دعي اكثر من 50 مليون تركي للتوجه الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم اليوم الاحد في انتخابات تشريعية يتوقع ان يفوز فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بولاية ثالثة مدعوما بالانجازات الاقتصادية في عهده. وبحسب استطلاعات الرأي فان حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي المحافظ هو الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات التي بات المحك الاول فيها ليس الفوز، بل حجم هذا الفوز بعد تسعة اعوام متتالية من الحكم بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر 2002.
وبنى اردوغان (57 عاما) شعبيته الجارفة، بالدرجة الاولى، على الازدهار الاقتصادي الذي شهدته البلاد في عهده، فالاقتصاد التركي اصبح في المرتبة 17 عالميا والبلاد تشهد نموا "على الطريقة الصينية" وصلت نسبته في العام 2010 الى 8,9%. وسيتم في هذه الانتخابات تجديد كل مقاعد البرلمان وعددها 550 مقعدا يتنافس عليها مرشحون من 15 حزبا وحوالى 200 مرشح مستقل. واضافة الى حزب العدالة والتنمية سيتمكن حزبان فقط، هما حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) وحزب العمل القومي (قومي)، من الحصول على نسبة اصوات تفوق عتبة ال10% على المستوى الوطني المؤهلة لدخول البرلمان.
وبالنسبة الى المعلقين السياسيين فان اسم الفائز في هذا الانتخابات بات خارج حلقة النقاش، والامر برمته يتعلق بالنسبة اليهم في حجم الانتصار الذي سيحققه الحزب الحاكم. فالاهم بالنسبة اليهم هو ما بعد هذه الانتخابات حين ستكون يدا الحكومة اكثر حرية في اعداد دستور جديد اكثر ليبرالية.
والرهان بالنسبة لحزب العدالة والتنمية هو تحقيق "سوبر" اغلبية نيابية تسمح له بارساء نظام جمهوري، وهي فكرة غالية على قلب اردوغان.
وخلال ترؤسه الحكومة على مدى العقد المنصرم تمكن اردوغان من تغيير تركيا، البلد المسلم العضو في حلف شمال الاطلسي. فهو رفع المكانة الدبلوماسية لهذه الدولة الواقعة في منطقة ملؤها النزاعات وعزز نموها الاقتصادي ووسع المجال الديمقراطي بإخراجه البلاد من قبضة الجيش.
ومن المتوقع ان تصدر اولى النتائج قرابة الساعة 18,00 تغ.