العدد 3205 - الخميس 16 يونيو 2011م الموافق 14 رجب 1432هـ

«العلمائي»: حراكنا وطنيّ بامتياز بعيداً عن التبعيَّة والارتهان للخارج

أكد دعمه لحوار يبني الثِّقة المتبادلة والرِّضا الشَّعبيَّ العامَّ

أكد المجلس الإسلامي العلمائي في بيان أمس الخميس (16 يونيو/ حزيران 2011)، أن حراكه «حراكٌ وطنيٌّ بامتياز، ينطلق من عمق وجود هذا الوطن، مؤمنًا بمصالحه ملتزمًا بالمحافظة على أمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره، بعيدًا عن كلِّ أشكال التَّبعيَّة والارتهان للخارج في ما هو الموقف الوطنيُّ».

وأضاف أن المجلس «وإن كان وجودًا دينيًّا - وليس إطارًا سياسيًّا بالمعنى المتعارف، ولذلك فهو لا يُمارس العمل السياسيَّ، ولا يشتغل به على حدِّ الجمعيَّات والهيئات والمؤسَّسات السِّياسيَّة - ولكن لا يعني ذلك انعزاله عن الواقع السِّياسيِّ ومجمل حركة المجتمع، فهو جزء من المجتمع يحقُّ له كما لغيره - بل يجب عليه أحيانًا - أنْ يكون له رأيه وموقفه السِّياسيُّ، انطلاقًا ممَّا تقتضيه الوظيفة الشَّرعيَّة من رأي أو موقف تجاه مختلف القضايا المرتبطة بالشَّأن المجتمعيِّ العام».

وأبدى المجلس استغرابه من أنه «في الوقت الذي لا تترك السِّياسة مساحة للدِّين إلَّا وتدخَّلت فيها، في محاولةٍ لتوجيه الواقع الدِّينيِّ؛ ليكون مواكبًا ومتلائمًا مع التَّوجُّهات السِّياسيَّة (...) تتعالى الصَّيحات في قِبال الحِراك العلمائيِّ المُصلح، الذي يسعى للقيام بدوره ومسئوليَّاته الشَّرعيَّة في إصلاح الواقع بالأساليب الحكيمة الملتزمة».

واعتبر أن «ما يُمارَس هذه الأيَّام من هجوم شرس على الخطِّ العلمائيِّ ورموزه وقياداته ومواقعه المتقدِّمة من قبل بعض الجهات... لا يمتلك أيَّ مصداقيَّة، ولا يعبِّر إلَّا عن إفلاس في الفكر، وطائفيَّة في الرُّوح، وتخبُّط في السُّلوك، ودكتاتوريَّة في الموقف، وليس سوى محاولات يائسة لإثارة الغبار أمام حقيقة الدَّور العلمائيِّ المخلص، وزعزعة ثقة الجماهير في مواقعها الدِّينيَّة المتقدِّمة». كما شدد على أن «الخطَّ العلمائي والمجلس الإسلامي العلمائي في البحرين لا يسعى للتَّحجُّم في إطار مذهبيٍّ خاصٍّ، بل يمثِّل الإطارُ الإسلاميُّ العامُّ الهمَّ الأكبرَ الذي يسعى له من أجل تحقيق الأهداف الإسلاميَّة والوطنيَّة المشتركة»، مستشهداً برد مؤسِّس المجلس الشيخ عيسى أحمد قاسم على بعض الأسئلة المثارة في الصَّحافة حيث قال: «... والوحدة الإسلاميَّة والوطنيَّة يخدمها مجلس علمائيٌّ أهليٌّ مستقلٌّ مشترك بين الطَّائفتين الكريمتين، وهو الشَّيء الذي أتمناه وكنت أطرحه، وإذا منعت الأوضاع المتخلِّفة من ذلك حاليًا كان البديل المناسب متمثلًا في مجلسين متفاهمين متعاونين يرشدان الشَّارع المسلم، ويسعيان لتوحيده»، وكذلك قول نائب رئيس المجلس سابقاً السيد عبد الله الغريفي «نتمنَّى أنْ يأتي اليوم الذي يشهد ولادة مجلس علمائيٍّ يضمُّ كلَّ علماء البلد سنَّة وشيعة». وختم المجلس بيانه بالتأكيد أنَّه يؤمن «بوحدة وطنيَّة ثابتة وراسخة، تقوم على أسس العدالة والمساواة بين المواطنين بعيدًا عن جميع أشكال التَّمييز، واحترام إرادة الشَّعب الذي هو مصدر السُّلطات بحسب الميثاق والدُّستور، والحِفاظ على هُويَّة البلد الإسلاميَّة العربيَّة واستقلاله، مع الإيمان بوحدة المصير مع أمَّتنا الإسلاميَّة والعربيَّة، وضرورة التَّعاون على الخير، والدَّعم لقضايا الأمَّة الرَّئيسة». مبيناً أن الثِّقة المتبادلة بين جميع مكوِّنات الوطن «لا بدَّ لها من أسس وقواعد يتمُّ التَّوافق عليها وينتظمها دستور تعاقديٌّ متوافق عليه ينظِّم الحياة السِّياسيَّة، ويبني الثِّقة بين الحاكم والمحكوم، وبين المكوِّنات الاجتماعيَّة جميعًا، ولتحقيق ذلك لا بدَّ من فتح حوار صادق وجادٍّ... يبني حالة الثِّقة المتبادلة والرِّضا الشَّعبيَّ العامَّ»

العدد 3205 - الخميس 16 يونيو 2011م الموافق 14 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً