عندما التقى برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي قبل عامين فقط في نهائي دوري أبطال أوروبا، وصف كثيرون هذه المباراة بأنها مواجهة من نوع خاص بين العملاقين مهاجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجم مانشستر يونايتد آنذاك البرتغالي كريستيانو رونالدو. وحسم ميسي هذه المواجهة لصالحه، إذ سجل الهدف الثاني لبرشلونة وقاده إلى الفوز 2/صفر في النهائي على حساب مانشستر ليتوج بطلا لدوري الأبطال.وبعد فترة قصيرة من هذه الهزيمة، رحل رونالدو عن صفوف مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد الاسباني من خلال صفقة قياسية بلغت قيمتها 96 مليون يورو (135.9 مليون دولار) ليصبح رونالدو أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حتى الآن.
ومع انتقال رونالدو لريال مدريد، اشتعل صراعه مع ميسي في الدوري الاسباني ولكنه لن يكون طرفا في الصراع هذه المرة عندما يلتقي برشلونة مع مانشستر يونايتد مجددا في نهائي دوري الأبطال غدا (السبت) على استاد «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن. ويدور الصراع الخاص في هذه المباراة بين ميسي ومهاجم مانشستر يونايتد واين روني الذي أصبح النجم الأول للشياطين الحمر في إنجلترا منذ انتقال رونالدو لأسبانيا.
ويعتبر رونالدو وميسي وروني بشكل عام أفضل 3 لاعبين في العالم حاليا. وحطم رونالدو الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بالدوري الاسباني، إذ أنهى الموسم المنقضي برصيد 40 هدفا وهو ما سيمنحه أيضا جائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل هداف في أوروبا مع نهاية كل موسم.
وعلى رغم احتلاله المركز الثاني في قائمة الهدافين بالدوري الاسباني في الموسم المنقضي بفارق 9 أهداف خلف رونالدو، يستحوذ ميسي على سجل رائع وإحصاءات قياسية في مسيرته الكروية على رغم أنه ما زال في الثالثة والعشرين من عمره. وسجل ميسي، الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم للعامين الماضيين على التوالي في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، 52 هدفا في 54 مباراة في مختلف المسابقات التي خاضها مع فريقه هذا الموسم. وقال ميسي الأسبوع الماضي: «كان موسما رائعا. والمباراة النهائية على استاد ويمبلي ستكون تتويجا لهذا الموسم».
ولدى سؤاله عن روني، قال ميسي: «إنه مهاجم متميز بالفعل ويتسم بالطاقة والقوة وقدرته على إنهاء الهجمات بشكل جيد». وكان نهائي البطولة العام 2009 نقطة تحول في مسيرة ميسي الكروية لأنها كانت سببا في قرار المدير الفني لبرشلونة جوسيب غوارديولا بشأن نقل ميسي من الالتزام باللعب في الناحية اليمنى إلى اللعب بحرية تامة في خط الهجوم. واستفاد ميسي من هذه الحرية بشكل رائع وأصبح أكثر تألقا في الهجوم.
ومن المقرر أن يحصل ميسي على راحة قصيرة في يونيو/ حزيران المقبل بعد الانتهاء من هذه المباراة وقبل السفر إلى بلاده للمشاركة مع المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي تستضيفها الأرجنتيني من الأول إلى 24 يوليو/ تموز المقبل. ويأمل ميسي في قيادة منتخب بلاده للفوز بأي لقب بعد ست سنوات من الفشل في ذلك. وما زال ميسي في الثالثة والعشرين من عمره بينما بلغ روني الخامسة والعشرين.
وبينما يسعى ميسي للفوز بنهائي دوري الأبطال ليكون بمثابة الكريمة على الكعكة بعد هذا الموسم الرائع له مع برشلونة، ستكون هذه المباراة فرصة أمام روني ليثبت للعالم أنه ما زال واحدا من أفضل ثلاثة لاعبين في العالم مع ميسي ورونالدو. ولم يكن الموسم المنقضي جيدا لروني مقارنة بإمكاناته العالية ولذلك فشل في الحصول على أي جوائز شخصية بعدما انهالت عليه في السنوات القليلة الماضية. وسجل روني 15 هدفا فقط في جميع المسابقات التي خاضها مع الفريق خلال الموسم المنقضي ليكون أقل رصيد له من الأهداف في أي موسم منذ انتقاله إلى مانشستر يونايتد في العام 2004 قادما من إيفرتون الإنجليزي. وربما تكون الإصابة في كاحل القدم أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع رصيده من الأهداف هذا الموسم. كما دخل روني في مفاوضات متوترة مع مانشستر يونايتد خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بشأن تجديد عقده وأكد اللاعب بالفعل على رغبته في الرحيل من النادي قبل أن يتراجع ويوقع على عقد جديد مع الفريق لمدة خمس سنوات. ومنذ ذلك الحين، اجتهد روني كثيرا من أجل إعادة بناء وتشكيل سمعته وهيبته في عالم الهدافين. وتمثل المباراة النهائية في ويمبلي غدا (السبت) فرصة رائعة لاستكمال هذه المحاولة بشكل جيد
العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ