العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ

من يتحمل الاحتقان العراقي؟

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

من يتحمل الاحتقان الطائفي الذي يشهده العراق، صدام الذي استمر حكمه خمسة وعشرين عاماً عاش العراقيون خلالها ثلاث حروب، و13 عاماً من الحصار الاقتصادي الذي راح ضحيته مئات آلاف العراقيين، وآلافاً أخرى كانوا سكنة القبور الجماعية معظمهم من الشيعة والأكراد، أم قوات الاحتلال التي قسّمت العراق أرضاً وشعباً منذ اثنتي عشرة سنة إلى ثلاث مناطق» الأولى أسفل خط عرض 33 (شيعة) والثانية أعلى خط 36 (أكراد) والثالثة ما بينهما (سنة)، وهو الشكل المفترض لمستقبل العراق المقسّم إلى ثلاثة «أقاليم»، بالإضافة إلى فرض مبدأ المحاصصة الذي انتهجه الحاكم المدني بول بريمر في كل مؤسسات الدولة من توزيع المناصب الحكومية والسياسية إلى تشكيل المحكمة العليا التي تحاكم صدام الآن؟ صدام زرع بسياساته العدوانية بذور الطائفية والعنصرية التي نخرت جذور المجتمع العراقي، أما الاحتلال فقد غذى بذرة العنصرية وأرسى سياسة إقصاء الآخرين لينشر بعدها ثقافة المحاصصة والطائفية التي تنادى العالم الغربي للقضاء عليها عندما اتخذ قرار الغزو. بالتأكيد، يتحمل صدام وقوات الاحتلال ومعهما الكثير من القادة الجدد في بغداد مسئولية الاحتقان والانقسام الطائفي والعرقي الموجود على الأرض حالياً، لكن مع كل هؤلاء تتحمل بعض الدول المجاورة للعراق جزءاً مهماً من هذه المسئولية لأسباب قد تعتبرها هذه الدول وطنية تحمي من خلال عراق ضعيف وشعب مقسّم مصالح شعوبها على المدى القريب، لكن تطور الحوادث وتغيُّر مسارات الرأي العام العراقي بأشكال غير متوقعة سيؤدي بلا شك إلى مشكلة مستعصية على الدول المجاورة التي لن يكون العراق بشكله الحالي مناسباً لاستقرار شعوبها وربما وحدة أراضيها، وستجد هذه الدول نفسها في يوم ما أنها وقعت في خطأ استراتيجي عندما قدّمت مصلحتها القريبة على مستقبلها البعيد

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً