العدد 1238 - الأربعاء 25 يناير 2006م الموافق 25 ذي الحجة 1426هـ

«أوان» في النَّفَس الأخير

صدر العدد الجديد (العدد 11) من مجلة «أوان» التي تصدر عن كلية الآداب بجامعة البحرين، وبصدور هذا العدد تكون «أوان» أكملت عامها الثالث، وبصدور هذا العدد أيضاً وهذا أكثر ما يؤلم تكون «أوان» لفظت نَفَسَها الأخير. ثلاثة أعوام كنا ننظر إليها أنها سنوات التخلّق لمجلة ثقافية جادة وصاعدة. وفي سنوات التخلّق هذه كُتِب لـ «أوان» أن تستقيم وتنتظم في الصدور، وتمكنت في زمن قياسي ­ من تكوين صورة مشرقة لنفسها في ذهن القارئ العربي، وأتاحت لها الرؤية التي انطلقت منها الفرصة لتحتل موقعها في المشهد الثقافي العربي، وتحلّق حولها بفضل كل ذلك أصدقاء كثر من كتّاب وقرّاء وجدوا في «أوان» بغيتهم. أعوام ثلاثة انقضت من عمر «أوان»، وتشاء الأقدار أن تكون هذه الأعوام الثلاثة هي كل عمر «أوان». وفي أعوامها الثلاثة أخذت «أوان» على عاتقها مهمة إعادة الاعتبار إلى الكتاب وإلى مفاهيم القراءة والمراجعة في الثقافة العربية المعاصرة، كما أنها فتحت ملفات مهمة وبرؤية منفتحة. فقد فتحت ملف «الغذامي والنقد الثقافي» في العدد الأول، وملف «الأنصاري والناصرية» في العدد الثاني، وملف «دريدا والتفكيك» في العدد المزدوج الثالث والرابع، وملف «ثقافة الصورة» في العدد الخامس، وملف «إدوارد سعيد» في العدد السادس، وملف «بول ريكور» في العدد التاسع، وملف «عودة دريدا» في العدد العاشر، وهنا في العدد الحادي عشر والأخير تفتح «أوان» ملف «التأويل والهيرمنوطيقا». ويضم هذا الملف فصلين مترجمين من كتاب هانز جورج غادامير «الحقيقة والمنهج»، والفصل الأول «تغيّر التأويلية من عصر التنوير إلى الرومانسية» من ترجمة حسن ناظم، والثاني «مشروع شليرماخر لتأويلية كلية» من ترجمة علي حاكم صالح، ويذكر أن حسن ناظم وعلي حاكم انتهيا من ترجمة كتاب غادامير المهم والمؤسس، وسيصدر قريباً عن دار الكتاب الجديد ببيروت. وفي الملف ذاته تترجم خالدة حامد «النص والسياق» لديفيد كوزنز هوي، كما تترجم عطيات أبو السعود مقال مهما لجياني فاتيمو عن «العقل التأويلي والعقل الجدلي». فيما يكتب عبد الله بريمي قراءة مطولة في كتاب سعيد بنكراد عن «السيميائيات... مفاهيمها وتطبيقاتها»، ويقدم هشام العلوي مراجعة لكتاب فريد الزاهي «النص والجسد والتأويل»، أما نادر كاظم فيقدم مراجعة في كتاب سعيد توفيق «في ماهية اللغة وفلسفة التأويل». وفي باب «قراءات» يضم العدد قراءات نقدية في كتاب «الدين في عالمنا» بإشراف جاك دريدا وجياني فاتيمو، وكتاب «الإنسان ذلك الحيوان الغريب» لجان فرنسوا دورتياي، وكتاب «الحوار ومنهجية التفكير النقدي» لحسان الباهي، وروايتي «المباءة» و«مغارات» لمحمد عزالدين التازي. وفي باب «ثقافات» يترجم حسام نايل مقالة ريتشارد رورتي المطولة عن «التفكيك»، ويترجم عبدالمجيد الخليفي مقال محمد الطالبي بعنوان «مفاتيح جديدة في قراءة النصوص المقدسة»، كما يترجم عبد الحق المستاري مقال فرونسوا دروش عن «القرآن وترجماته الغربية». وأخيراً يترجم ثائر ديب مقال دوغلاس روبنسون عن «نظريات الترجمة ما بعد الكولونيالية». وفي باب «دراسات» يكتب رضوان جودت زيادة دراسة عن «نقد الحداثة وما بعد الحداثة في الفكر العربي المعاصر»، ويكتب إدريس هاني دراسة عن «مشكلة النهضة في منظور طيب تيزيني». وفي باب «الحوار» تنشر «أوان» حواراً أجري مع ميشيل فوكو عن «المجادلات وتاريخ الإشكالات». وإضافة إلى هذا تضم المجلة مراجعات متنوعة لكتب حديثة الصدور، وذلك في باب «قرطاس» و«سطور». لم تكمل «أوان» مهمتها بعد، وهي ستنقطع عن الصدور بعد صدور هذا العدد الأخير. ويبقى الأمل معقوداً على شقيقتي «أوان»: «مجلة العلوم الإنسانية» و«مجلة ثقافات» اللتين تصدران عن كلية الآداب بجامعة البحرين. يذكر أن رئيس تحرير مجلة «أوان» الكاتب محمد البنكي انتقل لرئاسة تحرير احدى الصحف البحرينية، فيما انتقل مدير التحرير الناقد نادر كاظم لإدارة تحرير مجلة العلوم الإنسانية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً