العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ

تسريحات الديوك!

شاب في مقتبل العمر يرتدي قميصا أسود وبنطالا ضيقا. .. نحيل الجسم ذو ضحكة متخدرة، وأسنان صفراء، وسيجارة لا تفارق شفتيه. حركات بطيئة واهنة ونظرات سارحة وعيون كأنما تحولت إلى ما يشبه عين القطة. إلى هنا يمكن اعتبارها صفات عامة للشباب الذي لم يعد كما في السابق وإنما هو شأن آخر وعالم آخر، يتنفس هواء آخر ويتحرك وسط محيط آخر، وكأنه مقبل من عالم آخر ومن آباء وأمهات آخرين؛ فهو لا يستطيع التفكير إلا بشكل آخر، ولا يستطيع أن يلبس إلا بشكل آخر ولا يستطيع الكلام إلا بشكل آخر ولا يستطيع الظهور إلا بشكل آخر. كل هذا يمكن التغاضي عنه فهي حرية مكفولة للجميع في مجتمع اختلط فيه الحابل بالنابل وتعددت أهواؤه واختلفت عاداته وأصبح كل قوم بما لديهم فرحون، وكل جماعة بما لديها مؤمنة، فلابد أن تكون للشباب حريتهم ومنطلقاتهم والرؤى التي يتصورون فيها سعادتهم، فلا يحق لأحد انتقادهم وليس من قبيل الإنصاف أن ينتقدوا فقط لأنهم شباب، بينما غيرهم يفعل الأفاعيل ويستطيع تحقيق ذاته بالصورة التي يراها مناسبة. لكن، ما حكاية الديوك هذه؟! وكيف يمسخ الإنسان - ولست أعني الشباب فقط - نفسه من صورة آدمي إلى صورة ديك؟! ديك! هلا اختار حيوانا عظيما فتمثله فكانه؟ هلا اختار صورة الأسد مثلا أو على أقل تقدير صورة النسر؟ أما أن يختار ديكا فلا يبقى بين الشاب وبينه سوى أن يجتهد في تقليد صوته فيا لها من مصيبة ويا لها من مصيبة أخرى أن هؤلاء الديوك انتشروا في كل مكان فيكفي النظر إلى صاحبنا الأول لنجد شعر رأسه وقد سرح إلى نصفه وتمت صباغة الشعر الأمامي من شعر الرأس باللون الأحمر ليقر في نفسه أن تسريحات الديوك مقبلة

العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً