العدد 1297 - السبت 25 مارس 2006م الموافق 24 صفر 1427هـ

هيبة رجال الشرطة

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

فعاليات تكريم رجال الشرطة والأمن العام جاءت بعد الدعوة الطيبة التي دعا إليها الصديق العزيز... والإعلامي المهذب... الأخ محمد المحميد... وبعد ذلك انتشرت الفكرة، وابتدأت الكثير من فعاليات التكريم ورد الجميل التي قام بها عدد كبير من أبناء الوطن المخلصين ورجالات المجتمع المدني ونسائه...

وأنا شخصياً أحترم كل من يلبس البدلات العسكرية ويضحي بحياته، وبصحته، وبوقته ووقت عائلته... في سبيل المحافظة على أمن وسلامة الوطن... أرضه وترابه، أهله وأقربائه، رقيه ومكتسباته... سواء كان فرداً في قوة دفاع البحرين أو في الحرس الوطني أو في سلك الشرطة والأمن العام... واحترامي نابع من احترام الإنسان لأخيه الإنسان، واحترام الإنسان المواطن لكل من يسهر على راحته وأمنه...

لكن الاحترام الذي من الواجب أن نقدمه (جميعاً) لهؤلاء الأشخاص لا يكتمل إذا كان المسئول عنهم لا يحافظ على هيبتهم أمام المجتمع المدني... وحتى هم شخصياً لا يحسون بالهيبة الواجب توافرها عندهم إذا لم تكن لديهم أشكال معينة تعطيهم نوعاً من الصرامة في اتخاذ القرارات، وصلاحيات معينة (حتى لو كانت محدودة) تجبر من يراهم على احترام القوانين المعمول بها في الدولة... سواء كانت أمنية، أو مرورية...

الإنسان الذي يشاهد رجال الأمن في البحرين... وبالخصوص رجال شرطة المرور... أحياناً ينكسر خاطره عليهم من الفشيلة التي تتملكهم عندما يشاهدون الأخطاء ترتكب أمامهم (عيني عينك)... وهم أمامها عاجزون حتى عن تسجيلها في ورقة صغيرة... وطبعاً ذلك قد حصل بسبب قلة الحيلة التدريبة لديهم، وانعدام الصلاحيات الممنوحة لهم في التعامل مع النوعية المختلفة من المشكلات والحوادث الممكنة...

وأحياناً أخرى لا ينكسر خاطره... وإنما يستغرب من المسئول الذي أفقدهم هيبتهم أمام المجتمع المدني البحريني... فهذا المسئول يتركهم يخرجون إلى الشوارع من دون أن يلزمهم باحترام لباسهم العسكري... ومن دون أن يتخذ أية إجراءات جزائية وتأديبية على المخالفين وغير الملتزمين بالقيافة العسكرية الملزوم كل فرد بها... ويجلسون في السيارات العسكرية بطريقة هي أقرب للنوم منها للجلوس...

طبعاً نحن لا نلومهم... وأنا بالذات توجد لدي الأعذار المقبولة لغالبيتهم... فالإنسان الذي يكون في موقع مسئولية بحكم عمله، ولا توجد لديه الصلاحية اللازمة (على الأقل) لتسجيل مخالفة ضد كل من يخالف ماذا نتوقع منه غير اللامبالاة؟... وهذه اللامبالاة تبدأ في أمور العمل ثم تسري شيئاً فشيئاً إلى كل ما يتعلق بالعمل...

سيارات المرور ترسل في مهمات خاصة ومحددة على الشوارع... وتعطى لها تعليمات معينة بشأن تعطيل وفتح إشارات ضوئية موجودة على شارع معين سيمر عليه موكب كبير... والعمل يتم بواسطة المجموعة التي تقود الموكب وبحسب المكالمات اللاسلكية... فتأخذ سيارات شرطة المرور مواقعها على الأرصفة المحاذية للإشارات الضوئية الموجودة على تقاطعات الشارع المعني بالأمر... كل هذا جيد ولا غبار عليه... ولكن الذي يحصل بعد ذلك غير جيد، ولا هو مقبول بالمرة...

فأثناء وجود هذه السيارات على أرصفة التقاطعات نرى أن رجال شرطة المرور جالسين في السيارة بكل راحة، وفاتحين الأبواب، ورجل داخل السيارة ورجل خارجها مع الاستلقاء قليلاً على جنب... وهم يشاهدون عدداً من السيارات التي تعبر التقاطع بسرعة كبيرة عندما تكون الإشارة الضوئية حمراء... حمراء وليست صفراء...

هذا المشهد تكرر أمامي شخصياً مرتين وعلى التقاطع الذي يصل القادم من شارع الفاتح، والداخل يساراً إلى شارع الملك فيصل... وسيارة المرور كانت موجودة في ذلك الوقت على الرصيف الذي يقع على يمين الشارع، وبها شرطيان يشاهدان المخالفات التي يعملها السائقون المستهترون أمامهم من دون أن يحرك ذلك ساكناً عندهم...

وغير، وغير من المخالفات الكثيرة التي يعملها الكثير من السائقين المستهترين بحياتهم، وبحياة البشر... ونحن مثلما قلنا سابقاً لا نلوم شرطة المرور على ذلك، لأنهم موجودون من دون أية صلاحيات تحت أياديهم... هم فقراء لا حول ولا قوة لهم... ولكننا نلوم المسئولين عنهم الذين أرسلوهم إلى الشارع دون أدنى تفكير في المحافظة على هيبتهم... وإعطائهم بعض الصلاحيات التي من الممكن أن تجعل المستهتر يحسب لهم ألف حساب...

نحن في البحرين أصبحنا نخاف كثيراً من جمعيات حقوق الإنسان الدولية... ونحاسب في فرض الأنظمة والقوانين على المتجاوزين لها... ولكن يريتنا فقط نرى كيف تتعامل الشرطة في الدول المتقدمة مع المخالفين..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1297 - السبت 25 مارس 2006م الموافق 24 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً