العدد 1322 - الأربعاء 19 أبريل 2006م الموافق 20 ربيع الاول 1427هـ

المجتمع قبل التكنولوجيا

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت «مايكروسوفت» أنها في صدد إطلاق قناة بحث جديدة تضيفها إلى محرك البحث الحالي المتوافر في بوابة «إم إس إن». الجديد في محرك البحث هذا، وكما جاء على لسان أحد المتحدثين الرسميين باسم الشركة، أنه ينطلق من قاعدة اجتماعية بدلا من المدخل التقني أي أن معايير التطوير، ومن ثم آليات الحكم ، على مقياس النجاح او الفشل... كفاءة الأداء ستنطلق من خلفيات اجتماعية - إن جاز القول - بدلا من تلك التقنية والفنية من دون إهمال هذه الأخيرة.

وكان أول من كشف ذلك هي مجلة «البزنس ويك» (Business Week) الأميركية التي أشارت أيضا إلى ان البوابة بصدد شراء الشبكة الاجتماعية التي تملكها شركة يوركستر. كوم (Eurekster.com) من أجل ضمان مواصفات أفضل ونطاق بحث اجتماعي أكثر سعة.

ويبدو أن تصميم هذا المنتج جاء ليعزز من موقف «إم إس إن» في سوق المنافسة مع بوابات أخرى مثل غوغل وياهو وهما محركا البحث اللذان يهيمنان على هذه السوق، فبينما لا تتجاوز حصة «مايكروسوفت» 13,5 في المئة منها تحتفظ غوغل بحصة الأسد وهي 42,3 في المئة، في حين تصل حصة ياهو إلى 27,5 في المئة وفقا لاحصاءات نشرتها شركة كوم سكور للشبكات (ComScore Networks).

ويبدو أن كلاً من غوغل و ياهو هما الآخران لديهما الاتجاه نفسه إذ يعكفان على تطوير قناة اجتماعية مشابهة ماتزالان في اصدراتها التجريبية، فهما يبيحان للمستخدم أن يثير تساؤلات مفتوحة، من دون أن يتضمن أبعادا تشبيكية اجتماعية. وقامت غوغل بإرسال منتجها إلى ما يربو على 500 باحث من ذوي الخبرة في هذا المجال سيبعثون بتقييماتهم لقاء رسوم مالية ستتحملها غوغل، بينما اكتفت ياهو بنشر استفتاء عبر الويب تاركة للزوار خيار الرد لتقييم المنتج.

الجديد في منتج «مايكروسوفت» هو أنها حاولت شخصنة القناة كي تكون قادرة على بناء وشائج اجتماعية بين الزوار هادفة من وراء ذلك تحقيق التميز، وهذه ما قد تحققه كما جاء على لسان الين سيمينوف الرئيس التنفيذي لإحدى شركات تسويق بوابات آلات البحث من أمثال إم إس إن.

هذا الاتجاه ينقل الصراع بين محركات البحث من الجوانب التقنية والفنية الضيقة إلى حد ما، إلى تلك ذات البعد الاجتماعي الأكثر رحابة وأيضا أشد تحديا. إذاً لن يقتصر الأمر اليوم على كفاءة المحرك في تحديد أدق لنتائج البحث بناء على تقنين الكلمات المفتاحية فحسب، بل بات المطلوب أيضا إضافة بعد اجتماعي لتلك المواصفات الفنية، بما يضمن بناء قنوات اجتماعية تفاعلية متقدمة بين الزوار أو تعزيز تلك العلاقة القائمة بينهم وهذا يضع الأمور في نصابها فيأتي المجتمع قبل التكنولوجيا

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1322 - الأربعاء 19 أبريل 2006م الموافق 20 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً