مثلما انطلق فريق الفيراري في أول موسم استضافته حلبة البحرين في العام 2004 ها هو اليوم يعود مجدداً لينطلق الأسطورة الألماني مايكل شوماخر وزميله ماسا البرازيلي اولاً وثانياً... هكذا التاريخ يتكلم ان التفاؤل اساس الفوز... وقبل أيام أطلق مايكل عبارات تؤكد عودة الفريق وعودته شخصياً من جديد إلى مركز الصدارة وكان صريحاً في الفاظه التي غلب عليها الحذر من جهة والعقلانية من جهة أخرى...
وجاء القدر ليزيد من أفراح فريق الفيراري، إذ كانت انظار هذا الفريق تتجه إلى الفريق المنافس الماكلارين وعين أخرى على فريق الرينو، وكان لخروج بطل العالم في الموسم الماضي متسابق الماكلارين كيمي رايكونن انتصار مؤقت بذوق العسل، لأن الفيراري (استراحوا) من منافس شرس، ويبدو منذ لحظة خروج كيمي ان الفوز اصبح قريباً وفي حوزة الفيراري لأن كيمي سينطلق من المركز الأخير...
وجاءت النتائج الأخرى لتثبت من جديد ان استعدادات الفيراري كانت هي الأقوى بحق بدليل احتلال سائقي الفريق مركزي الانطلاق (الأول والثاني) في سباق اليوم، ما يجعل مهمة الفرق الأخرى صعبة وأقربها هوندا الذي حل سائقها جنسون باتون ثالثاً... ولاشك ستلعب الأمور الفنية وخصوصاً لمدير الفيراري (روس براون) دور كبيراً في اعطاء التعليمات أولاً بأول وخصوصاً فيما يتعلق بالتوقف والدخول في (المرآب)، تماماً كما حصل لفريق الرينو لسائقيه في الموسم الماضي (ألونسو وفيسيكيللا) عندما لعب مديرهم الفني فلافيو برياتوري بأوراقه الفنية دوراً ولا أجمل.
ومن خلال نتائج التجارب الحرة والرسمية (معاً) اتضح جلياً ان فريق هوندا سيكون الحصان الأسود وسيلعب دوراً بارزاً، ولربما يقلب النتائج إذ وضحت القوة الكبيرة التي تتمتع بها سيارة الهوندا، وإذا سارت الأمور على طبيعتها فإن أحد المراكز المتقدمة جداً سيكون سائقا الهوندا الأقرب إليه... وخصوصاً باتون الذي بات يملك خبرة السائقين الكبار في السنوات الأخيرة.
وإذا كان الحال ابتسم إلى الفيراري والهوندا معا فإن طموح الرينو مالت إلى عدم الرضا لنتائج سائقي الفريق وخصوصاً فيسيكيللا الذي حل في المركز التاسع... وعلى رغم حصول بطل العالم ألونسو على المركز الرابع فإن هذا المركز وفي ظل ظروف سباق اليوم لا يعد مركزاً جيداً... الا ان ألونسو أكد ان كل شيء متوقع حدوثه في سباق اليوم.
اليوم... سنشاهد صراعاً مثيراً، وبعد ان حقق شوماخر أمس معادلة رقم سينا في مركز الانطلاق(65)، فإنه بات في حكم المؤكد ان شوماخر اصبح اسطورة كل الأرقام حتى لو لم يفز اليوم... تبقى الاسطورة بارقامها وليس بفوز بجولة أو خسارتها...
واليوم أيضاً... هل يكرر كيمي رايكونن المعجزة التي حققها في الموسم الماضي عندما انطلق من المركز (17) وانتهى فائزاً على رغم ان الموازين في هذا الموسم اختلفت كثيراً ولربما دفع كيمي ضريبة التعديلات الجديدة... المهمة صعبة جداً، ولكن عالم الفورمولا 1 مليء المواقف والغرائب... أولها متعة وآخرها إثارة.
جعفر طو
العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ