العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ

وحدي أختنق

يخنقني الهواء...!

فعل ذات مرة...

وها هو ذا يعيد الكرّة...!

...

...

كم يربكني تعثري في التنفس...

واستسلامي لسجن الهواء...

إنه الاختناق مرّة أخرى...

إنّه الموت الرحيم قادمٌ إلي.!

...

...

ها أنا ذا أعيش تجربة التخبط في استنشاق الحياة...

سمعتُ نفسي أئن...

ولم أشأ التصديق...

حسبتها هلوسة...

حسبتُها أكاذيب.!

...

...

إنّني أشهق بعنف...

إنّني أختبر واقعية الاختناق...

ما بال الرؤية تتمادى في السواد

ما بال الهواء يتسلل عبر النوافذ والأبواب

هل يطول هذا العذاب؟

هل تصمد رئتاي إن امتدّ هذا الاختناق؟!

...

...

(ما قبل السبات)

مرجٌ أخضر...

وليلٌ خجول...

ونسمة هواء عذراء...

وأنا لوحدي...

- أرقب ابتسامة القمر!

...

...

(ما بعد الحياة)

سكّة حديد صدئة...

وبقايا أنين... و؟

وحقيبة سفر خاوية...

إلا من مباغتات الحنين.!!

...

...

كم يطول بعدُ هذا الحصار؟

ثانية...

اثنتان...

دقيقة...

حياة بأكملها مرت وانقضت...

ولم تنته الدقيقة!!

...

...

أترون الغبار الأبيض؟

إنّه بداية الزوال...

الدخان الأسود قادم...

يتلوه الرمادي المشوه...

والكلّ في طور الانتظار...

ربّما لا يعلمون أن في ذلك يتركز معنى الاحتضار...!

...

...

ليس من الحُمق التحلي بالصبر في ذروة التداعي...

وليس من الجُبن الجهر بالذعر إن أودى

بثبات أقدامنا الطوفان...!

أيّ النهايتين إذاً تصلح أن تكون الفصل

الختامي في مسرحية هزلية.!!

...

...

ما أسوء الهذيان ان استفحل بالنفس وألغى فاعلية

الذهن في أداء مهمة الفهم والتبصّر والتركيز.!

ويالهول جحيم الاختناق...!

...

...

يخنقني الهواء...

لا...

بل يخنقني الهراء.!

...

...

إنني أختنق...

فأين ولّى الهواء؟!

العدد 1261 - الجمعة 17 فبراير 2006م الموافق 18 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً