العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ

البحرين في خطاب أوباما

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تناول الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه مساء أمس، أسس استراتيجية إدارته للتغيير الديمقراطي في المنطقة العربية. وتناول أوباما الكثير من القضايا التي ولدتها حركات التغيير التي عصفت بالمنطقة العربية، والتي حرصت الإدارة الأميركية على أن تكون قريبة منها، وأن يكون لها رأي فيها.

اللافت في ذلك الخطاب، بالنسبة إلينا، هو المحطة البحرينية التي طالب أوباما فيها «الحكومة (البحرينية) بخلق الظروف الملائمة للحوار»، وشدد فيها على ضرورة «مشاركة المعارضة فيه لبناء مستقبل عادل لكل البحرينيين».

في وقوف رئيس الدولة العظمى أمام الأوضاع في البحرين في سياق خطاب استراتيجي يتناول منطقة الشرق الأوسط، إشارة إلى المكانة الاستراتيجية التي تتمتع بها البحرين، على رغم صغر مساحتها الجغرافية، وضآلة عدد سكانها، وصغر حجم مداخيلها الوطنية، في السياسة الخارجية الأميركية، الأمر الذي من شأنه وضع مسئولية تاريخية على طرفي المعادلة في الشارع السياسي البحريني: السلطة التنفيذية، والمعارضة.

وطالما ركزت الرسالة على أهمية الحوار في هذه المرحلة وضرورته، فمن المتوقع أن يستجيب الطرفان لتلك المناشدة، كي لا تفوت على شعب البحرين، فرصة أخرى تعيد من جديد - لكن هذه المرة، وكما يقول الفيلسوف الألماني هيغل، بشكل طرفة - تجربة «دوار اللؤلؤة».

وإن كانت الدولة مطالبة بتهيئة الظروف الملائمة للحوار والمشجعة على الانخراط فيه، فإن المعارضة مسئولة عن المشاركة المباشرة، وبشكل استراتيجي، فيه، وإعداد نفسها جيداً كي يتسنى لها تحقيق أفضل المكاسب منه.

ولكي لا تجد الدولة لنفسها أي عذر يبيح لها تجاوز أي طرف من أطراف المعارضة، فمن المطلوب أن تثبت المعارضة حضورها في أية مؤسسة يمكن أن تكون قناة لذلك الحوار عندما يبدأ. ولعل المكان، الأكثر أهمية وحضوراً في الساحة السياسية، والذي يخلو اليوم من بعض أطراف المعارضة، ولا أقول جميعها، هو البرلمان. ليس هناك من ينكر وجود بعض أطياف المعارضة فيه، لكنه من أجل اكتمال الصورة، لابد من وجود تمثيل شامل لكل أطرافها.

من هنا بات الواجب الوطني يستدعي مشاركة المعارضة، بما فيها جمعية «الوفاق» في الانتخابات التكميلية التي ستجرى في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. ربما يشكل ذلك تحدياً سياسياً للقوى المشاركة، وخاصة جمعية مثل «الوفاق»، في حال موافقتها على ذلك، إما بشكل تنافسي، أو من خلال تحالف جبهوي ناضج، إذ تبقى المشاركة، في نهاية المطاف، وفي مثل هذه الظروف، واجباً وطنياً، من الخطأ مناقشته، أو التخلي الطوعي عنه.

يتوخى المواطن أن يشاهد قواه المعارضة، وقد خرجت من واقعها الذي تعاني منه اليوم، وهي أكثر حيوية ورغبة في تأكيد حضورها في الحياة السياسية، من خلال مشاركتها في الانتخابات التكميلية، وسعيها للفوز، كي تكون - فيما لو قررت السلطة التنفيذية حصر الحوار في إطار المؤسسات التشريعية الشرعية - قادرة على ممارسة حقها في شغل بعض كراسي المتحاورين المخصصة للمعارضة.

كانت البحرين كبيرة في خطاب أوباما، ونأمل أن تكون المعارضة البحرينية بالمستوى ذاته، كي تحتفظ البحرين بالمكانة التي تستحقها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً