العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ

مقتل بن لادن يعزز التحالف بين الصين وباكستان

يرى محللون أن التباعد بين إسلام آباد وواشنطن بعد مقتل أسامة بن لادن واحتمال تعجيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان من شأنهما تعزيز التحالف الصلب أصلاً بين باكستان والصين.

فخلال استقبالهم رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني الثلثاء في بكين، سيشيد المسئولون الصينيون بستين عاماً من «الصداقة» بين البلدين، الأمر الذي يتناقض مع الانتقادات الأخيرة لباكستان التي صدرت من الغرب.

ولم تطرح الحكومة الصينية تساؤلات عن المساعدة التي قد يكون زعيم «القاعدة» حظي بها، معلنة دعمها لباكستان وإشادتها بـ «جهودها في مكافحة الإرهاب.

وقال نواز شريف السياسي الأكثر شعبية في باكستان «في هذه اللحظة التاريخية المصيرية، لا أرى أي طرف يقف إلى جانب باكستان باستثناء الصين».

ويزداد اقتناع الرأي العام الباكستاني المستاء من العملية الأميركية الأحادية الجانب ضد بن لادن، بالتأثير المعكوس للتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة منذ العام 2001 والذي تجلى في انعدام استقرار داخلي واهتزاز مكانة باكستان الدولية.

من هنا، محاولة هذا البلد الابتعاد من الولايات المتحدة وتحقيق تقارب أكبر مع بكين التي تحولت حليفاً قوياً في فترة انكفاء واشنطن عن المنطقة بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان.

ويرى المحلل الباكستاني، طلعت مسعود أن «باكستان ستؤكد الآتي: الصين معنا. لا تتصوروا أننا معزولون».

وحرصت الصحافة الصينية الرسمية في الأيام الأخيرة على التنديد بـ «الغطرسة» الغربية.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «غلوبال تايمز» أن «وسائل الإعلام الأميركية لا تعتبر باكستان حليفاً فعلياً يستحق الاحترام بل أداة لتحقيق مصالح الولايات المتحدة».

والصين أول مصدر للسلاح إلى باكستان، وتنظر إلى إسلام آباد كعامل توازن في مواجهة الهند التي عززت علاقاتها في الأعوام الأخيرة مع الولايات المتحدة.

ووقعت نيودلهي وواشنطن مع نهاية 2008 اتفاقاً تاريخياً في موضوع التعاون النووي المدني. في المقابل، وقعت بكين التي تسعى إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة عقوداً مهمة مع إسلام آباد لبناء مفاعلات نووية.

وتوضح كيري دامبو من مركز «سي إن آيه» للأبحاث أن مواقف باكستان المؤيدة للصين في قضيتي تايوان والتيبت تشكل سبباً إضافياً لدعم بكين لإسلام آباد.

وتقول إن «الصين تستخدم باكستان كقاعدة نحو العالم الإسلامي».

وتحتاج بكين أيضاً إلى التعاون مع باكستان في مواجهة الخطر الإسلامي في إقليم شينجيانغ (غرب).

ويعتبر مراقبون آخرون أن الصين مقتنعة بأن إسلام آباد ستوسع نفوذها في أفغانستان بحلول العام 2015، مستفيدة من الانسحاب المنتظر للقوات الأميركية.

كذلك، من مصلحة بكين أن يسود الهدوء المنطقة المتوترة، وخصوصاً ولاية بلوشستان الباكستانية. فالصين، المستهلك الأول للطاقة في العالم، تتطلع إلى هذه المنطقة كمعبر للمحروقات التي مصدرها الشرق الأوسط عبر أنبوب يربط إقليم شينجيانغ بميناء غوادار الباكستاني.

وقد مولت الصين قسماً كبيراً من هذا المشروع الذي من شأنه تنويع مصادر إمدادها بالطاقة.

لكن الخبير الباكستاني حسن بكري ينبه إلى أن ثمة حدوداً للتقارب بين إسلام آباد وبكين على حساب الغرب، إذ «لا يمكن تجاوز الولايات المتحدة والغرب بسبب التكنولوجيا الحديثة لديهما ونفوذهما داخل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي».

ويوافقه آندرو سمول المتخصص في الشئون الباكستانية الرأي قائلاً «لا تريد الصين أن تجد نفسها مضطرة إلى إدارة مشكلة باكستانية»

العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً