العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ

نكهة «وعد» المفقودة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فيما تقترب عقارب الساعة من لحظة انطلاق جلسات «الحوار الوطني»، وبينما تنكب القوى السياسية المختلفة على قراءة الواقع السياسي البحريني محاولة استقراء مساراته، وعلى وجه الخصوص تلك التي ستترك بصماتها واضحة على جلسات ذلك الحوار، يفتقد المواطن البحريني نكهة جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» من خارطة ذلك الواقع، وكذلك تلك القراءة. لا يعني ذلك إطلاقا أن «وعد» تحتل مكانة تتصدر بها الآخرين، أو أنها تتفوق عليهم في المواقف التي يتخذونها، وإنما هي شبيهة، في موقعها مقارنة بالقوى السياسية الأخرى، بباقة الورد التي تفوح من كل زهرة فيها رائحة رحيقها الخاص بها والذي يميزها عن غيرها من تلك القوى.

نكهة «وعد» هي خليط من «الطهرانية السياسية» المروية بمياه المواقف المتجذرة البعيدة عن أي تعصب إيديولوجي، ناهيك عن تخندق ديني أو مذهبي، والممزوجة بصراحة غير معهودة في قاموس العمل السياسي، الذي يصنفه البعض منا بـ «المعتدل». هذه النكهة وضعت «وعد « في موقع مميز، لا شك أنها كانت تتكامل فيه مع شقيقاتها من الجمعيات السياسية الأخرى، وعلى وجه الخصوص «المنبر التقدمي»، و «التجمع القومي».

تفاوتت ردود فعل القوى السياسي، بما فيها الدولة من الخطاب «الوعدي»، التي وجدت فيه هذه الأخيرة شيئاً من «المناكفة السياسية المتطرفة» التي تتجاوز، في حالات معينة، سقف العمل السياسي المسموح بالعمل تحته في تلك الحالات. أدت تلك النكهة إلى بروز نوع من التوتر غير الطبيعي، قاد إلى نوع من سوء الفهم بينهما، وصل إلى ذروته عندما أصدرت «وعد» بيانها في مطلع أبريل/ نيسان الماضي، خلال فترة العمل بقانون «السلامة الوطنية»، والذي كانت نتيجته المباشرة حظر العمل السياسي على «وعد».

اليوم يفتش المواطن البحريني، وعلى وجه الخصوص، أنصار «وعد» عن تلك النكهة الخاصة المميزة التي كانت تنتشر في سماء الشارع السياسي البحريني، فتثير الكثير من الحيوية فيه. يفتش عنها ذلك المواطن لأنه يفتقدها، وهو على أبواب الحوار الوطني الذي باتت تفصلنا عنه أيام معدودات بالمعيار السياسي.

«وعد» اليوم، ومن خلفها جماهيرها وشارعها السياسي، في سباق مع الزمن، فهي في أمس الحاجة إلى الخروج من وراء أبوابها «المشمعة»، كي تستطيع مخاطبة ذلك الجمهور، وأولئك الأنصار، من خلال تحديد مواقفها من الحوار المنتظر، وتفاعلها مع الأحداث المتولدة عن الإعلان عنه. ربما بات محتماً على «وعد»، من أجل إرواء ظمأ ذلك المواطن والجمهور على حد سواء، أن تفتش هي الأخرى عن المنفذ الصحيح الذي بوسعه أن يخرجها من وراء قضبان أبوابها «المشمّعة»، كي تمارس دورها الذي ينتظرها في جلسات الحوار الوطني الذي سينطلق في يوليو/ تموز المقبل.

عملية البحث تلك معقدة ومضنية، والخروج من المنفذ، بعد الاهتداء إليه صعبة ومكلفة سياسياً وتنظيمياً، لكن «وعد» كما عودت جمهورها قادرة على مواجهة التحدي، وإيجاد ذلك المخرج، والنفاذ منه، إن هي شاءت ذلك

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:44 ص

      استاذ العبيدلي

      نعم وعد لها نكهه خاصه وهذا جمال وفائدة التنوع فلكل بستان زهره او رونق يضفي جمالاًخاصاً في بوتقه انصهار واحده ومتنوعه دمت ودام قلمك الجميل .

    • زائر 2 | 1:37 ص

      وعد البحرين

      وعد صوت الضمير البحريني الذي نهوى، وعد رمز للوطنية والوحدة والترفع عن الطائفية.

اقرأ ايضاً