العدد 3121 - الأربعاء 23 مارس 2011م الموافق 18 ربيع الثاني 1432هـ

الغارات الجوية الغربية تخفق في إزاحة مدرعات القذافي

واصلت الطائرات الغربية ضرب أهداف ليبية لليوم الخامس على التوالي لكنها لم تتمكن حتى الآن من منع دبابات الزعيم معمر القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه إلى منطقة استراتيجية في الشرق. وقال سكان ومقاتلون في المعارضة إن دبابات القذافي عادت إلى مصراتة تحت جنح الظلام وبدأت قصف المنطقة الواقعة قرب المستشفى الرئيسي واستأنفت هجومها بعد أن أسكتت الضربات الجوية الغربية أصوات المدافع خلال ساعات النهار.


لكن القصف لم يردع قناصة القوات الحكومية في المدينة وهي ثالث أكبر المدن الليبية واستمروا في إطلاق النار بشكل عشوائي. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن القناصة قتلوا 16 شخصا. وقال طبيب في مصراتة تمكنت رويترز من إجراء مكالمة قصيرة معه قبل انقطاع الخط "الدبابات الحكومية تحكم حصارها لمستشفى مصراتة وتقصف المنطقة." وترددت أصداء انفجار مدو في العاصمة الليبية طرابلس في وقت مبكر اليوم الخميس وشوهد الدخان وهو يتصاعد من منطقة تقع بها قاعدة عسكرية.


ورافق مسؤولون ليبيون الصحفيين إلى مستشفى طرابلس في وقت مبكر اليوم لمشاهدة جثث متفحمة قالوا إنها جثث 18 عسكريا ومدنيا قتلتهم الطائرات أو الصواريخ الغربية الليلة الماضية. وقال الجيش الأمريكي إنه نجح في فرض حظر الطيران فوق المناطق الساحلية في ليبيا وإنه تحرك لمهاجمة دبابات القذافي. ونفذت قوات التحالف 175 طلعة جوية خلال 24 ساعة وقال قائد أمريكي إن الطائرات الأمريكية نفذت منها 113 طلعة.

وقالت بريطانيا اليوم الخميس إنها أطلقت صواريخ توماهوك من غواصة على أهداف تابعة للدفاع الجوي في إطار خطة قوات التحالف لتطبيق قرار الأمم المتحدة.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن فرنسا دمرت نحو عشر عربات مدرعة ليبية على مدى ثلاثة أيام. وأضاف أن قرار مجلس الأمن الدولي "ينص على أن التحالف لديه كل السبل المتاحة لحماية المدنيين. ما يهدد السكان اليوم هو الدبابات والمدفعية."

وتنفي الحكومة الليبية أن جيشها يشن أي عمليات هجومية ويقول إن القوات تدافع عن نفسها فقط في حالة تعرضها لهجوم. لكن أحد سكان زنتان الواقعة إلى الجنوب الغربي من طرابلس قال إن قوات القذافي تحضر المزيد من القوات والدبابات لقصف البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وفي الوقت ذاته فإن مقاتلي المعارضة في الشرق ما زالوا متمركزين في المنطقة الاستراتيجية عند اجدابيا بعد أكثر من ثلاثة أيام من محاولة استعادتها. وذكر التلفزيون الحكومي الليبي أن طائرات غربية ضربت طرابلس والجفرة الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة.

وقال التلفزيون إن "المستعمرين الصليبيين" هاجموا أهدافا عسكرية ومدنية. ويتهم مسؤولون في الحكومة الليبية القوى الغربية بقتل عشرات المدنيين لكنهم لم يقدموا للصحفيين في العاصمة أي أدلة تؤكد ذلك. وينفي مسؤولون بالجيش الأمريكي تسبب الغارات الجوية في مقتل أي مدنيين. وبينما يستعر القتال قال دبلوماسيون إن حلف شمال الأطلسي لم يتمكن مرة أخرى من الاتفاق على تولي قيادة العمليات العسكرية من الولايات المتحدة خاصة بسبب اعتراضات من تركيا.

وقالت الولايات المتحدة التي تنخرط قواتها في عمليات عسكرية بالعراق وأفغانستان إنها تريد التخلي عن دورها القيادي في ليبيا "في غضون أيام" وتريد أن يقوم حلف الأطلسي بدور مهم في قيادة العملية لكن ما زال يجري بحث الهيكل المحدد لهذا الدور.
وقال أحد كبار مساعدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما للصحفيين "أعتقد أن التحرك نحو الانتقال فيما يتعلق بالقيادة والتحكم سيكون مسألة أيام."
واتفقت واشنطن ولندن وباريس يوم الثلاثاء على أن يقوم الحلف بدور في العمليات لكن موافقة جميع الدول الأعضاء وعددها 28 لازمة. وأدت اعتراضات من تركيا إلى تعطيل الاتفاق على دور الحلف لثلاثة أيام ومن المقرر أن تجرى اليوم محادثات لليوم الرابع في بروكسل.

وتقول تركيا إنها لا تريد أن يقوم حلف شمال الأطلسي بتولي المسؤولية عن عمليات هجومية من الممكن أن تسبب سقوط قتلى من المدنيين أو أن يكون مسؤولا عن فرض منطقة حظر الطيران التي أصدرت الأمم المتحدة قرارا بشأنها في الوقت الذي تقصف فيه طائرات الحلف القوات الليبية.
وتريد فرنسا تشكيل مجموعة توجيه خاصة من أعضاء التحالف تضم دولا من الجامعة العربية للقيام بالسيطرة السياسية. وذكر مصدر رئاسي فرنسي أن كل الدول موضع ترحيب.


وقال "يجب أن يكون هناك مكان يمكن لكل من يريدون الالتزام بمساعدة الليبيين على بناء مستقبل الاجتماع فيه وبحث إطار عمل سياسي... الأمر يتعلق بأن يكون العمل السياسي مرافقا للعمل العسكري." ومن المقرر أن تجتمع المجموعة في لندن يوم الثلاثاء المقبل. وأضاف المصدر الفرنسي "أطلقنا فكرة تشكيل مجموعة اتصال وحققت نجاحا كبيرا فيما يبدو."


(شارك في التغطية محمد عباس وأنجوس ماكسوان من بنغازي وماريا جولوفنينا ومايكل جورجي من طرابلس وحميد ولد أحمد وكريستيان لو من الجزائر وتوم بيري من القاهرة وديفيد برونستروم من بروكسل وفيل ستيوارت من موسكو واندرو كوين من واشنطن وكاثرين بريمر وإيمانويل جاري وإيف كلاريس من باريس)

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:07 م

      للحين مصدقين

      مادري للحين فيناس مصدقه ان القوات رايحه تقضي على القذافي
      القوات بتقضي على المدنيين والبنيه التحتيه لليبيا وتقضي على دفاعات ليبيا عشان تخليها تبدي من الصفر

    • زائر 2 | 6:41 ص

      عبدالرحمن

      كنا نعتقد أيها العقيد أن كل هذه المليارات التي صرفت على الأسلحة و الجيوش لحماية الأوطان و تحرير القدس لا لضرب المواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعة.

اقرأ ايضاً