العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ

الغرب يبحث في خيارات الإطاحة بالقذافي دون دخول ليبيا

تفادياً لإطالة التدخل في ليبيا يتحدث محللون عن عدة خيارات بشأن الطريقة الفضلى لاختصار العمليات العسكرية، منها تسليح حركة التمرد وتنفيذ عمليات سرية والدعوة إلى التمرد وحياكة مؤامرات.

وأوضح خبير في القضايا العسكرية مفضلاً عدم كشف هويته "إذا أردنا إنهاء حرب يجب الاستعداد لاغتنام كل الخيارات".

وفي العمليات التي تشنها عدة دول غالباً ما تؤول الأمور إلى تدخل يستمر زمناً طويلاً ونادراً ما تتم باختصار. فمثلاً قوات اليونيفيل (الأمم المتحدة) منتشرة في جنوب لبنان منذ العام 1978 بينما لاتزال القوات الدولية منتشرة في كوسوفو (كفور) منذ العام 1999 وقوات "إيساف" منتشرة في أفغانستان منذ نحو 10 أعوام.

وبعد أن حاول عبثاً سحق حركة التمرد قبل تعبئة المجتمع الدولي، قد يلجأ العقيد معمر القذافي الآن إلى ربح الوقت. والقرار 1973 المنتزع بمبادرة فرنسية بريطانية من مجلس الأمن الدولي، يحمل في طياته بوادر وضع شديد التعقيد حيث أنه لا يسمح بعمليات برية واسعة النطاق ضد قوات الزعيم الليبي بل ينص على "حماية المدنيين".

وطالما دامت أعمال العنف سيتعين على الحلفاء مواصلة عملياتهم الجوية "ولا مبرر أن تتوقف"، كما قال أحد المحللين.

إذاً ما هو طريق الخلاص؟ أولاً انهيار النظام الليبي. وفي هذا الصدد تعمل واشنطن وباريس بارادة شبه واضحة على نسف هذا النظام.

والمح أحد مستشاري الرئيس الأميركي، باراك أوباما أنه بعد تعرضهم "لتوتر شديد" حاول مقربون من معمر القذافي "إقامة اتصالات بحثاً عن مخرج". وأتى على ذكر بعض الأسماء مثل وزير الخارجية، الليبي موسى كوسا. من جانبها "شجعت" الرئاسة الفرنسية صراحة القادة الليبيين على "الانشقاق" و "الانضمام" إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار، مهددة بملاحقتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية. وحذر قصر الإليزيه من أن "المحكمة الجنائية الدولية تراقب وترصد وتلاحق، ومن الآن لدينا لائحة أسماء وهذه اللائحة قد تطول (...) وبالتالي حذاري!"

واعتبر أحد المحللين أن "أفضل حل هو أن ينقلب قسم من الجيش على القذافي" بينما استذكر محلل آخر عبارة رئيس الوزراء البريطاني تشرشل "إذا اجتاح هتلر الجحيم فسأتحالف مع الشيطان" وذلك لإرغام "القذافي على التفاوض حول رحيله".

ومن الخيارات الأخرى هناك تسليح حركة التمرد، مؤكداً "هذا ما فعله الأميركيون والاستخبارات الفرنسية في أفغانستان في زمن الاحتلال السوفياتي وهذه من الأمور التي نقوم بها دون كشفها غير أنها دائماً تتضمن مخاطر". هذا بينما لايزال معظم الثوار الليبيين يفتقرون إلى أدنى خبرة عسكرية في حين قد يغتنم الإسلاميون الفرصة للسيطرة على جزء من الحركة، بينما قال خبير ثالث "لا يكفي إمداد الناس بالأسلحة لتشكيل جيش". وماذا عن خيار إرسال قوات خاصة على الأرض؟ يجيب أحد المحللين "إذا لم يتوفر ليبيون في صفوفهم فهي ستكون عملية مفضوحة كالأنف وسط الوجه". وأجهزة الاستخبارات هي الوحيدة التي يتوفر لديها "أناس قادرون على الاندماج بين المدنيين للقيام بعمليات سرية".

لكن معظم هذه الفرضيات تتسم بعيب كبير وهو أنها تخرج عن نطاق القرار 1973 الذي لا يمنح قوات التحالف أي تفويض للإطاحة بالقذافي

العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً