العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ

شئون وشجون بحرينية صينية (1)

حسين راشد الصباغ comments [at] alwasatnews.com

في شهر أبريل/ نيسان 2005 أنجزت طبع كتابي «يوميات سفير بحريني في الصين» (بحر مالي) كما تقول العرب وما أكثر أقوال العرب وأقل أفعالها. طبعته باجتهاد شخصي كبير استنفد مني كثيراً من الطاقة والجهد وهذه هي الطبعة الثانية من هذا الكتاب. أما الطبعة الأولى فقد صدرت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2004 فقد قامت مؤسسة ثقافية في دولة الإمارات بطبعه وقد أضعت سنة كاملة في ترقب وقلق وأنا انتظر هذه الطبعة الموعودة خلال 3 شهور بحسب الوعد والعهد، ويقول الحق تعالى: «إن العهد كان مسئولا»(الاسراء: 43)، وقد حصلت على نسخة من هذا الكتاب من معرض الكتب في أرض المعارض في أكتوبر .2004 كما حصلت على 20 نسخة من تلك المؤسسة بعد ذلك فما عساني أفعل بها وأهديها لمن؟ في حين أنني أهديت من كتابي هذا قرابة 300 نسخة وبعد انتظار طويل ممل فقدت الأمل في اقتناء المزيد من هذه النسخ فقررت طبعه وسأترك الحديث عن ملابسات الطبعة الأولى لأنها تدخل في ثقافة كبيرة واسعة الانتشار في العالم العربي اسمها ثقافة الكذب والتسويف والمماطلة وإضاعة الوقت والجهد وأستميح القارئ عذراً إذا كنت قد بالغت في إيراد هذه التفاصيل وأخالها مملة إلا أن ما يشفع لي من ذكرها أنها تتعلق بعمل رسمي كنت أؤديه وهي خدمة عامة لها ضريبة وعليها مسئولية وتبعات. وقد بذلت محاولة غير ناجحة في طبعه من قبل وزارة الخارجية، وذلك بعد لقائي بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ محمد بن مبارك خلال العام 2004 والذي أبدى تفهماً وتشجيعاً لطباعته أو طباعة ملف زيارة سعادته لبكين وكذلك زيارة وزير خارجية الصين، في مطبعة الحكومة التابعة لوزارة الإعلام. إلا أن آلية تنفيذ هذا الأمر يستغرق وقتاً طويلاً بسبب الروتين الحكومي والمتمثل في الاتصال والمراجعة، بل والصبر الذي لا يقدر عليه إلا أولو العزم وهم اليوم نادرون في عالم العرب الجميل الواسع الأرجاء. وحتى صبر أيوب يعجز عن هذا. وكسباً للوقت والجهد طبعت الكتاب بنفسي نظراً إلى أهمية مضمونه ومحتواه فهو يؤرخ لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والصين، هذه الدول الكبرى والمهمة في الساحة الدولية، ثم أعقبه فتح السفارات لكل منهما من خلال رصد حي لتطور هذه العلاقات في يومياتي باعتباري سفيراً للبحرين في الصين. كما كنت شاهداً ومتابعاً لتطور الصين السياسي والاجتماعي والثقافي، وكذلك صعودها الاقتصادي المهم، وأن الصين ستلحق بأميركيا واليابان وألمانيا في المضمار الاقتصادي وقد تتفوق عليهم في العقود الثلاثة المقبلة. وقد استقبلني ثانية نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ محمد بن مبارك بتاريخ 3 يونيو / حزيران ،2005 إذ أهديته نسخة من هذا الكتاب الموعود وأتطلع إلى أن تحتفي به وزاراتنا الموقرة كما أولت رعايتها المعهودة بكتب أخرى وأهديت نسخة أخرى من هذا الكتاب إلى وزير الخارجية الجديد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بعد ذلك لاحقاً. ويحدوني الأمل بأن ينال هذا الجهد العلمي الوثائقي اهتمام وزاراتنا الموقرة. وإن ما ذكرته من إطراء وتنويه في الكتاب ما هو إلا بعض ما أكده لي أهل العلم والفكر عند اطلاعهم عليه. وأنا باعتباري موظفاً سابقاً في وزارة الإعلام والخارجية أدرك جيداً أن آلية تنفيذ كثير من الإجراءات الإدارية والمالية في غالبية الأحيان تأخذ فترة زمنية طويلة في الإمكان اختصارها عندما يكون هناك إخلاص في العمل وتفان وبعيداً عن العمل الروتيني الناشئ عن ضعف أداء المؤسسات الحكومية لأعمالها المنوطة القيام بها. ومن ناحية أخرى، عندما التقيت الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة خلال حفل تكريمه بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني وكذلك وزير الخارجية الجديد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وذلك بديوان وزارة الخارجية، فعند تطرقي إلى سفري إلى بكين للاشتراك في ندوة العلاقات العربية الصينية والتي دعتني إليها وزارة الخارجية الصينية، قال لي الشيخ محمد إنك خير من يمثلنا في هذه الندوة المهمة. حقيقة كان لهذه الكلمة وقعها الطيب في نفسي وأحسست أن التواصل بين الوزارة وموظفيها السابقين القادرين على العطاء والبذل لايزال قائماً وقوياً وفاعلاً. وإن تحويله إلى واقع عملي ملموس واستثماره على الوجه الصحيح يظل بحاجة إلى متابعة. وهذا الأمر يقودني إلى الحديث عن محاضرتي عن الصين بتاريخ 1 ديسمبر / كانون الأول ،2003 والتي دعتني إلى إلقائها وزارة خارجيتنا، وذلك خلال الدورة التدريبية التأسيسية الثالثة للدبلوماسيين والتي عقدت بمبنى وزارة الخارجية خلال الفترة من 1 نوفمبر إلى 31 ديسمبر ،2003 كما حضر هذه المحاضرة أيضاً عدد من المسئولين في الوزارة. وقد سعدت بكتاب الصديق وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار المؤرخ في 5 يناير/ كانون الثاني ،2004 إذ أشار فيه إلى الأثر الايجابي والطيب لمحاضرتي تلك، وأنه يتطلع إلى المزيد من التعاون مستقبلاً شاكراً ومقدراً. وهذه الدورة التدريبية تنظمها وزارة الخارجية كل عام للدبلوماسيين الجدد. واستفسر أحد المسـئولين في الوزارة ما إذا كنت قد تلقيت المكافأة المالية المعهودة على هذه المشاركة التي أخذت مني وقتاً وجهداً كبيرين فأجبت بالنفي، وقال: «إن الوزارة ترصد مخصصات مالية للمشاركين من الاساتذة أو المختصين من خارج الوزارة وأنت سفير سابق ومن الخوارج اليوم أحق بهذا الاستحقاق من غيرك». وقد شكرته على هذه اللفتة الكريمة التي تنم عن اريحية واهتمام بالغين. إلا أنه اردف قائلاً ومستدركا إن هناك مثلاً عربياً حياً يعكس واقع الحال الذي أنت عليه الآن مفاده أن مغنية الحي لا تطرب، وعليك اليوم مسئولية إخراج هذه المغنية من هذا الحي المنحوس. في شهر أبريل 2005 استقبلني سفير الصين وو تسونغ يونغ في سفارته وأهديته عدة نسخ من كتابي (يوميات سفير بحريني في الصين)، والذي كنت قد طبعته لتوي في البحرين وقد ارسله لاحقاً إلى وزارة الخارجية الصينية، كما أهديت نسخة منه إلى سفير الصين السابق في البحرين يانغ هونغ لين وكان آنذاك سفيراً لبلاده في بغداد. وربطتني بيانع علاقة طيبة، بل متينة أثناء عملي في بكين وكان مرافقاً لسفراء دول مجلس التعاون في رحلة لنا إلى إقليم قوان سو وذلك بتاريخ 19 نوفمبر ،1989 وبدعوة من وزارة الخارجية الصينية وهو يجيد العربية بطلاقة كتابة ونطقا، وقد فوجئت باتصاله بي من بغداد بعد تسلمه كتابي، وذلك بتاريخ 22 أغسطس/ آب ،2005 على رغم صعوبة الاتصالات الهاتفية في بغداد بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، وقد عاد أخيراً إلى بكين بعد انتقاله من بغداد نهائياً، وقد هنأته على سلامة العودة عندما التقيته في حفل العيد الوطني في بكين أخيراً. وقد دعاني للاشتراك في ندوة عن العلاقات العربية الصينية التي تنظمها جمعية الصداقة الصينية مع الدول الأجنبية خلال شهر أكتوبر، وقد اعتذرت خلال هذا التاريخ بسبب ارتباطي بندوة أخرى في الرباط في المغرب تنظمها الجمعية الدولية للسفراء العرب السابقين للأمم المتحدة. * أول سفير بحريني لدى الصي

إقرأ أيضا لـ "حسين راشد الصباغ"

العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً