العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ

كلينتون واقتصاد البحرين )2 من 2(

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

نواصل في هذه الحلقة النقاش الذي بدأناه يوم أمس )السبت( بخصوص نتائج الندوة التي أقيمت أخيراً في البحرين والتي تم فيها استضافة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. يركز مقال اليوم على ردود كلينتون على بعض المداخلات من قبل الحضور الكريم.

عن سؤال بخصوص الاختيار في التركيز على الإصلاح الاقتصادي أو السياسي، رأى كلينتون أن المسألة ليست بهذه البساطة نظراً إلى وجود ترابط بين الموضوعين. فأشار محدثنا إلى تجربة روسيا بعد انهيار جدار برلين، إذ ركزت على الأمور السياسية. وكانت النتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، إذ وصل الأمر إلى تقبل إلى الناس نوع من التراجع في العملية الديمقراطية لقاء حدوث تحسن في المسائل لاقتصادية. بالمقال بدأت الصين عملية الإصلاح بالتركيز على الأمور الاقتصادية يقابله تدرج في الانفتاح السياسي. على كل حال رأى كلينتون أن الانفتاح الاقتصادي والسياسي مكملين للأخر.

الديمقراطية فيها الخير الكثير

لم يوافق كلينتون على ما جاء في مداخلة ذات الصلة التي تخص الواقع البحريني وذلك على خلفية قيام أعضاء في البرلمان بطرح مشروعات تقيد من الحرية الاقتصادية في البلاد. أرادت المداخلة القول أن الديمقراطية ربما لا تصلح بالضرورة لمنطقتنا. من جانبه أكد الرئيس الأميركي السابق أن العملية الديمقراطية مفيدة لأن بمقدور البرلمان تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد عن طريق التشريعات فضلا عن محاربة الفساد وغيرها من الأمور الايجابية. وبدورنا نرى صواب ما قاله كلينتون وأنه لا يمكن الحكم على التجربة بسبب تصرفات بعض الأعضاء، ونأمل أن تتغير الأمور بعد وصول أصدقاء الاقتصاد إلى قبة البرلمان في الانتخابات المقبلة.

ايرلندا مثالا للبحرين

وعن سؤال يتعلق بأفضل دولة يمكن اعتبارها مثالا للبحرين، كان رد كلينتون غير متوقعا لكنه مقنعا لحد كبير. فأشار أن البعض يتوقع أن يكون جوابه سنغافورة لكنه أكد أن تجربة ايرلندا تعد الأنسب للبحرين. وشرح كلينتون تصوره بالقول أن سنغافورة تشتهر بفرضها قوانين صارمة على حرية العمالة الأجنبية الأمر الذي يتناقض مع واقع البحرين، إذ تشكل العمالة الأجنبية الغالبية في القوى العاملة في البحرين )للتذكير فقط يشكل الأجانب 57 في المئة من القوى العاملة عندنا(. وعلى العكس حققت ايرلندا نجاحها الاقتصادي على خلفية فتح البلاد أمام المنافسة الأجنبية وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي والتركيز على صناعة تقنية المعلومات.

اتفاق التجارة الحرة

أما بخصوص اتفاق التجارة بين البحرين والولايات المتحدة اعترف كلينتون أنه لا يعرف التفاصيل المتعلقة بالاتفاق. لكنه أكد أن هكذا اتفاق يخدم المصلحة الاقتصادية للبلدين عن طريق إلغاء الرسوم والقيود. وأشار في هذا الصدد إلى تأييده لمشروع )نافتا( بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في العام 1994. بيد أن محدثنا أكد على ضرورة وصول فوائد العولمة بمها فيها اتفاق التجارة الحرة إلى عامة الناس. المعروف أن الرئيس الأميركي جورج بوش وقع على الاتفاق في وقت سابق وذلك بعد حصوله على تأييد من قبل الكونغرس. أما تنفيذ الاتفاق يتطلب قيام البحرين ببعض الخطوات مثل ضمان حقوق الملكية الفكرية )نأمل الكتابة عن موضوع الاتفاق في وقت لاحق(

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1248 - السبت 04 فبراير 2006م الموافق 05 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً