العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ

غداء نادي الروتاري

حسين راشد الصباغ comments [at] alwasatnews.com

دعاني الأخ الصديق الباش مهندس محمد صلاح الدين في ظهر 5 أبريل/ نيسان 2006 إلى غداء عمل حميم لنادي الروتاري ولابد قبل أن أدخل في تفاصيل هذا الغداء أن أذكر أنني عرفت هذا الصديق العزيز في مطلع سنوات السبعينات أو قبل ذلك بقليل من القرن العشرين وازداد تقديري وإعجابي بشخصيته الفذة والطموحة في السنوات اللاحقة. وفي العام 1973 كان يشرف على بناء منزلي المتواضع. ففي عز حر الظهيرة حين يغط الجميع في سبات عميق يأتي إلى بيتي وبيوت أخرى يشرف على بنائها وهو يرتدي البنطلون وربطة العنق ويعتمر خوذة من حديد، إذ يعطي توجيهاته للعاملين في الموقع. هذه بداية عمل صلاح الدين قائمة على العمل والمثابرة والبذل وهو اليوم من الفعاليات الهندسية الاستشارية التي تشهد لها هذه الساحة وتفخر بها البحرين.

في أندية الروتاري هذه تلقى خطبة أو محاضرة عن موضوع معين ولكسب الوقت يكون هناك غداء عمل يتخلل هذه المحاضرة. إنه يذكرني بمنبر هايد بارك في لندن مع الفارق طبعاً في أن هنا خطيباً واحداً وليس عدة خطباء كما هو الحال في هايد بارك هناك نلتقي أصنافاً متعددة من البشر منهم الغني والفقير والكبير والوضيع والموظف الصغير والوزير والخفير، أما في أندية الروتاري العتيدة هذه والمنتشرة في بقاع العالم إلا ما ندر فلا يحصل على العضوية فيها إلا أصحاب المراكز الوظيفية المهمة أو أهل الصفوة والجاه في مجال النفوذ والسلطة والمال والاقتصاد أو لنقل رجال الأعمال ذوي الجيوب المنتفخة، أما الفقراء فلا مكان لهم في دنيا الروتاري. إنه منتدى أسبوعي يضم رجال الأعمال كما ذكرت كما أنه منبر إعلامي وهو جزء من النسيج العام لهذه الأندية الراقية.

ولي قصة طريفة مع هذه الأندية وأشكالها حدثت لي في مطلع السبعينات من القرن العشرين، إذ كنت أعمل في وزارة الإعلام وكان الوزير آنذاك هو المرحوم طارق المؤيد وإلى هذا الرجل يعود الفضل في بناء المؤسسات الإعلامية القائمة اليوم في وزارة الإعلام. فدخل مكتبي وكيل وزارة الإعلام آنذاك الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، وكان مكتبي ملاصقاً لمكتبه. كان معه عبدالقادر أحمد وهو صديق قديم ربطتني به علاقة الدراسة في سنوات الخمسينات في مصر إلا أنه قطع دراسته وواصلها في ألمانيا. هو اليوم من رجال الأعمال في ألمانيا قدم لي عبدالقادر رئيس أندية اللين أو الأسود في أوروبا وهو يعرض علي أن أكون أول رئيس لنادي اللين الجاري تأسيسه في البحرين. إلا أنني اعتذرت في الحال عن هذا العرض السخي الذي لا يناسب استعدادي وتوجهي وإمكاناتي لرسالة هذه الأندية العظيمة، والتي يخطب ودها وعطفها وعضويتها الكثيرون. وحتى الآن لم أنضم إلى أي ناد من أندية الروتاري ليس تأففا أو تعاليا على رغم أنني حضرت كل دعوة قدمت إلي لحضور نشاطات هذه الأندية.

وضمت الطاولة التي كنت أجلس عليها والتي تصدرها المضيف محمد صلاح الدين الوزير السابق عبدالله جمعة والقائم بأعمال السفارة العراقية أحمد أغا والرئيس التنفيذي لبنك ستاندارد تشارترد مارتن فيش. التقيت في هذا الغداء أيضاً ظافر العمران أحد أركان وزارة الخارجية البحرينية. وخليل رجب طبيب أمراض النساء المعروف. وكان زارني عندما كنت في تونس، إذ أمضيت معه وقتا جميلا في مدينة تونس الخضراء.

كما التقيت الحسيب النسيب عبدالرحمن يوسف فخرو رجل الأعمال المعروف ورئيس وعضو أكثر من شركة تجارية تنوء بحملها الجبال فما بالك بالجمال يغبطه عليها الكثيرون من الكار نفسه. وكذلك حسن طرادة العضو البارز في جمعية التاريخ والآثار وصاحب النشاطات الاجتماعية والثقافية المتعددة، وكذلك عبدالجليل الأنصاري رجل الأعمال المعروف أيضاً.

أحد رجال الأعمال شكا لي مر الشكوى مما يعانيه من إرهاق بدني واجهاد نفسي وعصبي، وتعب ذهني نتيجة أعماله الكثيرة المتواصلة فهو رئيس مجلس إدارة وعضو في أكثر من شركة، طبعاً إلى جانب عمله الخاص. وهذه أعمال مرهقة حتى أنه لا يجد وقتا ليقضيه مع عائلته الكريمة فما بالك بأصدقائه إلا أنه أردف قائلاً: إن المسئولية والزمالة تقتضي أن يواصل العمل على هذا المستوى ولو كان على حساب صحته. وعندما سألته هل يساهم في مساعدة المعوزين والمحتاجين والرعاية الاجتماعية الأخرى؟ أعطاني الأذن الصمخة. إنه صمخ النواخذة.

لاحظت أن من ينتسبون إلى هذا النادي تجمعهم دروب واحدة بل ومشاعر واهتمامات مشتركة إنه منبر. ولهذا النادي بصمات ولكل ناد بصمة وتوجه. أتطلع إلى أن تهتم أنديتنا الكبيرة في البحرين وعلى رأسها نادي العروبة الذي يضم اليوم مكتبة المرحوم الشاعر والأديب إبراهيم العريض وكذلك نادي الخريجين الذي تأسس العام 1956 ونادي البحرين العريق وهو أول ناد عرفته البحرين في تاريخها الحديث وكان يحمل اسم النادي الأدبي.

أتمنى أن تهتم هذه الأندية جميعاً بزيادة نشاطها الاجتماعي والثقافي والإعلامي وألا يقتصر نشاطها على حفلات الأعراس والأفراح والليالي الملاح والفرفشة ولعب الورق

إقرأ أيضا لـ "حسين راشد الصباغ"

العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً