العدد 1319 - الأحد 16 أبريل 2006م الموافق 17 ربيع الاول 1427هـ

الحكومة و«خيارات النحس»!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الأميركي توبي جونز، المحلل السياسي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بالولايات المتحدة كتب مقالاً عنوانه «البحرين: عام القرار». يحاول الكاتب الأميركي قراءة المشهد السياسي البحريني، ويتنبأ في مقاله بـ «نذر مواجهة سياسية في أفق البحرين هذا العام. فالضغوطات الداخلية والإقليمية المتزايدة، والمشكلات الاجتماعية المتفاقمة، والتوترات الطائفية المتزايدة، تمسك بتلابيب البلاد. ولحظة الحقيقة ستحين في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، الموعد المقرر لإجراء انتخابات البرلمان الوطني».

من جهة أخرى يحلل الكاتب نشوء حركة «حق» وعريضتها السياسية، ويقول «وإذا ما فشلت المعارضة في البرلمان، عندها يمكن لـ «حق» أن تستفيد إلى حد كبير، كما يمكن لمعظم المنظمات الشعبوية والصدامية التي تدور في فلك مركز البحرين لحقوق الإنسان المحظور» على حد تعبيره.

أخيراً يصف جونز هذه المواجهة بأنها «مواجهة يمكن أن تثبت كونها مقدمة لمواجهة أكثر شؤما في وقت لاحق»، ويرى أن «الطائفية» المستشرية، والتي ترفض جميع الأطراف الاعتراف بها هي من ستقود لهذا البؤس.

الذي يهمنا من هذا التحليل هو أن الحكومة أمام خيار واحد فقط، أو أنها تنزح نحو خيار «البؤس»، فإما أن تساهم الحكومة بصدق في إنجاح تجربة المشاركة السياسية للجمعيات المعارضة داخل البرلمان، وأن تدعم هذه التجربة بتفعيل الحوار الوطني داخل وخارج البرلمان، أو تستمر حالنا رازحة تحت رهانات الظروف السياسية، ومفرزاتها غير المضمونة. وببساطة على الحكومة أن ترهن البلاد إلى نفق مظلم، وهذا ما يعتبر يخالف الإرادة الملكية في أن تكون الحكومة أداة «دعم»، لا أداة «عودة للخلف».

على الحكومة أن تحسم خياراتها منذ الآن، وأن تكف عن استفزاز الشارع السياسي للمعارضة ببالوناتها الاختبارية المملة، كذلك أعتقد ان مسألة الصدامات الليلية لابد أن تنتهي بإلغاء مسبباتها.

المعارضة، والتي أتت للبرلمان صاغرة لن تستطيع تحمل المزايدات داخل البرلمان، وعليه ستسعى المعارضة لإنجاز الكثير مما تطمح له، وسيكون على الحكومة التجاوب، وإلا فإن الاستقالات الجماعية ستكون خيار المعارضة داخل البرلمان، وعندها تكون لعبة «جربنا المقاطعة... فلنجرب المشاركة» كما يعبر «مشيمع» قد انتهت، وعندها لن يتبقى شيء للحديث فيه. وذلك بالتحديد نذير الشؤم الذي كان يشير له توبي جونز في مقاله المهم.

نحن ندرك في الإعلام خطورة الموقف، وأن البحرين تمر عند محك خطير لا يمكن أن لا نهتم به، وعليه فإن الإعلام يتحمل ما يتحمله الآخرون، فهو شريك في النجاح إن مررنا لشاطئ الأمان، والذي قد لا نراه في هذا «النحس» السياسي الذي يلتف بنا جميعا

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1319 - الأحد 16 أبريل 2006م الموافق 17 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً