العدد 3149 - الخميس 21 أبريل 2011م الموافق 18 جمادى الأولى 1432هـ

قراءة في مقالة جلالة الملك

شوقي العلوي comments [at] alwasatnews.com

.

في وقت حالك شديد الصعوبة، في ظل حالة من التشاؤم الشديد تنتابني وتنتاب الكثيرين نتيجة ما حصل ويحصل. حالة من الحزن تنتاب كل فرد مخلص لهذا الوطن. شعور بأفق مسدود قد تطول لياليه المظلمة الحالكة. أطل علينا جلالة الملك حمد بن عيسى بمقالة نشرتها صحيفة «واشنطن تايمز الأميركية»، ونشرت نصها الصحف البحرينية. مقالة جلالة الملك خلقت لديَّ حالة من الارتياح والأمل، وبالتأكيد هي كذلك خلقت الحالة نفسها من الارتياح والأمل لدى قطاعات واسعة من شعبنا.

وليسمح لي جلالته أن أعبّر عن بعض الرأي في بعض مفاصل مقالة جلالته، وعلاقتها بالواقع اليومي المعاش بعد الذي حصل ويحصل.

ليسمح لي كذلك أخي العزيز عبيدلي أن أشاركه الرأي فيما كتبه تعليقاً ورأياً منه حول بعض المفاصل في مقالة جلالة الملك، وأن أعيد بعض ما كتبه وأضيف بما لديَّ، لأجتزئ بعض الفقرات من المقالة:

1 - يقول جلالته: «ليس من شك في أن المطالب المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية لجميع البحرينيين تعتبر مشروعة، لذا رداً على ذلك عرضنا إجراء حوار غير مشروط مع المعارضة، وذلك للحفاظ على استقرار بلادنا والتعامل مع المطالب الإصلاحية بشكل إيجابي، ولكن للأسف تم اختطاف تلك المطالب المشروعة للمعارضة من قبل عناصر متطرفة...»

علينا أن نسجل لجلالة الملك مشاركته لشعبه بمشروعية المطالب المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية المتعلقة بجميع البحرينيين، وهو الأمر نفسه الذي أكد عليه سمو ولي العهد في إطلالته التلفزيونية على الهواء مباشرة والتي دعا فيها إلى الحوار دون شروط مسبقة ودون تحديد لسقف الحوار.

بالتأكيد أن جلالة الملك قد أصاب بقوله إن تلك المطالب المشروعة للمعارضة قد تم اختطافها من قبل عناصر متطرفة. حقاً أن تلك المطالب المشروعة قد تم توجيه أهدافها ومراميها إلى طريق غير الطريق الذي يحققها ويدفع بالمشروع الإصلاحي إلى الأمام وإلى مزيد من النجاح. بالتأكيد أن جلالته عندما يشارك شعبه في أن صلب تلك المطالب هي مشروعة، فإن ذلك يعني أنها في عمق تفكيره اليومي، وأنه لن يألو جهداً في سبيل تحقيقها.

2 - لقد أكد جلالته على المضي قدماً بعملية الإصلاح وتصحيح المشاكل التي نشأت خلال الفترة الماضية. في هذا الجانب نشارك جلالته الأمل في أن يمضي قطار الإصلاح، ونقول للجميع من هنا أو هناك من هذا الطرف أو ذاك الطرف، بعيداً عن الذاتية والأنانية، فلنعمل جميعاً على صعيد الواقع لتطبيق توجه جلالة الملك للمضي قدماً بعملية الإصلاح، والعمل بالروح الوطنية الخلاقة التي تجمع ولا تفتت لتصحيح المشاكل التي نشأت خلال الفترة الماضية.

3 - أشار جلالة الملك إلى أن انقساماً طائفياً خلق شقاقاً في مجتمعنا وأن ذلك هو التحدي الرئيسي. فعلاً نشارك جلالة الملك إلى أن انقساماً طائفياً قد نشأ وأن ذلك بالفعل يمثل تحدياً رئيسياً للوطن. علينا أن نتمعن جيداً في قول جلالته، علينا أن ندرك أن الوطن لا يمكن أن ينتصر بطائفة أو بمكون واحد دون جميع طوائفه ومكوناته. نقول نريد أن نتعامل وأن نُعامل كمواطنين قبل أن نتعامل أو نُعامل كأبناء طوائف. علينا أن نتصارح جميعاً وأن نتساءل لماذا هذا الشرخ الطائفي؟ ولكن علينا عندما نجيب أن لا تكون إجابتنا وفق أهواء طائفية، عندها نكون نحن طائفيين ونطالب بعكس ما نمارسه. وفي هذا السياق علينا أن نطالب الأجهزة الرسمية وعلى وجه الخصوص أجهزة الإعلام أن تعمل وفق إرادة وتوجهات جلالة الملك، على هذه الأجهزة أن لا تسمح ببث النعرات الطائفية وتأجيجها. كما أنه على المواطنين الذين لا يريدون أن يعملوا ضد أنفسهم وضد وطنهم وضد الأجيال الحاضرة والمستقبلية، الذين يعملون من أجل وطنهم، عليهم أن لا يقعوا في هذا الفخ المنصوب للوطن.

4 - يؤكد جلالته على ألمه أن يرى العديد من المتضررين جراء تصرفات القلة. في ذلك يؤكد جلالته على أن الأخطاء التي وقعت وتقع هي تصرفات قلة. وهذا يعني أن الدولة يجب أن تكون حاضنة لشعبها، على الدولة أن لا تجعل تصرفات البعض القليل سبيلاً للانتقام من المجموع. علينا أن نقر بحاجتنا لعلاج مشكلاتنا وعدم الهروب منها.

أشارك أخي عبيدلي في الأمل بأن تترجم الرؤية الاستراتيجية التي عبر عنها جلالة الملك إلى خطط ملموسة وبرامج عمل وطنية محددة، توفر للمواطن حقوقه المدنية، التي لا يمكن أن تتحقق في غياب ديمقراطية حقيقية.

إن أول ترجمة لرؤية جلالة الملك يجب أن تبدأ بالإعلام الرسمي مترافقاً بالإعلام غير الرسمي من صحافة مكتوبة ومواقع إلكترونية لا تقل خطراً إذا ما انحرفت عن الحس الوطني الجامع، بل هي أشد خطراً.

لقد زرع جلالة الملك في أنفسنا شيئاً من التفاؤل

إقرأ أيضا لـ "شوقي العلوي"

العدد 3149 - الخميس 21 أبريل 2011م الموافق 18 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً