العدد 3126 - الإثنين 28 مارس 2011م الموافق 23 ربيع الثاني 1432هـ

معالجة انقراض الأسماك

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نفوق الأسماك أصبح ظاهرة جديدة على بلادنا، وعلق بعض المحللين والناشطين أن هذه الظاهرة بدأت تبرز في مملكتنا، وارجع كثير منهم أن السبب في ارتفاع في درجة الحرارة للبحر أو قلة نسبة الأوكسجين الذائب في الماء، مع ان هناك عوامل عديدة لم تذكر، وسنتطرق إليها عند وضعنا طرق المعالجة للبيئة البحرية.

بصفتنا اخصائيين في مجال البيئة لا نختلف مع هذا الطرح إلا انه لم تتطرق معظم التحليلات إلى كيفية المعالجة بشكل علمي وتقني.

طبقا لخبراء منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو)، تندثر أو تتلاشى كثير من بيئة الأسماك بشكل متسارع سنة بعد أخرى، وتبقى التدابير لا ترتقي لسقف المعالجة بسبب أن مصائد الأسماك لا يتم معالجتها من جهة، والكوارث البحرية المتعددة أو الصيد الجائر في هذه المناطق من جهة ثانية.

والسؤال المهم كيف نبني البيئات البحرية (eco- system) المناسبة للأسماك لمعالجة مشكلة الانقراض؟

حقيقة هناك عوامل كثيرة تسهم في خلق النظام الايكولوجي المناسب للكائنات البحرية (الأسماك والقشريات والرخويات والقواقع والنباتات البحرية والاسفنجيات)، ولكن الأهم التوقف والتأمل وتحليل ما يتسبب في إفساد البيئة البحرية، فلعلاج تدمير هذه البيئة نقوم اولا بوضع قوانين وجزاءات رادعة لمن يقوم بتدمير البيئة البحرية قبل خلق هذا النظام الجديد.

فعلى سبيل المثال، إذا أردت خلق نظام مؤسساتي متقدم للاستثمار والاقتصاد وأفسحت المجال للمفسدين أن يخرقوا او يعبثوا في كبد النظام وقوانينه من غير حساب او معاقبة، كما يحصل في كثير من وزاراتنا، فلا تقدم ولا منفعة من ذلك النظام، وبالمثل كذلك لو عملت برامج متخصصة كمبيوترية، منظمة لعمل مؤسساتي وقام من اؤتمن على كلمة السر بخرق القوانين أو باستطاعة الهكرز من اختراقها فلا فائدة من نظم هذه البرامج.

هذا يقودنا إلى ما نصبو إليه، فإذا أردنا بنية أساسية متقدمة لمعالجة انقراض الأسماك - بناء البيئة البحرية-، نبدأ أولا: بعدم السماح للصيد الجائر في تلك المناطق المستهدفة (مصائد الأسماك).

وثانيا: منع الدفان بشتى أنواعه في السواحل الذي يعمل على خلل في نسب المغذيات البحرية، ويلوث البيئة من هذه المخلفات كما أن الشعب المرجانية (محمية طبيعية تحمي الأسماك وصغارها) قد تتسدد من الدفان والمواد العالقة منه، مما قد يتسبب في هلاك كثير من الكائنات البحرية الساحلية.

ثالثا: عدم السماح للجرافات التالفة لمواطن الكائنات البحرية كالاسماك وصغارها وبيضها بشفط الرمال من أواسط البحار حيث إن هذه الجرافات تسحق كل مكونات البيئة في قاع البحار من فشوت ومحميات ونباتات وصغار الكائنات الدقيقة المتنوعة.

رابعا: تشديد الرقابة على مقاولي غسل الرمال، فلا يجوز قذف الماء المستخدم في عملية تنظيف الرمال مباشرة إلى البحار، وذلك بإلزام هذه الشركات بعمل جهاز تقطير خاص بها أو وضع أحواض ترسيب «المواد العالقة» لكي لا تختلط هذه المواد بمحيط البيئة البحرية وتلويثها وتعمل على زيادة تركيز هذه الأملاح والسلت (الطين الملوث)، الذي يجب ألا يتعدى 35 ملغم/ لتر (ppm)، وتقتل الكائنات البحرية بجميع أنواعها (النباتات والأسماك والروبيان والطحالب والقواقع والمحار) ومنها ما يعتبر غذاء مهماً للأسماك مثل النباتات والكائنات الدقيقة والطحالب.

فكلما قلّت نسبة النباتات والطحالب قلت نسبة الأوكسجين المذاب في الماء الذي تصنعه هذه النباتات من عملية البناء الضوئي، مما قد يسبب نفوق كثير من الأسماك في تلك البيئة.

خامسا: الحد من أو وقف تلوث خليج توبلي من مياه المجاري الذي يعتبر المصدر الرئيسي للمغذيات والبكتريا، لاسيما وان هذا الخليج لا تتغير مياهه لانغلاقه عن البيئة البحرية، بهدف توازن المغذيات البحرية (السيليكات والفوسفور والامونيا والنيتريت والنترات).

من الملاحظ أن زيادة او قلة تركيز بعض هذه المغذيات الناتجة من مياه المجاري غير المعالجة قد تساعد في نفوق الأسماك بسبب انتشار ظاهرة المد الأحمر (ازدهار مؤذٍ من العوالق او الطحالب النباتية) على عكس ما يحدث في جزر حوار الغنية بالأسماك بسبب تعادل تركيز هذه المغذيات من جهة وبعيدة عن الأسباب المذكورة من جهة اخرى.

سادسا: مراقبة المصانع الكيميائية والبترولية وجميع الشركات التي تستخدم مياه البحر في عملياتها وتشغيل وحداتها بشكل دوري، ومنعها من ضخ المياه المستخدمة للمعالجة إلا بعد فحصها وتبريدها، أو عزل وحصر هذه المياه في منطقة خاصة وإعادة استخدامها متى ما دعت الحاجة، تستأجرها من الهيئة العامة لحماية البيئة والثروة البحرية بصفتها ممثل الدولة في هذا المجال.

وكذلك منع أو تجريم ناقلات النفط والسفن البحرية، التي تقوم بتنظيف سفنها بسكب الزيت في البحر أو المراسي.

أما كيفية تصميم نظام بيئي بحري يكون مناسباً لتكاثر الأسماك، فهذه طريقة سهلة وبسيطة عندما نتصدى أولا لمن يقوم بتدميرها، فما علينا إلا وضع فشوت من الحجارة وبعض المعادن ومحميات مرجانية أو خشبية، وبعض المغذيات وزراعة الأعشاب المتنوعة المعروفة محليا (بعشب السنيبل والفريهة) كغذاء لهذه الأسماك، وبهذه المعالجة سوف نحافظ على أهم مصدر للغذاء من الانقراض بالإضافة إلى تنمية الزراعة التي تطرقنا إليها بموضوع سابق، سوف نبتعد نوعا ما عما يهدد الأمن الغذائي لبلدنا، وأخيرا نتمنى لكم غذاءً طيبا متنوعا ووفيرا من أصناف الأسماك التي كانت تزخر بها ديرتنا

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3126 - الإثنين 28 مارس 2011م الموافق 23 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:24 م

      أين المزارع و القوانين

      أخي لديك مصطلحات تحتاج الأيضاح . فليس القراء أكاديمين . فخلك في السهل الممتنع الواضح . و لا تشرد القراء عنك . فويش الأيكلوجي . و ال eco system و غيرها .

    • زائر 1 | 5:06 ص

      الحريه عروس مهرها الدم

      فرج الله عنك

اقرأ ايضاً