العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ

البحرين تدرس إطلاق سراح موقوفين بعد «السلامة الوطنية»

وزير الخارجية خلال حديثه في برنامج تلفزيوني أميركي:

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن البحرين تدرس حالياً إطلاق سراح بعض الموقوفين مع نهاية حالة السلامة الوطنية في الأول من يونيو/ حزيران 2011، وأنها في المرحلة الحالية لا تسعى لحوار حكومة ومعارضة، وإنما لحكومة تسعى لتحقيق المصالحة لكل الشعب بمختلف مكوناته. جاء ذلك في مقابلة له بُثت يوم الأربعاء الماضي (18 مايو/ أيار 2011) عبر برنامج PBS NewsHour الذي يبثه التلفزيون الأميركي.

ولفت وزير الخارجية إلى أن الجيش سيعود إلى ثكناته بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية، إلا أن عناصر الأمن ستظل متواجدة على مدى 24 ساعة.

وأعرب وزير الخارجية عن قلق الحكومة من عدم توقف إيران عن مهاجمة البحرين بهذه الطريقة، وعن قلقها من أن يؤثر ذلك على العلاقات بين الجانبين على المدى الطويل.

وبشأن تصريحات المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والتي وصفت الإجراءات الأمنية في البحرين بالقاسية، ودعت إلى التحقيق فيها من قبل الهيئات الدولية، قال الوزير: «نحن نسمع كل ما يقال، ولا نقول إن هناك من لا يقول الحقيقة. ولاشك أننا نرى ونسمع المبالغات في جميع أنحاء العالم. ولكن ذلك لا يعني أننا ندعي بأننا «ملائكة» تماماً. ونحن نتطلع بالتأكيد إلى الصورة بأكملها والنظر فيما حدث. وإذا كان هناك أي خطأ فيما حدث، فلن نتسامح مع ذلك أبداً».


خلال حديثه في برنامج تلفزيوني أميركي... وزير الخارجية:

لا نسعى لحوار حكومة ومعارضة... وإنما لحكومة تسعى لتحقيق المصالحة لكل شعبها

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن حكومة البحرين وفي المرحلة الحالية لا تسعى لحوار حكومة ومعارضة، وإنما لحكومة تسعى لتحقيق المصالحة لكل الشعب بمختلف مكوناته. وفي مقابلة له يوم الأربعاء الماضي (18 مايو/ أيار 2011) مع برنامج «PBS NewsHour» الذي يبثه التلفزيون الأميركي، لفت وزير الخارجية إلى أن الجيش سيعود إلى ثكناته بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية في البحرين، إلا أن عناصر الأمن ستظل موجودة على مدى 24 ساعة.

وأعرب الشيخ خالد عن قلق الحكومة البحرينية من عدم توقف إيران عن مهاجمة البحرين بهذه الطريقة، وعن قلقها من أن يؤثر ذلك على العلاقات بين الجانبين على المدى الطويل.

وفيما يأتي نص المقابلة التي أجرتها المذيعة مارغريت وارنر مع الوزير:

هل ترى أن الولايات المتحدة الأميركية كانت أحد الداعمين لكم خلال الأحداث التي مرت بها البحرين، ثم في التدابير التي اتخذتموها تجاه هذه الإجراءات خلال الفترة الماضية؟

- نعم، بالطبع، شعرنا بالدعم الأميركي لنا بشكل عام، وهذا الدعم عهدناه من الولايات المتحدة للبحرين وبقية دول الخليج. ولا شك أن مثل هذا الدعم هو ما كنا نتطلع إليه دائما لأن الولايات المتحدة حليف رئيسي لنا.

والآن، هل حثتكم الإدارة الأميركية على التخفيف من إجراءاتكم الأمنية، منها على سبيل المثال رفع الحظر عن التغطية الصحافية لمحاكمات المتهمين على ذمة الأحداث الأمنية، أو إطلاق سراح المئات من الموقوفين الذين مازالوا رهن الاعتقال، أو احتجاز البعض لأجل غير مسمى؟

- كوننا في حالة السلامة الوطنية، فإننا على اتصال مستمر مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بجميع الأحداث التي مرت على البحرين خلال الشهرين الماضيين.

وعادة ما يحضر ممثل عن السفارة الأميركية في المحاكمات التي تجري حالياً، وإجراءاتنا على هذا الصعيد من أجل التأكد فقط أن الوضع في قاعة المحكمة منظم وبعيد عن الفوضى.

ماذا عن الاحتجاز، وخصوصاً أن بين المحتجزين أفراد من الطاقم الطبي في البحرين، إضافة إلى شخصيات معارضة ترى الولايات المتحدة أنها شخصيات معتدلة في توجهاتها؟

- نعم، نحن نبحث في عدد الأشخاص الذين قُبض عليهم. وهناك عدد من الأشخاص الذين ستتم محاكمتهم لارتكاب جرائم، والكثير من الاتهامات الموجهة لهؤلاء الأشخاص صُنفت على أنها جنح. ويجري حالياً دراسة إطلاق سراح بعض الموقوفين مع نهاية حالة السلامة الوطنية.

الكثير من المحتجين في البحرين يشعرون بخيبة أمل كبيرة من الولايات المتحدة، ويرون أن الإدارة الأميركية لم تقف إلى جانب المعارضة مثلما حدث في مصر وتونس. هل تظن أنكم كحكومة أخذتم الولايات المتحدة إلى جانبكم في خضم هذه الأحداث؟

- ربما أن أشخاصاً آخرين في البحرين، قد يبعثون لكم الرسالة نفسها، وبأنهم يشعرون بخيبة أمل أيضاً من الولايات المتحدة، ويتهمونها بأنها تقف في صف المحتجين.

الموضوع أسود وأبيض حتى في هذا الأمر، وبالنسبة لنا فإن علاقتنا جيدة جداً مع الولايات المتحدة، وأصدقاء مقربون وحلفاء لها. ونحن نريد من الولايات المتحدة الثقة والمشاركة فيما نقوم به. ولكن في نهاية الأمر ليس من السهل إقناع جميع الناس.

ماذا ترد على بعض الانتقادات الدولية، مثل تلك التي وجهتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والتي وصفت الإجراءات الأمنية في البحرين بالقاسية، ودعت إلى التحقيق فيها من قبل الهيئات الدولية، وخصوصاً فيما يتعلق بآليات الاعتقال والمحاكمات ومزاعم سوء المعاملة في السجن؟

- نحن نسمع كل ما يقال، ولا نقول إن هناك من لا يقول الحقيقة. ولا شك أننا نرى ونسمع المبالغات في جميع أنحاء العالم. ولكن ذلك لا يعني أننا ندعي بأننا «ملائكة» تماماً. ونحن نتطلع بالتأكيد إلى الصورة بأكملها والنظر في ما حدث. وإذا كان هناك أي خطأ فيما حدث، فلن نتسامح مع ذلك أبداً، إنها ليست منهجية، ولن نتسامح مع أية أخطاء على الإطلاق.

الولايات المتحدة الأميركية أعلنت في السابق أنها ترغب من حكومتكم اتخاذ خطوات لفتح حوار مع المعارضة، أو بالأحرى تجديد العرض الخاص بفتح الحوار مع المعارضة. فهل لديكم نية لفتح هذا الحوار بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية؟

- حين عُرض الحوار بعد 14 فبراير/ شباط الماضي، كان بسبب الوضع في الشارع آنذاك. وكنا حينها نريد التحدث إلى الجميع لإعادة السلام والنظام في البلاد، ومن أجل التحرك إلى الأمام مع الكثير من مطالب الشعب.

ولكن الآن، بعد استعادة القانون والنظام، فنحن لا نبحث هنا عن المعارضة، نحن نبحث في وجهات النظر المختلفة. وفي الفترة بين 14 فبراير و17 مارس/ آذار الماضي، رأينا أن البلد تم استقطابها إلى معسكرين، الأمر الذي خلق وضعاً خطيراً جداً، وهو ما حذرنا منه في وقت سابق، حين حذرنا من الاقتراب إلى هاوية الطائفية، وحاولنا منع ذلك من الحدوث.

ولذلك نحن لا نسعى لحوار حكومة ومعارضة، وإنما ننظر لحكومة تسعى لتحقيق المصالحة لكل شعبها.

هل سيستمر بقاء بعض القوات الخليجية (قوات درع الجزيرة) في البحرين بعد رفع حالة الطوارئ، ولماذا؟

- ذلك يتوقف على بعض الأمور، وهذه القوات موجودة في البحرين، بسبب تهديد خارجي، ولم تأتِ لأي نوع من العمليات ذات الاتصال المباشر مع شعب البحرين. فهي ليست قوات احتلال، ووجودها داخل المنطقة يحكمه اتفاق خليجي، فهي من الدول الخليجية الست، وأي تهديد لأي بلد خليجي لا شك أنه سيؤثر في جيرانها الباقين، والسعودية تبعد عن البحرين مسافة 28 كيلومترا فقط.

ونحن نبحث في دول الخليج أن يكون وجود هذه القوات على نطاق أوسع، وأن تكون هناك قواعد متعددة في كل دول مجلس التعاون الخليجي. ولذلك فإن موضوع بقاء أو مغادرة أو إعادة هيكلة وجود هذه القوات في البحرين تتم مناقشته في المستقبل.

تحدثت عن تهديد خارجي، فما هو هذا التهديد؟

- ما كنا نراه في الشهرين الماضيين أن هذا التهديد الخارجي قادم من إيران. وهذا التهديد كنا نراه يومياً في تلك الفترة. وهو أمر لم نره قبل ذلك من قبل إيران، إذ لم نكن نرى وابلاً من التصريحات التي تصدر يومياً من طهران. ويقلقنا عدم توقف إيران عن مهاجمة البحرين بهذه الطريقة، كما يقلقنا أن يؤثر ذلك على العلاقات بين الجانبين على المدى الطويل.

هل هذا يعني أنك ترى أن إيران كانت خلف الاحتجاجات التي شهدتها البحرين، أو أنها - كما قالت الولايات المتحدة في وقت سابق - استغلت هذه الاحتجاجات سياسياً؟

- يمكن النظر إلى الأمر في كلا الاتجاهين. أستطيع أن أقول لكم إن هناك من يتعاطف مع إيران هنا، وأريد أن أكون حذراً في تصريحي هذا، فأنا لا أقول إن جميع الشيعة في البحرين يقفون مع إيران. فهذا غير صحيح على الإطلاق.

ولكن البحرين بلد صغير، وتحيط بها الدول الكبرى من كل جانب، والجميع له مصلحة في البحرين. وهناك بالتأكيد اهتمام إيراني بالبحرين. وللإجابة على سؤالك: نعم ونعم، هناك عنصر إيراني على المدى الطويل، لقد كانوا هنا، وبالتأكيد كثفوا استغلال الأحداث بعد 14 فبراير.

الآن بعد أن أعلن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن إلغاء حالة الطوارئ ستتم بعد أسبوعين، فهل يعني ذلك انتهاء جميع الإجراءات الاستثنائية أو أن بعضها سيستمر؟

- ما سيتم ملاحظته أن الجيش سيعود إلى ثكناته، ولكن لا شك أن عناصر الأمن ستظل موجودة على مدى 24 ساعة، لأن فترة ما بعد 1 يونيو/ حزيران هي فترة حرجة وحساسة جداً، ونريد أن نضمن ألا تنزلق الأمور إلى الفوضى مجدداً.

هل ستبقى هذه التدابير، حتى وإن كان ذلك يعني التأثير على الاستثمارات الأجنبية والسياحة التي يعتمد اقتصاد البحرين عليها؟

- لماذا من شأن ذلك التأثير على البحرين؟، نحن نريد أن نتأكد من أن الوضع آمن في البحرين، ولذلك فإن وجود عناصر الأمن للحفاظ على إيجاد مكان آمن، أثبت نجاحه في جميع أنحاء العالم، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك

العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً