العدد 3204 - الأربعاء 15 يونيو 2011م الموافق 13 رجب 1432هـ

رئيس الوزراء: البحرين على أعتاب مرحلة حاسمة ولا نريد أن نتحاور ونفشل

لفت إلى أن «تجمع الوحدة» في «الفاتح» كان له الأثر الكبير في تغيير مجريات الأمور

قال رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إن «مملكة البحرين تقف اليوم على أعتاب مرحلة حاسمة في تاريخها وفترة فارقة في مسيرة العمل الوطني، تفرض على كل منا بذل أقصى ما يمكن له من جهد، كي تكون مرحلة مشرقة زاخرة بمزيد من المنجزات والمكتسبات الوطنية التي تعود بالنفع والخير الوفير على الجميع».

ولدى استقباله أهالي محافظة المحرق أمس (الأربعاء) أشار رئيس الوزراء إلى أن «الحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك لا بديل عنه كخيار لرسم ملامح العمل الوطني في المرحلة المقبلة، والوصول إلى رؤى مشتركة من شأنها الإسهام في تعزيز ركائز التطور والنهضة الشاملة التي تشهدها المملكة في كل المجالات، وإن أهل المحرق أكبر داعم للحوار وما يرونه لابد من النظر حوله مليًا».

وقال «إننا نؤمن بأن الأيام المقبلة ستكون أكثر إشراقاً وازدهاراً لأننا متأكدون من صدق النوايا في المحافظة على الوطن وحمايته والحرص على تنمية مكتسباته، ولدينا ثقة بأن حوار التوافق الوطني سيكون جسراً للوصول إلى الأمن والاستقرار والأجواء التي تعظم المكتسبات الوطنية»، مردفاً أن «الحوار طالما كان فيما بين أبناء الشعب الواحد وتحكمه الأسرة الواحدة كان مضمون النجاح، لأننا نجزم بأنه ليس هناك من لا يتوافق على مصلحة الوطن ولا يوجد من لا يغلب الصالح الوطني على كل ما سواه».

وأكد رئيس الوزراء «نحن واثقون من قدرة أبناء البحرين على إنجاح الحوار». وقال «إن بلدنا واحد وشعبنا واحد، ولا نفرط في حق كبير أو صغير، فلنتوكل على الله ونمشي في هذا الحوار، ولا نريد أن نتحاور ونفشل». وقال سموه «نحن لا نريد عداء أحد، ولا نريد لأحد أن يعادينا، ولقد تعلمنا دروساً كبيرة ومُرة خلال المحنة الأخيرة، ولكنها تحلو في حب الوطن، وإن شاء الله الأيام المقبلة أفضل».

وأضاف «أن المحرق عودتنا على المواقف الوطنية الصلبة ومن أهلها تعودنا على المبادرات لدرء الفتنة والتصدي لكل ما يضر بالوطن، وكلما استحضرنا واستذكرنا مثل هذه المواقف نزداد بالمحرق إعجاباً وتقديراً ومحبة، لذلك فأنتم كبار في عيوننا وفي عيون الجميع».

ولفت إلى أن «مواقف المحرق الأخيرة وموقف تجمع الوحدة الوطنية في مسجد الفاتح كان له الأثر الكبير في تغيير مجريات الأمور».

وخاطب سموه أهالي المحرق قائلاً «بقيادة ملك حكيم وشعب مثلكم، مجد الوطن يسمو وراياته ترتفع، فالوطن يريد الشعب المخلص الذي يجتمع على وحدته ويهدف نحو استقراره وازدهاره، وأنتم بمواقفكم المشرفة خير مثال لمثل هذا الشعب، وهذا يزيدنا إصراراً على إصرار وعزماً على عزم لخدمتكم والتفاني من أجلكم».

وأردف «أن وقفات شعب البحرين رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وأن مواقف أهل المحرق التي صدرت في الأزمة الأخيرة عززت الوحدة الوطنية وأسهمت في الحفاظ على الاستقرار المجتمعي، فشكراً للجميع على مواقفهم بالرغم من أن هذه الكلمة لاتفي حق من وقف مع البحرين وقفة مشرفة».

وقال «إننا حافظنا على أمننا واستقرارنا ضد من أراد ألا نكون، وكان مستعداً لأن يسلم بلده إلى أياد خارجية، ولكن بوحدة شعب المملكة ومواقفهم الصلبة وبفضل جنودنا البواسل في قوة الدفاع والحرس الوطني ورجال الأمن وقيادتهم أجهضت هذه المحاولات الآثمة وأكدنا لأنفسنا أولاً وللأمتين العربية والإسلامية والعالم بأننا يد واحدة جاهزة لدرء كل من يسعى للإضرار بهذا الوطن وأمنه واستقراره»، لافتاً إلى أن «الأحداث التي مرت بالوطن أكسبت الجميع الصبر وجعلتهم يأخذون الحيطة والحذر لما هو قادم وأن نرتب صفوفنا لنكون دائماً درعاً واقياً ضد أي خطر مستقبلي».

وعبر رئيس الوزراء عن «الأسف للحملات العدائية الموجهة ضد مملكة البحرين والتي استغلت للأسف بعض أبناء البحرين ليكونوا أدوات لهذه الحملة الخبيثة ومعاول هدم»، مضيفاً «وبالرغم من ذلك إلا أن ثقتنا في الأقلام الشريفة وأبناء الوطن بأن يدحضوا بالحق والكلمة الصادقة هذه الافتراءات والادعاءات». وشدد سموه على أن «تلاحم شعب البحرين وتكاتفهم في صون أمن الوطن واستقراره قدّم للعالم رسالة نبيلة في قيم الولاء والإخلاص والتضحية في أسمى معانيها».

وتابع في كلمة له خلال اللقاء «إن الوقفة الوطنية المشرفة لأهالي المحرق خلال المحنة الأخيرة، وما أبدوه من تفان في حب الوطن والقيادة، هو أمر ليس بغريب عليهم فهم على الدوام في طليعة الصفوف التي لا تتردد في تلبية نداء الوطن». وأضاف رئيس الوزراء «إن محافظة المحرق لها في القلب مكانة غالية، ولعائلاتها منزلة خاصة لما لهم من أدوار وطنية جليلة وأعمال قومية مخلصة كان لها عظيم الأثر فيما تحقق من نهضة شاملة تشهدها مملكة البحرين».

وأكد أن «أهالي المحرق عبر التاريخ رسخوا قيم التعايش والتلاحم، وأعطوا قدوة ومثلاً يحتذى به في صلابة وعزيمة الإنسان البحريني وما يتميز به أهل المحرق من حس وطني عال وحرصهم على مصلحة الوطن، وضربوا أروع الأمثلة لأصالة المواطن البحريني وعراقته، وما تميزوا به من دور تاريخي على مستوى الفكر والثقافة والأدب».

وقال «إننا جميعا نتحمل المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى والوطن، في الحفاظ على البحرين آمنة مستقرة لنعيش في وطن مطمئن ينعم الجميع بخيراته، مما يستلزم أن نعمل سويًا لإعلاء رايته، والوصول به إلى المستقبل المأمول وهو أكثر ازدهارًا وتطورًا». ونوه إلى أن «الأحداث الأخيرة رغم قسوتها أنتجت دروسًا لابد من الاستفادة منها لعدم تكرارها».

وتوجه سموه بالشكر الجزيل لكافة أهالي محافظة المحرق على وقفاتهم المشرفة تجاه الوطن والقيادة، وعلى أدوارهم الوطنية الجليلة والمخلصة وما قدموه للوطن. وقال «إن كلمات الشكر لا تفي أهل المحرق حقهم ووقفتهم المشرفة في الدفاع عن وطنهم والولاء لقيادتهم في الماضي والحاضر والمستقبل».

وأشار إلى أن «ما مرت به البحرين كان أمرا غريبا، ولكن وقفة أبناء الوطن الصلبة والصادقة كان لها أكبر الأثر على كل ما جرى من أحداث، وهذه المواقف هي التي تحفظ للبلدان أمنها واستقرارها». مشيداً بقوة دفاع البحرين وقوات الأمن على ما قدموه من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وكانوا العين الساهرة التي لا تنام على حفظ أمن البحرين واستقرارها ضد كل من كان لا يريد أن يسلم هذا البلد إلى جهات خارجية».

وقال سموه إن «الأولوية اليوم هي للبحرين وشعبها لنؤكد لأنفسنا أولا ثم للعالم أننا يد واحدة جاهزة للرد على كل من يعمل ضد عدم استقرار هذا البلد، وأن كل المحاولات التي مرت بها البحرين تعلمنا منها الصبر والحيطة لما هو قادم، وأن ما حدث علينا من أمر كنا نتحسب له وقدرنا على إفشال هذا المخطط».

وأكد «سنكون متمسكين بالوعي والحذر والحيطة ومتسلحين بالعلم والمعرفة والعمل يدا واحدة وصفا واحدا لمواجهة هذه الأخطار مستقبلا». وقال رئيس الوزراء «إن هذه المحاولات ستستمر ولكن البحرين في مكانة قوية، وبوحدتنا سننتصر على أعداء هذا الوطن، ولقد عرفنا من هذه الأحداث أن الأوطان لا تباع ولا تهمل».

وذكر أن «شعب البحرين عودنا على المواقف القوية التي كان لها أثر في دفع النوايا السيئة تجاه الوطن». وأكد أن «البحرين كانت وستستمر يدًا واحدة، وهي اليوم بقيادة جلالة الملك وتلاحم شعبها أقوى مما كانت عليه». وأشار إلى أن «هناك من حمل عدائية على البحرين في الخارج، واستخدم ثلة من أبناء الوطن كأداة هدم، وهذه المحاولات سستمرة ويجب أن نقف لها بالمرصاد».

وأكد أن «ما قاله جلالة الملك عن أهل المحرق من أنهم السد المنيع في الدفاع عن الوطن ليست مجاملة، فالمحرق في قلب الوطن»، وقال «إني أشعر وأنا ألتقي بكم أنني أرى أهلي».

وخلال اللقاء ألقى عبداللطيف جناحي كلمة قال فيها: «ان المناداة بالإصلاح سبق بها صاحب الجلالة الجميع فقد اثارها و بشكل رسمى قبل عشر سنوات و الاصلاح لا ياتى من الخارج اذ لا ياتى من الخارج الا الاستعمار و الاحتلال و تحقيق مصالح الغير على حساب الشعب و من يريد الاصلاح لا يهدم منجزات الشعب عبر سنوات , من بناء و امن وسلامة و طنية و تالف و تازر و لايستهين بقدرات شعب عرف التعليم و المعارف قبل حوالى ربع قرن ففى البحرين رجال من ابنائها يعرفون حق المعرفة كيف يرسمون خارطة النجاح لبلدهم و بها مفكرون مخلصون لهم فى البلاد مكانة و لهم حظ وافر من صواب الراى و قد وهب الله البحرين حكاما يسمعون و يتشاورون مع المخلصين الواعين من ابناء البلد».


رئيس الوزراء يتلقى برقية شكر من نائب الأمير وولي العهد ورئيس الوزراء الكويتيين

تلقى رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة برقية شكر جوابية من أخيه نائب الأمير وولي العهد بدولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رداً على برقية سموه المعزية بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، عبر فيها عن اعتزازه وتقديره لسمو رئيس الوزراء على ما أبداه من مشاعر صادقة، متمنيا لسموه موفور الصحة والسعادة .

إلى ذلك تلقى رئيس الوزراء سمو الأمير برقية شكر جوابية من أخيه رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح رداً على برقية سموه المعزية بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ، اعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على مشاعر سمو رئيس الوزراء الأخوية الطيبة والمخلصة ، ومتمنيا لسموه موفور الصحة والسعادة

العدد 3204 - الأربعاء 15 يونيو 2011م الموافق 13 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً