العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ

أوباما يجازف بالوقوف لوحده أمام معارضي إغلاق غوانتنامو

يراهن الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن شعبيته وقدرته على الإقناع سيتيحان له تدعيم موقفه بشأن إغلاق معتقل غوانتنامو الذي تترتب عليه مجازفة سياسية وسط معارضة من الليبراليين والجمهوريين.

وأكد أوباما مجددا الخميس عزمه على إغلاق المعتقل الذي يحتجز فيه المشتبه بضلوعهم في «الحرب على الإرهاب» خلال عام ولكن من الإبقاء على محاكم اللجان العسكرية لمحاكمة اخطر معتقلي غوانتنامو، محاولا بذلك إخماد نقاش يبدو انه أصبح خارجا عن سيطرته.

وانتقد اوباما الجمهوريين الذي قالوا انه غير حازم بشان الإرهاب وكذلك الليبراليين ودعاة الحريات المدنية الذين قالوا انه يخيب آمالهم باختياره حلا وسطا. وقال اوباما إن «الجانبين ربما يكونان صادقين في آرائهما، إلا أن أيا منهما لم يجانب الصواب». وأضاف أن الشعب الأميركي «لا ينتخبنا من اجل أن نفرض أيديولوجية متصلبة لحل مشكلاتنا». وحاول الرئيس أخذ الآراء المختلفة وتفكيكها ثم تجميع استراتيجية خاصة. إلا انه من غير المعروف ما إذا كان نهجه هذا سيوقف النقاش المحتدم في الكونغرس.

والخميس كذلك انبرى نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني للدفاع عن استراتيجية إدارة جورج بوش السابقة بشأن الإرهاب رافضا التخلي عن رأيه بشان أساليب التحقيق القاسية التي جرت في ظل تلك الإدارة.

ووصف تشيني مسعى اوباما للبحث عن حل وسط بين طرفي النقيض بأنه سيعرض الولايات المتحدة للهجمات الإرهابية. وقال تشيني «في القتال ضد الإرهاب، لا توجد منطقة وسطى، والحلول الوسط تبقيك عرضة» للخطر. وأضاف «لا يمكنك أن تكتفي بالإبقاء على بعض الإرهابيين المسلحين بأسلحة نووية خارج الولايات المتحدة، عليك الإبقاء على كل إرهابي مسلح بسلاح نووي خارج الولايات المتحدة».

إلا أن اوباما لن يدخل الآن في معركة مع تشيني الذي أصبح من مخلفات الإدارة السابقة التي منيت بأسوأ نسبة تأييد شعبي، بينما يتمتع اوباما بنسبة عالية من التأييد الشعبي.

ففي استطلاع نشرته شبكة «أي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي تبين أن 62 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يوافقون على أداء اوباما في الحملة الأميركية ضد الإرهاب. كما اظهر استطلاع أجرته شبكة «سي أن أن» الاسبوع الجاري أن 35 في المئة فقط من الأميركيين يؤيدون رأي تشيني. إلا انه وعلى رغم ذلك على اوباما وبضغط من الليبراليين والجمهوريين، أن يواجه ضعف التأييد لخطته لإغلاق معتقل غوانتنامو حتى بين صفوف حزبه. والخميس انضم العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إلى تصويت رفض طلب اوباما تخصيص 80 مليون دولار لإغلاق المعتقل.

ويبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين من الذين يواجهون إعادة انتخابهم العام المقبل، يخشون دعم خطة اوباما بنقل عدد من المشتبه بضلوعهم بالإرهاب من معتقل غوانتنامو إلى سجون أميركية مشددة الحراسة. وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد إن «أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين يتطلعون إلى مراجعة تفاصيل خطة الإدارة عند إطلاقها والعمل مع الرئيس على الحفاظ على سلامة الأميركيين ومحاكمة من يسعون إلى إلحاق الأذى بنا».

أما زعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل فقد صرح الخميس في مجلس الشيوخ انه «من الواضح للجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس أن الإدارة لا تملك حاليا خطة لإغلاق غوانتنامو وإغلاقه من دون خطة أمر غير مقبول». أما جون بويهنر الجمهوري البارز في مجلس النواب فتساءل «أين الخطة يا سيدي الرئيس؟». وفي خطابه أمس الأول قال اوباما إن معتقل غوانتنامو يضر بسمعة وصورة الولايات المتحدة وقيمها الأخلاقية. وقال إن على الولايات المتحدة أن «تظهر أن قيمنا ومؤسساتنا أقوى من أيديولوجية الكراهية».

العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً