العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ

صلعة برنارد شو وقطعة خبز الفقير

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يقول برنارد شو: «إن العالم أشبه شيء بلحيتي وصلعتي: غزارة في الإنتاج وسوءاً في التوزيع». الإشكال في كل هذا العالم الذي يدعي احترام حقوق الانسان، ويعتني بخبز الفقراء وبدموعهم أيضاً، انه يتحرك - وخصوصاً في ظل هذه العولمة المتوحشة - وفق برغماتية حادة ولهذا تم تقسيم العالم الى عالم شمال غني وجنوب فقير. وتقارير الأمم المتحدة مازالت تدق ناقوس الخطر، من مستقبل عالمي، الفقراء فيه يتضورون جوعاً والأغنياء يزدادون فيه بدانة. هناك شره عند الحيتان البشرية لأكل الأسماك الصغيرة وافتراسها، ثم بعد ذلك ينكشون أسنانهم غير مبالين!

وضعنا الاقتصادي كصلعة برنارد شو: غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع، لهذا نحتاج الى خطة إصلاحية متكاملة على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. على المستوى الثقافي، نحن بحاجة إلى توسيع الآفاق والمدارك وللانتهاء من ادعاء احتكار الحقيقة. ويجب أن نعلم الناس أن ثراء العالم في تنوعه وليس أن تفرض رؤيتك بقوة العضلات والسلاح واستخدام الأدوات الشمولية في فرض رؤية تسلطية أحادية مطلقة.

ذات يوم سأل صحافي أجنبي الرئيس المصري السابق انور السادات سؤالاً استفزازياً، فرد عليه «لو لم أكن مؤمناً بالديمقراطية لأمرت بإطلاق الرصاص عليك!» ولحسن الحظ كان الصحافي أجنبياً وليس مصرياً ولا عربياً.

جمال الوجود في هذا الاختلاف الإنساني، في البحث عن الجمال والحب والإنسانية. الحضارات التي سقطت كانت وراءها ديكتاتوريات، أكلت الداخل حتى انهار جهاز المناعة الاجتماعي وبدأت تتلاشى كريات الدم البيضاء السياسية والثقافية. الفيلسوف العربي ابن رشد كان يركز على اهمية دور المؤسسة العسكرية والقضاء والاصلاح الزراعي. وهناك مفكر يقترح ان تسمى وزارات الدفاع في العالم بوزارات السلام، ذلك اننا اذا ما سميناها وزارات الدفاع استبطنا نية سيئة، بأن هناك هجوماً وحروباً قادمة. فللتأثير السيكولوجي دور في ذلك، ودعا الى استبدال مجلس الأمن، هذا المجلس الشرير ببرلمان دولي فهو وراء كل هذه الحروب والمصائب فباسم الديمقراطية تذبح الديمقراطية. كل ذلك من اجل ان نزرع ثقافة السلام والمحبة ولنا في الرسول (ص)، ومانديلا وغاندي ومارتن لوثر كينغ خير مثال على ذلك، إذ حرروا أممهم بقوة المنطق والاقناع والحكمة ومخاطبة العقل وبوقف نزيف العنف والدم، وحققوا لأممهم حياة سعيدة، لهذا نجد كندا تحررت بلا سقوط قطرة دم. قيل لابرهام لنكولن: لماذا تحاول دائما أن تجعل من أعدائك أصدقاء، وكان ينبغي أن تسعى إلى تحطيمهم؟ فأجاب: «أولست أحطمهم كأعداء حين اجعلهم اصدقائي»؟ أعلم أن الوضع العالمي أكثر تعقيداً ووحشية وأن هذا الكلام قد يعد كلاماً رومانسياً حالماً، لكني مؤمن به.

كلما ابتعدنا عن التأدلج العصابي ازددنا قربا من الوطن والانسانية، وابتعدنا عن المزاجية في اتخاذ القرارات ضد بني البشر، هذه الفئات المعدومة من بني البشر. لماذا يضطر العامل الفقير الذي يكدح ليل نهار ويضع كل كرامته وماء وجهه على عتبة رب العمل كي يحصل على درجة ربما تساعده على شراء ثوب رخيص في عيد لأحد أطفاله؟ كم من عامل ثقبت جمجمته أشعة شمس أغسطس الحارة وتقشر جلده من الحر وهو بلا علاوة خطر؟ أقول لديوان الخدمة المدنية: ليس من الإنصاف أن يتم إعطاء مكافأة إلى بعض المؤذنين بدلاً من الرواتب بحجة عدم امتلاكهم الإعدادية، فهل يحتاج ترديد الأذان إلى دكتوراه في العربية؟ ثانيا: أين يذهب بعض هؤلاء ممن كانوا يعملون في شركات وجاءوا لكم الآن وإذا بهم يفاجأون بهذه الشروط بعد أن تركوا أعمالهم ولو كانوا واحدا؟ ثالثا: من مِن المصارف سيمنحهم قرضا إذا طبقتم نظام المكافأة؟ يا ديوان الخدمة، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. سؤال اسأله ديوان الخدمة: ألا يوجد مديرون في البحرين لا يمتلكون شهادة جامعية؟ لقد قامت الحكومة مشكورة بموقف وطني يستحق الشكر، عندما أخذت بأيدي المؤذنين إلى حيث القطاع العام ولكن أملنا في الحكومة ان تأخذ بأيدي هؤلاء أيضاً. الجوع كافر وكم من كريم منعه تعففه طلب السؤال؟ تحسبهم اغنياء من التعفف. أقول للحكومة: إن المشروع الإسكاني الضخم للمنطقة الشمالية سيكون له دور كبير في زراعة آمال جديدة لمئات من العوائل البحرينية التى أكلها الجوع والفقر والإهمال والأمل يحدو الناس بولادة مشروعات أخرى كبيرة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً