العدد 1265 - الثلثاء 21 فبراير 2006م الموافق 22 محرم 1427هـ

توثيق درامي شبابي مميز وعمل يستحق الاهتمام

«نماذج نجاح»

الزنج - منصورة عبدالأمير 

21 فبراير 2006

لا يمكن اعتبار عمل «نماذج نجاح» sseccuS fo sledoM، مجرد عنوان لفيلم وثائقي تعتزم مجموعة من الشباب اطلاقه قريباً. لكنه في واقع الأمر، وبحسب طاقم عمله، أداة إلهام جديدة تلقي الضوء على بعض النماذج النسائية المشرقة في المجتمع الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً. العاملون عليه يسعون بالدرجة الأولى لابراز هذه النماذج المشرقة في محاولة لخلق قدوة للشابات العربيات وتشجيع أكبر عدد منهن على الانخراط في سوق العمل والوصول الى مراكز قيادية مرموقة فيه.

نماذج نجاح... فيلم وثائقي يسلط الضوء على قصص نجاح لثلاث سيدات خليجيات رائدات، بدأن مشوارهن العملي من الصفر، لكنهن وبفضل الرؤية الواضحة والتصميم والمثابرة، استطعن تحقيق نجاحات باهرة في حياتهن سواء على المستوى المهني أو الشخصي او الاجتماعي.

«الوسط» قامت بزيارة لشركة النورس للانتاج الفني إذ يقوم طاقم عمل الفيلم بإتمام آخر عمليات المونتاج للعمل، الذي يشارك في مهرجان أفلام حقوق الإنسان الذي تنظمه الأمم المتحدة في شهر مارس - آذار من كل عام، كما يفترض عرضه في عدد من القنوات العربية والأوروبية والأميركية الفضائية منها والمحلية لعل أقربها للمشاهد البحريني الفضائية البحرينية الذي تعرضه تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 من الشهر المقبل. اللقاء الأول كان مع عضو فريق الانتاج علي السعيد الذي أكد أن الفيلم الذي تنتجه شركة دريم فاكتوري الأميركية ويخرجه الأكاديمي بجامعة البحرين آرت جونز، يطرح رؤية مختلفة في تصوير واقع المرأة العربية المسلمة إذ يتتبع سيرتها منذ البدايات ومنذ فجر الإسلام. وبحسب السعيد فإن الفيلم يتخذ من السيدة خديجة بنت خويلد الزوجة الأولى للرسول الكريم النموذج الأكبر والأمثل الذي يمكن لجميع النساء على مر العصور الاقتداء به والاهتداء بنهجه. هذه المرأة التي كان لها منذ البدايات الدور الأكبر في وضع أسس ولبنات الصورة الجديدة للشخصية النسائية الإسلامية، فهي سيدة الأعمال الأولى التي قدمت مثالاً رائعاً للمرأة المسلمة، والزوجة المكافحة التي لعبت دوراً بارزاً في مجال تطوير الأسرة والتعليم والتجارة والمجتمع، هي باختصار المثال الأفضل للمرأة التي جسدت معنى النجاح في أفضل صوره وأعمق معانيه. الفيلم الذي تصل مدته إلى30 دقيقة، هو كما يضيف السعيد «ليس سوى جزء من مشروع متكامل يتضمن الى جانب ذلك اطلاق كتاب تحت الاسم نفسه (نماذج نجاح) سيسرد نبذة من مسيرة نجاح عشر نساء خليجيات رائدات إلى جانب الثلاث اللائي سيظهرن في الفيلم إضافة إلى موقع إلكتروني يحمل نسخاً الكترونية عن محتويات الكتاب ومعلومات تفصيلية عن الفيلم».

كيف جاءت الفكرة

فكرة الفيلم كانت من بنات أفكار مخرجه آرت جونز، وقد ولدت، كما صرح جونز لـ «الوسط»، جراء تعامله مع بعض الشابات البحرينيات من خلال عمله محاضراً في جامعة البحرين، إذ وجد جونز أنه على رغم أن نسبة الشابات اللاتي ينضممن سنوياً للجامعة في ازدياد مستمر فإن الحقيقة المؤسفة هي أن 50 في المئة منهن على الأكثر يكملن مسيرتهن الجامعية ويحصلن على شهادة التخرج. وليس ذلك فحسب بل إن نصف هؤلاء الخريجات ينخرطن في سوق العمل ويتمكن من اثبات وجودهن بصورة فاعلة، بينما تشكل أمور كثيرة لعل أهمها الزواج، ومن ثم الانشغال بالواجبات الأسرية والضغوط العائلية، العائق الأكبر الذي يحول دون تمكن المرأة من تحقيق النجاح المهني أو التوفيق بينه وبين النجاح الأسري والمجتمعي.

وكما يشير جونز فإن واحداً من أهم الأسباب التي تعزى لتقهقر دور المرأة في سوق العمل والحصول على مراكز مرموقة فيه هو «الافتقار لوجود القدوة النسائية الملهمة»، وهي عقبة يحاول تجاوزها بفيلمه هذا الذي ينتجه مع مجموعة من الشباب الطموح بالتعاون مع شركة النورس للانتاج الفني.

يقول جونز «لا يمكنني القول انني صاحب الفكرة، في الحقيقة أنا «اب» الفكرة أما «والدتها» فهي ساجدة طبارة زميلتي المحاضرة في جامعة البحرين. وفي الواقع كانت هي أول سيدة خطر ببالي أن يقدمها الفيلم كنموذج لامرأة ناجحة فهي تمتلك جميع المؤهلات التي تجعلها كذلك».

مجرد نماذج لا تلغي الأخريات

ولا يزعم طاقم العمل تقديمه للنماذج الأفضل في المجتمع، إذ يؤكد جونز «ليست هناك أية إشارة إلى أن النساء المختارات شخصيات مثالية، بل إنهن يقدمن نماذج مجتمعية تمكنت من تحقيق نجاحات كبرى كل في مجالها».

ويوافقه مدير المونتاج مازن ملص الرأي فيضيف «المشاركات هن نماذج ناجحة تمكنت من أن تتميز كل في مجالها، لكن من ناحية الاصرار وتحدي الحياة هؤلاء النسوة يقدمن انموذجاً رائعاً لذلك». وعودة إلى السعيد فان السيدات الثلاث المشاركات في العمل والمطروحات كنماذج يحتذي بها الجيل الجديد جميعهن «رائدات أبدعن في مجالات مهنية مختلفة، كما انهن يعطين الكثير للمجتمع وكل منهن لها دور في العمل التطوعي وفي تدريب الأجيال القادمة».

ويضيف «لدينا هدى جناحي من البحرين وهي أول سيدة بحرينية تؤسس شركة شحن، والعمانية صباح البهلاني، مديرة إدارة التثقيف الصحي في عمان. والسعودية سونيا عاشور المتخصصة في عمل التصميمات الداخلية. والفكرة التي نعمل عليها هي التركيز على قصص نجاحهن منذ بداياتها، وأن نسلط الضوء على الصعوبات التي واجهنها وكيف تغلبن عليها وكذلك التركيز عموماً على دور المرأة في المجتمع الخليجي والبحريني، واستعراض بعض من تطلعات هذه النماذج المستقبلية.

فيلم توثيقي مختلف أم برنامج مميز

في الوقت الذي يرفض فيه جونز اعتبار عمله ذلك فيلماً توثيقياً يشير السعيد إلى أن فكرة الفيلم «ستقدم بطريقة حيوية وحلوة فيها ابداع، فيها توثيق وحركة وقليل من الدراما».

أما المونتير ملص فيرى فقال: إن ما يميز الفيلم اضافة الى فكرته هو الروح التلقائية والجو الخالي من أي تصنع الذي ساد الحوار بين النساء الأربع. أما مدير التصوير محمد نزيه فيرى أن أحد أهم عناصر التميز القوة في العمل هو انه على رغم كونه يخاطب الجمهور العربي بالدرجة الأولى إلا أن لغة المتحدثات فيه هي الانجليزية «لأن هدفنا ان يصل البرنامج إلى أكبر شريحة ممكنة، وهو الأمر الذي سيتحقق يشكل أكبر في حال استخدام الانجليزية».

أخيراً وسواء كان عمل «نماذج نجاح» برنامجاً مميزاً أم فيلماً توثيقياً لا يلتزم بأي من قواعد الأفلام التوثيقية التي قد لا تشد جمهوره المفترض (14 - 19 عاماً)، إلا أنه اضاءة مميزة للواقع النسائي «المتغافل عنه» في منطقة الخليج ، وخطوة شبابية ابداعية جديدة في مجال الإنتاج الفني يأمل العاملون عليه، كما يشير السعيد، أن «يتمكن من تغيير النظرة للمرأة، فلدينا الكثير من النساء الناجحات ولا يوجد من يذكر لهن هذا النجاح»

العدد 1265 - الثلثاء 21 فبراير 2006م الموافق 22 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً