير حتى وإن كان لا يتجاوز تعديل قانون أو إقصاء مسئول فاسد، ربما لأن هذه الأحزاب لم تستطع أن تؤثر في جماهيرها قبل أن تؤثر في الشعب بشكل عام، فجاءت تحركاتها ضعيفة وعاجزة أمام استبداد الدولة وحزبها الحاكم، إلى أن جاءت مواقع التواصل الاجتماعي التي وجد الشباب فيها مساحةً عاليةً لفضاء الحرية الممنوع على الأرض، وتجاوزاً لأحزاب تعداها الزمن بخطابها الممجوج المثقل بقيادات دكتاتورية في معظمها.

إن العالم الافتراضي الذي خلقته مواقع كتويتر وفيسبوك نجح في تأسيس مجاميع أو «أحزاب افتراضية» غالبيتها من الشباب تؤثر في كل الأطياف الفكرية والعرقية التي يحويها المجتمع، متسلحة بفكرة واحدة يتفق عليها الجميع وهي «الرغبة المشتركة» بين أعضاء «الحزب الجديد» للتغيير لتبدأ بعدها مرحلة البناء والاتفاق على خطوات التنفيذ على أرض الواقع، خصوصاً بعد أن دفع انعدام الحياة السياسية الديمقراطية في الشارع العربي وفقدان مساحة الحرية الشباب إلى البحث عن عوالم أخرى غير تقليدية بعيدة عن سيطرة أمن الدولة والبوليس السري.

لقد نجحت المواقع الإلكترونية ما فشلت التجمعات من أحزاب ونقابات وتكتلات سياسية وغير سياسية في تحقيقه، والسبب في ذلك قد يعود إلى أن الإنترنت غير مهتم سوى بإطلاق فكرة صادقة يقابلها توافق جماهيري لتبدأ بعدها مرحلة التغيير

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 3118 - الأحد 20 مارس 2011م الموافق 15 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً