العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ

التخطيط الطويل الأمد

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

التخطيط الطويل الأمد لا يبدأ بورقة بيضاء لم يكتب عليها بعد، بل يبدأ بشرارة لفكرة ما، مؤدية إلى فيض من المحادثات والاقتراحات مع زملاء العمل. في جوهر النقاش وتبادل الآراء تكمن بذور الخطة الطويلة الأمد.

من النقاط المهمة التي يجب أن ندركها عندما نشرع في التخطيط، وخصوصاً التخطيط الطويل الأمد، هو أنه لا يوجد شيء كالخطة الكاملة. وإذا نستمر بالسعي نحو الخطة الصحيحة مئة في المئة، فسنهدر الوقت بدلاً من الاستفادة منه في تفعيل ما خطط للآن. أن تكون لدينا خطة جيدة 80 في المئة أفضل من أن نستنزف الكثير من وقتنا ووقت مؤسساتنا في الوصول إلى الـ 20 في المئة الذي سيجعل الخطة بالغة الحد في الكمال. فعلى الرائد أن يعلم بأن الخطة هي بمثابة نص حي قابل للتغيير، وذو غرض أساسي وهو جمع وتوظيف الموارد لتحقيق هدف ما.

النقاش الصريح والمثبت على طرق عملية معتمدة على الموارد المتوافرة حالياً ضروري عند التخطيط. وبينما يكفي في معظم الأحيان مناقشة الأهداف مع الزملاء لوجود المتطلبات التي ستؤدي لتحقيق الهدف أو الأهداف، يجب أن نستعين بالتفكير الرباعي الأبعاد لتوضيح ما يمكن مواجهته من صعوبات ومتطلبات في المستقبل. ويقع على الرائد بأن يقود فريق العمل في طريقة التفكير هذه.

وإحدى الطرق لمحاكاة المستقبل الذي يتوقف عليه نجاح المشروع هو الارتجاع من الهدف إلى الوضع اليوم، ومحاولة معرفة أهم النقاط والمستلزمات التي يجب إنجازها لتحقيق الهدف. ولكن ما لفرق بين هذا والتفكير خطوة خطوة من اليوم إلى الهدف؟ الفرق هو؛ ويتفق عليه بعض خبراء الإدارة، أن تفكيرك عن الهدف قبل انشغالك بظروف اليوم يضعك في مزاج إيجابي لأنك تركز على إمكان تحقيق الهدف بدلاً من الأشياء الصغيرة، ما يمكنك ويمكن فريق عملك بالوصول لحلول أفضل فعالية.

ولكن في نهاية الأمر يجب أن تضع خطة تحدد الأفعال التي ستؤدي إلى تحقيق الهدف. وهذه الأفعال يجب أن تكون واضحة وغير جامدة، يمكن تعديلها كلما لزم الأمر. ويقول خبير الإدارة الراحل بيتر دركر «ما لم يكن هناك تعهد، لدينا مجرد آمال؛ لا خطط». فالخطة هي بمثابة صدقية لقدرة الرائد على تحويل الكلام إلى أفعال وتحقيق الأهداف. وأما بالنسبة لقابلية تغيير الخطة، فيجب أن يكون الرائد وفريق العمل مستعدين لانتهاز الفرص التي سبق ولم يدركوها بقدر ما يكونون مستعدين لتخطي العقبات التي لم يضعوها في الاعتبار وقت التخطيط.

في النهاية، أترك القارئ مع مقولة لناشر الصحف الناجح كلمنت ستون، الذي قال «بقدر ما تراعي تخطيط أهدافك، فإنها ستكون مجرد أحلام تافهة مادمت لم تسعَ إليها بحيوية وحب»

العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً