العدد 1273 - الأربعاء 01 مارس 2006م الموافق 30 محرم 1427هـ

شباب الذاكرة الدائم

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن التركيبة البشرية لها مزيج من عدة أشياء متراكبة... وأود تركيز الضوء اليوم على جسم الإنسان المادي والأثيري وكيفية تفاعله مع بعضه بعضاً!

إن الإنسان تحكمه ثلاثة أشياء أساسية، هي: الجسد والروح والفكر الذي يحدده العقل. فالعقل هو الذي يفكر وهو المصدر الأساسي لتحريك الإنسان، فاستعمال العقل يعني تفكيراً ولا يوجد تفكير إذا لم يُحرك العقل وبقي ساكناً، فعلى الإنسان أن يحاول التلاؤم مع هذه الأشياء كي يعيش متوازناً وبصورة طبيعية مريحة وأكثر سعادة.

فمثلاً، الجسد هو الشيء الظاهر والملموس الذي نراه كل يوم، علينا المحافظة عليه وتغذيته بطريقة صحيحة مع ممارسة الرياضة الجسدية، وإلا أصابه العطب، أو أن يزداد الوزن أو ينقص كثيراً وبالتالي تصيبه الأمراض.

أما الفكر الذي يحتويه العقل، فإنه جزء آخر ومهم جداً، علينا تغذيته أيضاً فكرياً، وبما أنه جزء غير ملموس ونشعره فقط من خلال أحاسيسنا والمعلومات التي ندخلها إليه ونتفاعل معها فيه، فإن علينا تزويده دائماً بالمعلومات الحديثة والقراءة والتمارين التي تغذي العقل، وهو كل شيء نراه أو نسمعه أو نشمه، فكلها أشياء تحفز الإدراك وتقوّي الذاكرة.

وكما تجب مواصلة تغذية العقل طوال الحياة وليس في الفترة الزمنية الدراسية... لوجوب تجديد المعلومات والإضافة إلى القديم، وإذا لم تُجدد المعلومات الذهنية يُصاب العقل والذاكرة خصوصاً بالضعف، ويبدأ الإنسان بالنسيان وبعدم قدرته على التركيز وتصاب أفكاره بالرجعية وعدم انسجامها وتواؤمها مع التقدم والتطور الحياتي، وأن عدم حفز الذاكرة قد يصيب بما يسمى بالزهايمر... وهو موت الخلايا العقلية بالتدريج... وما يسمى بالخرف وقد يكون مبكراً إذا أهمل العقل، وهذا المرض لا علاج له تقريباً... بل توجد الوقاية منه وهو العمل المتواصل لحفز الذاكرة وتنشيطها... سواء بتعلم لغة جديدة أو علم أو فن أو مهنة أو هواية جديدة... بما معناه إضافة جديدة، والعقل لا يشيخ إطلاقاً وإنما يهرم إذا لم يستعمل. إن هذا العقل الإنساني جبارٌ للغاية، ووجوده من وجود الجسد الإنساني، فمثلما يُصاب الجسد بالأمراض لإهماله فإن العقل (الفكر) يُصاب بالأمراض أيضاً لإهماله! وأول الأعراض تكون بالنسيان ثم الغضب والعصبية... ومن ثم الضياع التام. لذلك، يقال إن العقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم أيضاً مع العقل السليم، والذي يوائمه ويساعده على التوازن... فأي منهما قد يدمر الآخر بسوء الاستعمال أو الإهمال... أما الروح فهي ذلك السر الغامض والكامن، وهي من وراء تحريك العقل والجسد، وهي أيضاً شيء غير ملموس أو محسوس، وهي ذواتنا التي تحركنا من دون أن نشعر بها والأكثر رهافة وحساسية... وقد يشعر بها البعض ويحاورها

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1273 - الأربعاء 01 مارس 2006م الموافق 30 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً