العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ

قضايا المساواة مملة... و"مصاصة الدماء" جزء من شخصيتي

الوسط-محرر الشئون الفنية 

05 نوفمبر 2005

رصيدها الفني قليل لا يتجاوز 8 أفلام، لم يعرض الأخير منها بعد، ويتوقع عرضه في العام المقبل تحت اسم Clean ويبدو وكأنه جزء ثان لآخر أفلامها الذي يحمل الاسم نفسه والذي عرض في العام . 2004 على رغم ذلك يبدو رصيدها من الأخبار والفضائح أكبر من كثير من مشاهير هوليوود وممثليها المعروفين. هي الممثلة الفرنسية بياتريس دايل، التي تصرح على الدوام بأنها تحب أداء الأدوار التي تعكس شخصيتها، ولذلك فإنها لم تتردد أبدا في اغتنام الفرصة لقبول دور مصاصة دماء مهووسة بالجنس. ودايل مفرطة في كل شيء، في حدة أدوارها، وفي الصخب المحيط بها، وفي الفضائح التي تلاحقها، فهي مدمنة مخدرات يوما وهي نشالة يوما آخر وهي بعد ذلك معتقلة لاعتدائها على شرطية مرور فرنسية حررت لها مخالفة. هذه الممثلة غريبة إلى حد كبير فهي التي بدأت في العام 1986 واستمرت لما يقرب من العقدين في تقديم أعمال مملة لكن شهرتها على رغم ذلك تفوق تاريخها وعطاءها الفنيين. ربما يعود السبب إلى أول أعمالها الذي قدمته منذ ما يصل إلى 19 عاما وهو فيلم Betty Blue الذي حصلت من خلاله على البطولة الأولى وربما الوحيدة طوال عمرها الفني وهو من اخراج الفرنسي جان جاك بيانيكس. هذه البداية صنعت من دايل رمزا فنيا كبيرا، وجعلتها دائما في نظر بعض المشاهدين الفتاة العاشقة الحالمة بيتي بلو. قدمت دايـــل بعدها دورا ثانويا في فيـــلم I Cant Sleep في العام ،1995 لكنها بعد ذلك وفي العام 2001 قدمت واحدا من أهم أدوارها في فيلم Trouble Everyday الذي أخرجته كلير دينيس. هذا الفيلم يعرض قصة حب من النوع الرديء، تشعلها الرغبة في الدماء، وهو عبارة عن اعادة تقديم لبعض أفلام مصاصي الدماء، لكن مع اضفاء بعض من لمسات دينيس الغريبة المنحرفة، المتمثلة في حوارات متناثرة هنا وهناك، مصحوبة بموسيقى غريبة، ومحشوة بكثير من المشاهد غير اللائقة. أما فيما يتعلق بالحبكة القصصية لهذا الفيلم فإن مجر الحديث عنها يعني تجريدها من أية قيمة فنية، وليس ذلك بأمر غريب على فيلم تشارك فيه دايل التي تؤكد أن آخر ما تهتم به في اختيار افلامها هو الحبكة، وقد صرحت لبعض الصحافيين عن أسباب قبولها لهذا الدور قائلة "قبلت العمل في هذا الفيلم بسبب قصته" ثم تواصل "في الواقع أنا لا أهتم بقصة أي فيلم أؤديه، ولم أهتم أبدا، بل ان اختياري للأفلام يشبه اختياري للوحات، فأنا لا اهتم مطلقا للوحة بل لمن رسمها، كذلك الحال في الأفلام، فأنا أهتم بالمخرج أولا". وتسترسل "أنا أهتم بالاتصال الإنساني مع المخرج، في بعض الأحيان لا أهتم حتى بقراءة النص، ولا أهتم بمشاهدة الفيلم فيما بعد. ما يهمني حقا هو أن أكون وسيلة وأداة في الفيلم". دايل تؤكد ايضا ان رغبتها الأولى والأخيرة في أي عمل تقدمه هو أن يكون هناك مخرج يملي أوامره عليها أما أن تفعل ما بدا لها "فهذا أمر ممل". وهكذا فإنها تختار من تعمل معه بدقة، وتركز على مخرجي الأفلام وهو ما يحدد مدى قبولها للعمل، أما كيف تحسن فعل ذلك؟ فتجيب "الأمر كله خاضع لاكتشاف هذه الأمور النفسية، في الغالب ما يحدث هو أن أظل أحلم بالعمل مع مخرج معين، وبعدها، من دون أن أقول أي شيء، يعرض علي العمل معه، الجميل هو أن ذلك يحدث بطريقة معتادة". عرض عليها العمل مع الكثير من المخرجات لكنها رفضت عروضهم، وهي الآن تقول "نعم هذا صحيح وأنا أشعر بالأسف الآن"، وتضيف "ما يعجبني في أفلام هؤلاء المخرجات هو اصالة المادة، واسلوب الإخراج، وهذا ما كنت آمل في الحصول عليه من خلال العمل معهم، لكنني وجدت بعدها أنهن منشغلات بقضية المساواة مع الرجال وهذا ما لم يعجبني، فهذه قضية مملة، أنا لست ضد الحركات النسوية، لكن بعيدا عن ذلك، فإن هذه ليست ما تدعو إليه الحركات النسوية، وكانت تلك معركة مع الممثلين وطاقم العمل من الذكور. بعض الأفلام التي اللاتي قدمنها جيدة إلى حد ما، لكن لم تعجبني طرق العمل التي اتبعنها". أما عن كلير فهي تقول "كلير استثناء من كل ذلك، وأنا هنا وجها لوجه مع انسان، بكل القصائد الشعرية، بكل المواد الخام، والأساليب الإخراجية التي كنت ابحث عنها، أنا وكلير لدينا طريقة خاصة في العمل معا، وقد كان أدائي في فيلمها أداء غريزيا طبيعيا صاحبته توجيهات صارمة من المخرجة". حين سئلت دايل عن "كيف وجدت العمل مع فينسنت غالو، الممثل الذي شاركها فيلمها الأخير؟ تغير وجهها وقالت "اعرف فينسنت بشكل جيد، فهو ذكي جدا، وشاعري، وهو في الواقع كما تراه تماما على الشاشة، إنه رجل خطير جدا". وهي تقول ان المشاهد غير اللائقة التي قدماها في الفيلم "كانت طبيعية جدا، ولم تشكل أية مشكلة لكليهما". هذه المشاهد مؤلمة وتستنزف قوة الممثل، لكنها لم تؤلمها بقدر ما آلمها سؤال أحد الصحافيين عن حقيقة قصص تعاطي المخدرات والجنح التي تلتصق باسمها، إذ قالت "غضبي وحقدي يتجاوز كل حدود اللغات، هذه مشكلة أواجهها مع الصحافة، التي لا تستهدف سوى الحياة الخاصة للمشاهير. هذه الأمور لم تمثل لي مشكلة ولم تسبب في خسارتي يوما واحدا في التصوير، فأين المشكلة"؟. وحين سئلت عما إذا كانت منزعجة من التصاق اسم بيتي بلو بها، فقالت "الأمر لا يشكل أي عبئ ثقيل علي، كان ذلك فيلمي الأول وبالنسبة الي لم يكن الأمر مجرد تمثيل فيلم بل كان حياتي كلها، إذ إنني كنت أعيش قصة حب في ذلك الوقت تتناسب في حدة مشاعرها مع القصة التي عشتها على الشاشة". لكنها تضيف "على رغم ذلك أكره أن أظل دائما بيتي بلو، فأنا أكره فكرة التخليد، فحياتنا ليست خالدة، والمهم هو أن نعيشها الآن". أما عن نظرتها الى التمثيل فهو كما تقول "استخلاص للروح وليس تقمصا لشخصيات" وتواصل "لا أحب الأدوار البعيدة عن شخصيتي، بل إنني أركز دائما على أن تحمل الشخصية التي أقدمها بما يتصل بشخصيتي الحقيقية وبحقيقة مشاعري". وحين سئلت عما يمكن أن يكون لهذا الكلام من دلالات على دور مصاصة الدماء والقاتلة المهووسة الذي تؤديه، وعن أية صلة تحملها تلك الشخصية مع شخصيتها الحقيقية، أجابت "ان تمثيل هذه الأدوار يوقع الممثل في مصيدة، إذ يتوجب عليه أن يعيشها أمورا مشابهة في الواقع ليتمكن من تقمص الشخصية واعطائها حقها". وتسترسل "نعم أتفهم العنف المصاحب للحب الذي تم التعبير عنه في الفيلم، هذا العنف المؤذي يذكرني بأمور عايشتها سابقا وأعرفها جيدا" وتسكت قليلا ثم تواصل "طبعا لم يصل الأمر بي أن أقتل أحد من أحببتهم".

العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً