العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ

المحرق يذيق النصر مرارة الخسارة... ويتوج بلقب دوري «أولى الطائرة» باستحقاق وجدارة

بفضل الأداء الجماعي والتميز الكبير لعبدالله النجدي والسلوفاكي جانسيك والإرسال القوي

توج نادي المحرق بلقب بطولة دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة وذلك بعد فوزه السريع والمستحق على منافسه التقليدي النصر بنتيجة (3/صفر)، في لقاء سيطر فيه المحرقاوية بشكل كبير جداً على رغم وجود بعض التنافس في بعض فتراته.

ويعتبر هذا التتويج هو رقم (14) لطائرة المحرق في مسابقة الدوري لتؤكد زعامتها الطائرة البحرينية، ولتبتعد عن أقرب منافسيها النصر الذي حقق (11) لقبا دوري من قبل، وتعتبر هذه هي الخسارة الأولى للنصر هذا الموسم إلا أنها جاءت قاسية على كتيبة رضا علي التي كانت تمني النفس بحسم الدوري من دون خسارة، لكن المحرق أستطاع أن يؤكد أن الثالثة في مواجهاته مع النصر ثابتة بالفوز، ليؤكد بالتالي أن من يفرح أخيراً يفرح كثيراً بعد خسارتين متتاليتين من النصر في الدور التمهيدي.

ويدين المحرق بهذا الفوز إلى الأداء الجماعي الذي اعتمد عليه المدرب محمد المرباطي، وخصوصاً أنه كان مغايراً ربما لتحضيرات النصر لهذه المباراة، وعلى رغم الجماعية إلا أن عبدالله النجدي ومن خلفه جانسيك خطفا الأضواء في مواجهة الأمس، ولا يمكن نسيان دور أيمن هرونة في استقرار الكرة الأولى والدفاع. فيما دفع النصر ثمن غياب استقرار الكرة الأولى بسبب قوة الإرسال المحرقاوي وكذلك بعد صانع الألعاب حسين متروك عن مستواه في استغلاله للاعبين وهذا ما بان واضحاً لعدم استثماره مركز (3) بشكل جيد. وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (25/22، 25/20، 26/24).


شوط أول محرقاوي

شهدت انطلاقة الشوط الأول من المباراة بداية مثالية جداً للنصر الذي استفاد من أخطاء منافسه المتكررة في الهجوم وتنفيذ الإرسال بالذات مع نجاح هجومي قدمه حسن ضاحي (8/5)، غير أن النصر هو الآخر ارتكب بعض الأخطاء في الهجوم ليتمكن المحرق بفضل فعاليته في الدفاع الخلفي من تحقيق التعادل سريعاً (9/9).

دخل الشوط في سلسلة من التعادلات وسط أداء متكافئ جداً، إذ عول كليهما على الهجوم من أطراف الملعب مع نسيان شبه كامل لمركز (3) رغم وجود بعض عناصر القوة (14/14 ثم 20/20)، وعول صانع ألعاب المحرق عماد سلمان كثيراً على الثنائي عبدالله النجدي وجانسيك اللذين حققا نقاطا متتالية وسط غياب فعالية الدفاع النصراوي عنهما، فيما كان اعتماد صانع ألعاب النصر حسين متروك منصب على حسن ضاحي ويونس عبدالكريم.

لكن المحرق تمكن من أخذ الأفضلية مستغلاً الإرسال الموجه الذي عانى في تأمينه النصراوية ليرتكب صبيح إبراهيم بعض الأخطاء وتألق أمامه أيضاً محمد مفتاح في الصد ليحسم جانسيك الشوط بكرة هجومية من مركز (2) (25/22).


استمرار التفوق للمحرق

في الشوط الثاني، بدأ المحرق بكل قوة بغية تعزيز تفوقه، وتمكن من ذلك بفضل الإرسال الهجومي القوي الذي عول عليه السلوفاكي جانسيك الذي حقق من خلاله نقاط متتالية مستغلاً غياب التركيز والتنظيم في صفوف النصر، وتميز معه أيضاً عماد سلمان في الصد وكذلك مجازفته بالألعاب الذكية من الكرة الثانية (9/4)، علماً بأن الإرسال كان موجهاً على مركزي (6 و5). وعلى رغم أن النصر قدم بعض المحاولات من أجل تقليص الفارق ما مكنه من تحقيق ما يريد بفضل الإرسال التكتيكي ومن ثم تنظيم الدفاع الخلفي أمام مفاتيح القوة المحرقاوية بالإضافة إلى نجاح يونس عبدالكريم المتتالي في الهجوم من أطراف الملعب، إلا أن فاضل عباس قدم انطلاقة محرقاوية كبيرة مستغلاً تماسك حوائط الصد لفريقه وكذلك دفاعه الخلفي، إذ تميز في أكثر من مناسبة بالهجوم من مركز (6) مستفيداً من تفكك حوائط صد النصر (16/12). غير أن النصر مرة أخرى حاول جاهداً العودة لمجريات الشوط، وتمكن من ذلك بفضل الإرسال الموجه على جانسيك ومن ثم أخطاء منافسه المتكررة في الهجوم بالذات مع فعالية قدمها عبدالوهاب عبدالنبي في الصد أمام المتألق عبدالله النجدي (18/17). لكن الإصرار المحرقاوي كان أكبر، فبان ذلك بشكلٍ جلي وخصوصاً مع تقوية الإرسال ومن ثم استغلال أخطاء المنافس سواءً في الكرة الأولى أو الهجوم ليتمكن من تحقيق نقاط متتالية وسط غياب اللاعب المخلص في الصفوف النصراوية، لينتهي الشوط سريعاً للمحرق بنتيجة (25/20) بعد نقاط قدمها فاضل عباس وجانسيك في الهجوم والصد.


«الذيب» يحسم النهائي

في الشوط الثالث، دخل مدرب النصر رضا علي هذا الشوط بتشكيل مختلف، إذ حول يونس عبدالكريم لمركز (3) بهدف تعزيز قوة الفريق في هذا المركز وأشرك أحمد حسن بديلاً إلى عبدالوهاب عبدالنبي، فيما حافظ المحرق على ذات التشكيل بعد الأداء المثالي للغاية الذي قدمه اللاعبون في الشوطين السابقين.

وعلى رغم كل ما فعله النصر من أجل العودة بقوة لمجريات اللقاء إلا أن المحرق هو من سيطر على مجريات هذا الشوط أيضاً، والفضل كالعادة يعود للإرسال القوي أو الموجه والذي تركز على مركز (5) اذ يوجد صبيح إبراهيم الذي كان في حالة فنية بعيده كل البعد عن الإيجابية فيما كان ثنائي المحرق جانسيك وعبدالله النجدي وبالذات الأخير يصول ويجول في الشق الهجومي وسط غياب فعالية الصد والدفاع الخلفي حتى من أبرز لاعبي النصر (6/2 ثم 12/8). علماً بأن الفريقين كان تركيز أدائهما على أطراف الملعب، وما عانى منه النصر هو غياب المخلص في الشق الهجومي أيضاً.

حافظ المحرق على أدائه القوي وبالذات عن طريق عبدالله النجدي الذي تفنن في تحقيق النقاط وسط عزفٍ منفرد من قبله خصوصاً أن صانع الألعاب عماد سلمان حول كل الأداء عليه (16/12)، وقدم زميله فاضل عباس أيضاً بعض النقاط في الصد والهجوم السريع أمام حسن ضاحي بالذات ما وسع الفارق بشكل كبير جداً (19/13).

لكن النصر حاول أن يضغط على منافسه على رغم الفارق الكبير من النقاط، وقدم بعض اللاعبين البدلاء لتقوية الشق الدفاعي في الصد بالذات بعدما أشارك عبدالوهاب بديلاً لحسين متروك، وهذا ما أعطى حسين خليفة اطمئنانا أكبر في الصد، ليتميز في تحقيق نقطتين متتاليتين في هذه المهارة بالذات وأمام العملاقين محمد مفتاح وفاضل عباس والأخير ارتكب بعض الأخطاء الهجومية مع ضاربي مركز (4) أيضاً لتتعادل النتيجة (22/22) وسط ذهول المحرقاوية.

وعلى رغم دخول الشوط في سلسلة قصيرة من التعادلات جراء النجاح الهجومي، إذ ركز المحرق على عبدالله النجدي والنصر على ضاحي ويونس إلا أن التماسك الدفاعي لدى المحرق ونجاح فاضل عباس في نقطة الشوط من مركز (3) حسم الشوط للمحرقاوية بنتيجة (26/24) وبالتالي المباراة بنتيجة (3/صفر)، لتبدأ الأفراح لدى المحرقاوية، والأحزان لدى النصراوية. هذا وعانى النصر من ارتكاب أخطاء في تنفيذ الإرسال بأوقات حاسمة من هذا الشوط الثالث.


طاقم المباراة

أدار اللقاء طاقم دولي مكون من جعفر المعلم وعلي عبدالحميد، إذ قادا اللقاء برفقة مراقبي الخطوط بكل إيجابية، وكان مستواهم العام طيباً، وعلى رغم وجود بعض الاحتجاجات من هنا وهناك في بعض الحالات إلا أن القرارات كانت غالباً صحيحة. ولهذا لابد من الإشادة بالطاقم التحكيمي للمباراة.


التتويج

وبعد نهاية الأفراح المحرقاوية في أرض الملعب، انتقلت هذه الأفراح للمنصة الرئيسية، إذ سلم رئيس اتحاد الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة قائد طائرة المحرق محمد مفتاح درع الدوري وقلد لاعبي «الذيب» الميداليات الذهبية، فيما قلد لاعبي النصر الميداليات الفضية، وتم تسليم ممثل داركليب الميداليات البرونزية بعد تحقيقهم المركز الثالث يوم أمس الأول على حساب الأهلاوية.


مباراة العمر لعبدالله النجدي

قدم لاعب طائرة المحرق عبدالله النجدي أفضل مبارياته هذا الموسم ربما، بل وإن المستوى الذي ظهر عليه في النهائي قد يعتبر بالتعبير المجازي المعروف – أنه لعب مباراة العمر- بالنسبة له، وخصوصاً أنه أصبح اللاعب رقم واحد في الشق الهجومي لدى فريقه الذي يتمتع بلاعبين من طراز عال بالإضافة إلى أنه حقق غالبية الكرات التي تم إعدادها له.

وبباسطه فهو يستحق نجومية المباراة عطفاً على الأداء الذي قدمه منذ انطلاقة المباراة حتى نهايتها، وما تحقيقه إلى (16) نقطة إلا دليل على ذلك وهذا المعدل هو الأكبر في النهائي من ناحية تحقيق النقاط.


نقاط من النهائي

- أقيمت المباراة النهائية في صالة مركز الشباب بالجفير وفي نفس التوقيت المحدد لها.

- حضرت كما هو متوقعه جماهير كبير من عشاق المحرق برفقة الرابطة بهدف تشجيع لاعبي «الذيب» من أجل تحقيق لقب الدوري رقم (14).

- يعتبر الحضور الجماهير الأفضل منذ استئناف المسابقات، ولم يقتصر فقط على محبي الناديين وإن كانت رابطة النصر أبرز الغائبين عن النهائي، إلا أن محبي اللعبة وبعض لاعبي الأندية الأخرى حرصوا على الحضور لمتابعة المباراة النهائية.

- طبق الاتحاد البحريني للكرة الطائرة البرتوكول الدولي متمثلاً بطريقة دخول اللاعبين وعزف السلام الملكي، وتم اعتماد الوقت المستقطع الفني لأول مرة هذا الموسم.

- نقلت القناة الرياضية المباراة النهائية، وسبقها أستوديو تحليلي قاده الزميل عبدالله عاشور، واستضاف مدرب منتخبنا الوطني نزار الشكيلي ومساعده يوسف خليفة.

- شهد اللقاء حضور لاعبي الألعاب الأخرى في نادي المحرق، وفي مقدمته لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم محمد سالمين.

- مثل المحرق في المنصة الرئيسية رئيس جهاز كرة السلة وعضو مجلس الإدارة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة، فيما كان النصر ممثلاً برئيس النادي حسين حماد.

- نقلت جماهير المحرق احتفالاتها من مدرجات الصالة إلى أرض الملعب بعد استلام درع الدوري من راعي المباراة.


إحصاءات من النهائي

حقق المحرق الفوز بنتيجة (3/صفر) على حساب النصر في المباراة النهائية لمسابقة دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة، وبالتالي حقق أول بطولات الموسم، وجاء عدد النقاط المسجلة (142) نقطة، جاء منها (10) نقطة من حائط الصد، و(8) نقاط من الإرسال المباشر، وأضاع اللاعبون (18) إرسال، وارتكبوا (24) خطأ هجومي وأخطاء أخرى.

إحصاءات محرقاوية

حقق المحرق (3) أشواط وبالتالي فاز في المباراة، وسجل (76) نقطة، جاء منها (5) نقاط من الصد، و(5) نقاط من الإرسال، وأضاع لاعبوه (10) إرسالات، وارتكبوا (13) خطأ بالإضافة إلى تسجيل منافسه عليه (3) إرسالات مباشرة.

ويعتبر عبدالله الجدي أفضل مسجل في اللقاء بتحقيقه (16) نقطة، ومن ثم جانسيك (14) نقطة، وفاضل عباس (12) نقطة، وعلي مرهون (6) نقاط، وعماد سلمان (4) نقاط، ومحمد مفتاح (4) نقاط، وأخيرا حسن عبدالرزاق نقطة واحدة.

إحصاءات نصراوية

لم يستطيع النصر تحقيق أي شوط في النهائي وبالتالي خسر اللقاء، وسجل (66) نقطة، جاء منها (5) نقاط من الصد، وسجل (3) إرسالات مباشرة، وأضاع لاعبوه (8) إرسالات، وارتكبوا (11) خطأ، وسجل منافسه عليه إرسالين (5) إرسالات مباشرة.

ويعتبر حسن ضاحي الأبرز في الصفوف النصراوية بتحقيقه (13) نقطة، ومن ثم يونس عبدالكريم (12) نقطة، وحسين خليفة (7) نقاط، وأيضا صبيح إبراهيم (7) نقاط، وعبدالوهاب عبدالنبي وحسين متروك نقطتين لكلٍ منهما

العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً