تعود الشارع البحريني على الدوام ألا يثق في الجهات الرسمية، وخصوصاً في الموضوعات الحساسة والمثيرة للجدل. ويمكن تعميم هذه الفكرة على كثير من الموضوعات الحساسة التي طرحت وتطرح على الساحة، والتي يطالب الجانب الرسمي فيها أن يبدي وجهة نظره.

وربما ينطبق ذلك على موضوع انتشار مرض «انفلونزا الطيور»، والذي بدأ الشارع يتخوف من دخوله إلى البحرين، فيما تنفي الجهة الرسمية «وزارة الصحة» دخوله باستمرار وبشدة.

وبغض النظر عن صحة هذا النفي، إلاّ أنه سيناريو يتكرر كلما حصل انتشار وباء صحي في العالم، ولا أدل على ذلك من انتشار وباء «السارس» منذ عامين في العالم، والذي استمرت وزارة الصحة تنفي دخوله إلى البحرين كل يوم أو يومين بسبب توارد أنباء عن دخول حالة أو حالتين منه. ولم يكن السارس قد دخل فعلياً إلى البحرين، إلاّ أن عدم الثقة في التقارير الرسمية كانت حاجزاً يقف أمام تصديق نفي الوزارة.

ولم يأت انعدام الثقة من فراغ، فقد كانت الوزارة ولسنوات طويلة تنفي وجود حالات الإيدز، وليس لدى الرأي العام أية إحصاءات فعلية عن مدى انتشاره، في الوقت الذي كان المرض فيه منتشراً بالفعل. ولكي تغير وزارة الصحة، والجهات الرسمية بشكل عام، هذا الواقع، عليها أن تكرس أسلوباً جديداً في التعامل، يبنى على الثقة بالجمهور ونقل الواقع كما هو دون تزييفه، فربما استعادت ثقة الشارع من جديد.