العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ

أميركا تسعى لتهدئة غضب باكستان من أجل استمرار التعاون الأمني

يسعى السناتور الأميركي، جون كيري للحصول على ردود من زعماء باكستان لأسئلة متعلقة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» في محادثات هذا الأسبوع، لكنه سيسعى للتأكد من أن غضب باكستان من العملية الأميركية لا يؤثر على التعاون الأمني الحيوي بين البلدين.

وعثرت قوات أميركية خاصة على بن لادن وقتلته في بلدة أبوت آباد على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الشمال من إسلام آباد في الثاني من مايو/ أيار.

وأثار العثور عليه في مجمع ذي أسوار عالية تحت سمع وبصر السلطات العسكرية تقريباً شكوكاً في أن الأجهزة الأمنية الباكستانية كانت تعلم مكانه طول الوقت. ورحبت باكستان بقتل بن لادن باعتبارها خطوة كبيرة ضد التشدد. لكن العملية السرية الأميركية التي استهدفت رأس بن لادن لاقت إدانة باعتبارها انتهاكاً لسيادة باكستان، وأحرجت الجيش وأثارت غضبه. ويقول مسئولون عسكريون إنها سببت انهياراً في الثقة ما ألقى بظلاله على التعاون الأمني. وربما تكون باكستان حليفاً مراوغاً لكنها تمثل أهمية كبيرة للمساعي الأميركية لمحاربة الإسلاميين المتشددين ولجهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان، حيث تعتمد القوات الأميركية على خطوط الإمداد الباكستانية للماء والغذاء والوقود وغيرها من الاحتياجات الضرورية. وفي مؤشر على الغضب الباكستاني ألغى قائد الأركان الباكستانية المشتركة، الجنرال خالد شميم وين يوم الجمعة زيارة مدتها خمسة أيام للولايات المتحدة كان مقرراً أن تبدأ يوم 22 مايو الجاري. لكن مسئولين في الحكومة المدنية الباكستانية قالوا إن التعاون الأمني مع الولايات المتحدة سيستمر. وقال مسئول رفيع في الحكومة طلب عدم نشر اسمه «هناك اختلاف في الآراء لكننا سنواصل تعاوننا مع العالم وكذلك مع الولايات المتحدة».

ومن المرجح أن تسعى الولايات المتحدة للحصول على مساعدة باكستان في تحقيق مع إمام مسجد في فلوريدا واثنين من أبنائه ألقي القبض عليهم في الولايات المتحدة يوم السبت لاتهامات بتمويل «طالبان الباكستانية». وقال مسئولون أميركيون إن هناك ثلاثة متهمين آخرين يعيشون في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها لم تتلق بعد طلباً بالمساعدة لكنها مستعدة لذلك. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تهمينا جانجوا «فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب فإن هناك تعاوناً مستمراً مع الولايات المتحدة وليس هناك تعليق له». ولم يعلن عن تفاصيل زيارة كيري لكن وسائل إعلام قالت إنه سيتوجه إلى إسلام آباد لإجراء محادثات يوم الاثنين. وأدان البرلمان الباكستاني أمس الأول العملية الأميركية للبحث عن بن لادن وقتله ودعا لإعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة محذراً من أن باكستان من الممكن أن تقطع خطوط الإمداد للقوات الأميركية في أفغانستان إذا وقعت هجمات مماثلة.

وينظر لكيري منذ فترة على أنه صديق لباكستان، لكنه صرح للصحافيين في أفغانستان خلال مطلع الأسبوع بأن هناك أسئلة جادة تتطلب إجابات بعد قتل بن لادن. وهو يقول إن الولايات المتحدة تريد من باكستان أن تكون حليفاً «حقيقياً» في محاربة المتشددين، وفي حين أنها تحتاج لتحسين جهودها فإن مقتل بن لادن أتاح فرصة حيوية للمضي قدماً. وصرح كيري للصحافيين في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان «نحن نريد بالطبع باكستاناً لديها الاستعداد لاحترام مصالح أفغانستان وأن تكون حليفاً حقيقياً في جهودنا لمحاربة الإرهاب». وتابع «نعتقد أنه توجد أشياء يمكن القيام بها على نحو أفضل... لكننا لا نحاول إيجاد وسيلة لتفتيت العلاقة وإنما نحاول إيجاد وسيلة لبنائها». ولم تتهم الإدارة الأميركية باكستان بالتواطؤ في إخفاء بن لادن لكنها قالت إنه حتماً كانت له شبكة دعم وهي تريد الكشف عنها. ويشكك أعضاء في الكونجرس الأميركي فيما إذا كانت باكستان جادة بشأن محاربة المتشددين ودعا البعض إلى تعليق المساعدات الأميركية. وترفض باكستان تلميحات بأن قتل بن لادن يظهر عدم كفاءتها أو تواطؤها في إخفاء بن لادن وتقول إنها تلميحات سخيفة. وقال كيري وهو ديمقراطي مقرب من إدارة أوباما ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في وقت سابق إن من الصعب جداً الاعتقاد في أن بن لادن كان موجوداً في باكستان طول هذه الفترة دون أن يعلم أحد. وعندما سئل كيري عما إذا كانت الولايات المتحدة ستجري عملية مماثلة داخل باكستان لقتل الملا عمر زعيم حركة «طالبان» الأفغانية أجاب أن واشنطن ستبحث كل الخيارات. وقال كيري الذي تحدث بعد أن قتل انتحاريان 80 شخصاً في أكاديمية عسكرية باكستانية إن باكستان ضحية للتطرف وأمامها قرارات صعبة

العدد 3173 - الأحد 15 مايو 2011م الموافق 12 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً