العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ

الحُسّاد في الأرض!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

من الطبيعي بمكان أنك تواجه نماذج من المُسمَّون بشرا أو أنك تسمي الأشياء بمسمياتها وتسميهم «حسودين»، تصوّر بأنهم حسودين بمعنى الكلمة في أي شيء وفي كل شيء!

ما أن يرون عندك شيء (أي شيء... إبرة كانت أو طائرة) وإلا كانوا هم أول الساعين الى استجوابك... من وين وبكم واشلون الخ الخ الخ من الأسئلة البوليسية وكأنك بسارق حلال أبوهم! وفي النهاية لا ترى منهم إلا الوجوم المخلوط بالحقد مع قليل من الحسد، فقد كان باستطاعته ان يسألك الكثير الكثير ولم يستطع ان يقول لك «عليك بالعافية» أو «مبروك» مثلا!

الهروب والقطيعة لربما هو أول إجراء تستطيع ان تفعله معهم، فحتى القرآن الكريم لم يذكرهم بخير.

أعتقد بأن حتى التاريخ والتراث الشعبي لم يذكرهم بخير هو الآخر وقد جعلهم في صف واحد مع المجانين والبخلاء، فسرد لنا الكثير من النوادر والقصص الجميلة عنهم، فهل تذكرون «أم ناصر» هو الدور الذي قامت به الممثلة البارعة مريم زيمان عندما نظرت بعينها الحارة رأس قدو علي الغرير وينط ذاك الراس بالجمر إللي فيه في حضن الغرير، وكيف اتفق أهالي القرية على أن ينفوها الى جزيرة وظلت وحيدة هناك تكتب الرسائل حتى ماتت.

أعرف ناس زاروا بيت (...) ويوم طلعوا كل شيء في البيت حي... مات، سمك الزينة أصايص الزرع في أطراف البيت، وحتى الثلاجة الجديدة اختربت والله سلّم ولطف ما صار شيء في اليهال وأهل البيت، وآخرون تخصصهم حسد الاطفال، لا يمر عليهم طفل بعافية (متكتك) تراه لا ينام إلا بارتفاع درجة حرارة تتجاوز الاربعين وإسهال وزيارة طوارئ السلمانية! ولا تذكروني بصديقي إللي اشترى له سيارة جديدة... وصار يداوم في الكراجات وصار نصف مصرف راتبه على التصليحات، يوم داعم ويوم مخالفة ويوم أصوات غريبة في المكينة ويوم السيارة ترقص من فرط المصائب إللي فيها!

اللهم اكفنا يارب من مصائب الحاسدين... والحاقدين والكارهين، وحبب اللهم فينا الطيبين المحبوبين، انك سميع مجيب.

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً