العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

مصرع الشفافية في المعركة الانتخابية

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

يمل الشباب تلك الكلمات التي يرددها كبار السن عادة في تأفف ملحوظ، التي تأتي في سياق حديثهم مثل «الدنيا يومين، الأيام تركض، أمس... أول أمس كنا...» ويرون فيها مجرد ترهات وأعراض كبر السن لديهم، لكن المعنى في هذه الكلمات يتجلى واضحاً اليوم حينما نتذكر أجواء انتخابات مجلس الطلبة التي عشناها العام الماضي وما جرى فيها من حوادث ومواقف تختلف ما بين الظريفة والمؤسفة، مرت علينا كما تمر سيارة «شوماخر» في مضمار الحلبة، تكاد تكون في مخيلتي ومخيلة الأصحاب الذين عملوا في تلك الانتخابات وكأنما حصلت البارحة، وليست قبل عام كامل من اليوم.

مضت الأيام بسرعة من دون أن يشعر بها أحد، وعادت فترة الانتخابات من جديد بما تحمله من ذكريات جميلة تطفو في المخيلة كما تطفو القنينة التي تحمل الرسالة المجهولة فوق سطح الماء. أذكر تلك اللحظات حينما كنا نمضي الليل نطبع الملصقات الانتخابية في دائرة التنمية الطلابية في (المدينة) ثم نتوجه (للصخير) في سيارة واحدة ونحن متراصون داخلها لنتمكن من كسب الوقت، ولنعلق الملصقات الانتخابية في المبنى ونحن حفاة على أرض الكلية نمشي، من دون إحساس بالتعب أو الملل، بل إن الإحساس العام كان السعادة والمرح والتعليقات المستمرة على بعضنا وعلى المرشحين والشعارات الانتخابية لنسلي أنفسنا.

كل ذلك الجو المرح لم يكن يخلو من المنغصات التي عكرت صفو العمل والمرح الذي كنا نعيشه والحماس الذي كان يأخذنا في ذلك الوقت للعمل وبذل الوقت والجهد في سبيل نجاح هذه الانتخابات، إذ إن بوادر سلبية أخذت تظهر في انقسام المجتمع الطلابي إلى فئات مطأفنة، الجميع ينظر بعضهم إلى بعض نظرة طائفية، ذلك من الطائفة الفلانية وذلك من العرق الفلاني، فلا يجب أن نعير هذا الشخص أي اهتمام لأن صوته محفوظ لطائفته ولن يصوت لطائفتنا مهما كان، حتى الأصدقاء بدأوا يتغيرون وأصبحت أحاديثهم مزخرفة بالمجاملات والكلام الجميل الذي تنكره العين وتخفي وراءه الأفكار الطائفية ذاتها إن لم يكن المتحدث إليه من طائفته نفسها. وتتالت الحوادث وخرجت النتائج - أيضاً - طائفية، عدد من المقاعد للطائفة «أ» وعدد آخر من المقاعد للطائفة «ب» والجماعة «ج» حصلوا على كذا مقعد أيضاً، وضاعت الشعارات التي تؤكد أن الهدف النبيل من الدخول والمشاركة في الانتخابات الطلابية هي «خدمة الطالب»

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً