العدد 3182 - الثلثاء 24 مايو 2011م الموافق 21 جمادى الآخرة 1432هـ

مهرجان موازين المغربي... انفتاح ثقافي أم تبذير للمال العام؟

انطلقت يوم الجمعة (20 مايو/ أيار 2011) في العاصمة المغربية (الرباط) فعاليات مهرجان موازين الموسيقي، والذي يعتبر أحد أكبر المهرجانات الفنية في المغرب والعالم العربي. وستشارك في المهرجان هذا العام أسماء فنية كبيرة أمثال المغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا والمطرب المصري عمرو دياب وغيرهما من الفنانين العالميين.

منظمو المهرجان أعلنوا أيضاً أن موازين هذا العام سيشهد حدثاً فنياً متميزاً يتمثل في إنتاج أغنية سيؤديها فنانون عرب بشكل جماعي تحمل اسم «بكرة» والتي تحث الشباب العربي إلى الأمل في الغد. كلمات هذه الأغنية من تأليف الفنانة العربية الكبيرة ماجدة الرومي وإنتاج المنتج العالمي كينكي جونز.

وأعلن المنظمون أيضاً أن عائدات الحفلات الخاصة بهذه الأغنية ستخصص للجمعيات التي ترعى الأطفال في العالم العربي.

وفي الوقت الذي يفخر فيه منظمو المهرجان بالأسماء الكبيرة التي ستحضره وبالمشاريع الفنية التي ستنظم على هامشه، تعالت أصوات في المغرب رافضة لإقامة هذا المهرجان. وتعتبره نموذجاً للتبذير وإسراف المال العمومي على أمور «ثانوية»، في وقت يحتاج فيه المغرب إلى ضخ هذه الأموال في مشاريع تنموية مثل محاربة الفقر وتعزيز البنيات التحتية ودعم الفنانين المغاربة، كما يقول الرافضون للمهرجان. وفي هذا الصدد طالب شباب مغاربة في حملة أطلقوها على موقع فيسبوك، الجهة المشرفة على المهرجان بالتصريح بشكل واضح بالميزانية الحقيقية للمهرجان ونسبة الدعم الذي تقدمه الحكومة، وانتقدوا إنفاق هذه الأموال على فنانين لا يقبلون بالغناء في المغرب إلا إذا حصلوا على الملايين. وفي حوار مع «دويتشه فيله» قال عادل الصغير، منسق الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين، إن «المهرجان هو محاولة لتسويق صورة مغايرة للواقع المغربي وصرف أنظار العالم عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها المغرب؛ وذلك عندما يُظهر المغرب للعالم قدرته على تنظيم مهرجانات كبيرة في حجم موازين».

المشرفون على المهرجان يفندون هذا الرأي ويعتبرون «موازين» رمزاً للتعددية الثقافية والتسامح والانفتاح على الآخر، وخاصة أنه يشكل مناسبة يلتقي فيها فنانون بلدان من قارات مختلفة كاليابان والهند والبيرو، وهو ما يُحوِّل مدينة الرباط إلى عاصمة للثقافة العالمية.

أما بخصوص القول بتبذير أموال عمومية على فنانين أجانب بدل من ضخها في دعم الفنانين المغاربة، وغياب الشفافية في إنفاق هذه الأموال، فيرد المدير الفني للمهرجان عزيز داكي في حوار مع «دويتشه فيله» قائلاً: «اللجنة المنظمة صرحت بكل وضوح وشفافية بميزانية المهرجان وبأنها لم تتلقَّ سوى ستة ملايين درهم من الجهات العمومية وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع الميزانية الإجمالية للمهرجان والتي تتجاوز 62 مليون درهم مغربي (اليورو يعادل 11 درهماً مغربياً) يحصل عليها المهرجان من إيرادات الإعلانات وبيع حقوق بث سهرات المهرجان لقنوات فضائية».


الإقبال على المهرجان هو الفيصل

ويضيف داكي أن مهرجان موازين هو المهرجان الذي يشارك فيه أكبر عدد من الفنانين المغاربة والذين سيمثلون نسبة 45 في المئة من المشاركين هذا العام. بالإضافة إلى سعي المنظمين كل عام إلى تطوير الأغنية المغربية. وفي هذا الإطار أكد داكي على وجود مشروع بخصوص إعادة إنتاج أغاني مجموعة ناس الغيوان بطريقة عصرية شبابية، وسيكلف المنتج الجزائري صفي بودلال بتنفيذ هذا المشروع.

لكن وعلى رغم هذه الأفكار والمشاريع التي تنظم على هامش مهرجان موازين يتشبث الشباب المُعارض للمهرجان برأيه ويعتبر موقفه «جزءاً لا يتجزأ من حملة محاربة الفساد بكل أشكاله، المالي والاقتصادي والتصدي لمحاولة بعض الجهات النافذة في البلاد للهيمنة على الحقل الفني والثقافي في المغرب»، علماً أن رئيس جمعية «مغرب الثقافات» التي تنظم مهرجان موازين هو منير الماجدي المقرب من الملك محمد السادس والذي برز اسمه في مظاهرات 20 فيراير/ شباط، المطالبة بالإصلاحات، بوصفه «أحد رموز الفساد الذي يتعين إسقاطها».

ولن يقتصر الشباب الرافض لمهرجان موازين بالتنديد فقط بل أكدوا عزمهم على تنظيم نشاطات موازية لمهرجان موازين، مثل: إقامة حفلات شعبية مغربية يستدعى إليها فنانون شعبيون بالإضافة إلى تنظيم وقفات احتجاجية. وأكد عادل الصغير، منسق الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين، أن جمعيتهم حريصة على أن تكون هذه الوقفات سلمية وحضارية. أما المدير الفني للمهرجان عزيز داكي فاعتبر أن نسبة الإقبال على حفلات المهرجان ستكون هي الرد المناسب للرافضين «لموازين» وستظهر مدى ترحيب أغلبية المغاربة بتنظيم هذا المهرجان الفني الكبير

العدد 3182 - الثلثاء 24 مايو 2011م الموافق 21 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً