العدد 1327 - الإثنين 24 أبريل 2006م الموافق 25 ربيع الاول 1427هـ

إضاءة في ثقب جدار اليأس

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أكبر نكتة قرأتها ان يتم جلد الصحافي في الساحات العامة. لا نريد جلد الصحافي ولا أي إنسان، نريد عدالة اجتماعية ترسخ عبر حقوق الانسان، ووفق منهج معتدل يؤسس لعلاقة تقوم بين البشر على مبدأ احترام المعتقدات، وتقبل الرأي الاخر بروح مفعمة بالمحبة، والعمل على ترسيخ ثقافة انفتاحية تبعدنا عن الكوليرا الفكرية، التي عادة ما تنتشر بسبب المناهج العصابية التي تكثر في بيئات الانغلاق والقطيعة.

الناس تصبح بخير اذا عملنا - حكومة وشعبا - على تأسيس واقع يقوم على الحوار، ويركز خط الوسطية والاعتدال، سواء على المستوى السياسي او الثقافي اوالاجتماعي. الجماهير العربية ملت الحكومات الثورية، لانها تبيعها خطبا جيفارية ليلا وتأكل الناس نهارا. وأثبتت التجربة أن الحكومات الثورية والعسكرية هي اكثر الحكومات تورطا في تزوير الانتخابات. فهم عندما تسقط في يدهم تفاحة السلطة ينسون كل الشعارات التي رفعوها، وباسم الحرية الغيت الحرية، وباسم الأمن انشئت أجهزة الرعب. كلنا نتذكر نسبة المشاركة الانتخابية في عهد النظام العراقي إذ بلغت 100 في المئة. نسبة لم يحصل عليها حتى الانبياء. الناس تبحث عن دول مدنية تقربها من العيش الكريم وليس دولاً ثيوقراطية، تريد حياة مستقرة ومؤسسات تقوم على مبدأ احترام الانسان واحترام عقله وانسانيته، وان يتم تقييمه وفق مبدأ التكافؤ والمواطنة بعيدا عن انتمائه الديني او العرقي كما هو حاصل في كندا. افضل ما في الغرب هو تقييم الانسان من منطلق كفاءته العلمية. العراق اذا افرز واقعا طائفياً سيبقى وبالا على المنطقة. ان مصلحة العراق ان يصبح عراقيا وديمقراطيا بعيدا عن المحاصصة الطائفية، يقدم العراقي لعراقيته لالمذهبه او عرقه،ويجب ان لا يخطف لجهة على حساب جهة. واذا لم يجرجر العراق الى الديمقراطية سيجرجر الى العنف والاصولية والذبح والطائفية. المساواة تقود نحو الاستقرار. ان الشق في وسط القمح يرمز الى ان النصف لك والنصف الاخر لاخيك. ولنا مثال في المقبرة فهي مثال حي على المساواة، وهي المقبرة، اذا لماذا نقبل ان نتساوى في المقابر ونرفض التساوي في الحياة؟ كي يشعر الناس بالاطمئنان، لابد من اصلاح سياسي واصلاح اقتصادي، وقبل كل ذلك اصلاح ثقافي. غيّر ثقافة انسان ستتغير حياته. وهذه قاعدة أثبتت جدوائيتها. العقدة السيكيولوجية تجاه بعضنا بعضاً حكومات ومجتمعات مازالت تلعب في حاضرنا ومستقبلنا، وتتفجر الغاما وحمما وكتل نار، وستجعل بذلك كل الافاق مسدودة. الحل: المشاركة الايجابية والعمل على الحوار والتصالح والتقليل من افرازات نظام المصالح والخروج من اشكالية الانانية السياسية والرهان على وعي السلطة ووعي الناس وذلك بالتصالح والرفع من معيشة المواطن. نتمنى من وزيرة الصحة الاعتناء بالاطباء والطبيبات العاطلين فهم ثروة هذه البلاد. وعودا على بدء اقول: الآن الناس امام استحقاقات انتخابية، فيجب ان يفكروا الف مرة فيمن يختارون بعيدا عن لغة المذهب والعرق والحزب والعواطف، فالرهان على وعي الناس وليس على بطاقات الانتخابات. البرلمان يحتاج الى مترافعين اقوياء في الثقافة والسياسة والقدرة على الترافع وترتيب الاجندة وان يمتلكوا استراتيجية واضحة لخدمة الناس والمواطن. نحتاج الى كفاءات علمية والى متخصصين أيضا. الغريب ان الانسان عندما يريد حلق شعره يبحث عن حلاق ماهر، لكنه يختلف كليا عندما يريد ان يحدد مسار حياته أو امته، تراه يتعاطى باسلوب يدعو للشفقة، لهذا ركز افلاطون على أهمية دور الفيلسوف في التغيير الاجتماعي

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1327 - الإثنين 24 أبريل 2006م الموافق 25 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً