العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ

الريادة التجريبية: دور المستشار

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

لا يوجد شخص يمتلك كل الأجوبة حتى ولو كان أفضل خبير مجاله. المهم هو أن يمتلك الشخص القدرة على التعلم والبحث والابتكار. نحن لا ننمو جالسين في مكان واحد أو سالكين الطريق المعترف به دائماً، بل ننمو بالخروج عما تعودنا عليه وتجربة الأمور الجديدة. وعندما نجرأ على فعل هذا يجب أن ندرك بأن الأجوبة لن تسلم إلينا على طبق من ذهب. ينطبق هذا الكلام على الأفراد، كما هو ينطبق على المؤسسات الصغيرة والكبيرة. المشكلة لا تكمن في عدم استقطاب عقلانية الريادة التجريبية، فالكثير يسيرون عليها. المشكلة واردة في الشعور بالإحباط عندما نواجه الصعوبات، ما يجبرنا على إعادة النظر في الطريق الذي نسير عليه وفقدان الثقة في قدراتنا. لا داعي للإحباط وفقدان الأمل، فالعمل على شيء جديد أو غير معروف كاملاً يتطلب ممارسة نوع من التخمين اليقين والاعتماد على من هم خارج المؤسسة للاستفادة من استشاراتهم. وهنا نرى بأن المستشار الخارجي يلعب دوراً كبيراً في حل المشكلات ووضع الخطط العملية لتحقيق النجاح بمشروع ما. لكن المستشار خبير، وكما ذكرنا، لا يعني هذا بأن لديه كل الأجوبة الدقيقة والصغيرة. فالمستشار أولاً وآخراً بمثابة ميسر للاستكشاف عن الطرق المؤدية إلى الحلول الصغيرة والكبيرة. قبل أن يكون خبير أي شيء آخر، يجب أن يكون المستشار خبير حل المشكلات. ما يمنح المستشار القدرة على تيسير إيجاد الحلول هو زرع جو عدم الانحياز. فهو لا يأتي مع اجندة سياسية ولا مقيد بالمشاعر التي عادة تربط البعض بشركتهم وأملاكهم. المستشار كونه فرداً خارج المؤسسة يمكنه تفادي السياسة الداخلية والتعامل بصراحة مع المسئولين، ويمكنه أن ينظر للأمور بطريقة منطقية قائمة على أسس تجارية أو استثمارية صارمة. ربما نسمع الكثير عن »التفكير خارج الصندوق« وبلا شك يوفر المستشار الخارجي نظرة مختلفة وغير ملتزمة بالقواعد التقليدية لعمل المؤسسة أو القطاع. ويذكر أن معظم المستشارين المحترفين يعملون على مبدأ التعلم والبحث المستمر، وعادة يتعاونون مع الجامعات والمراكز الاخرى لتطوير طرق جديدة لحل وتوضيح أمور الأعمال والاستثمار. في زمننا هذا مع تغير المناخ الاقتصادي وزيادة عدم الاستقرار بسبب كثرة التنافس المحلي والأجنبي من الضروري أن نبدأ بالاستماع لمن هم خارج مؤسساتنا، ومن يمكنهم أن يوفروا ذروة الريادة التجريبية التي تأخذ الشركة إلى أسواق واستثمارات جديدة. فالوضع لم يعد بالسهولة التي كان عليها بالماضي، ويتطلب على الشركات المتوسطة والكبيرة» وحتى الجمعيات الخيرية، بأن تستفيد من الخبرات المختلفة المتوافرة اليوم عبر الاستشاريين المتمكنين، وعدم الاعتماد فقط على القدرات الداخلية للتنويع والنمو والتطور

العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً