العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ

"الوفاق" عندما تشارك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحدث الذي بإمكانه تغيير الساحة السياسية العام المقبل هو القرار الذي يمكن أن تأخذه جمعية الوفاق بشأن المشاركة في البرلمان. فالمراقبون يلحظون كيف تغيرت الأمور حتى قبل أن تتحرك الوفاق رسميا في هذا الاتجاه، بحيث أن بعض الإشارات والتلميحات من قيادة الوفاق خلقت جوا مختلفا. وحتى الترتيبات التي كانت لدى فئات كثيرة بشأن انتخابات العام المقبل بدأت تتغير على الأرض. فهناك الحسابات الكثيرة بشأن المقاعد التي ستفوز بها الوفاق وسيخسرها الآخرون في حال أعلن قرار المشاركة رسميا في الأشهر المقبلة. الوفاق ليست حزبا سياسيا بالشكل التقليدي المتعارف عليه، وانما هي شارع عام يجمع فئة كبيرة من المجتمع، وهذه الفئة هي التي تحركت في التسعينات، وكان من نتائج ذلك الانتفاضة التي ساهمت في تهيئة الأجواء نحو الإصلاح. هذا الاتجاه الذي اتخذ من اسم "الوفاق" عنوانا له لاحقا، كان له دور كبير في انجاح التصويت على مشروع ميثاق العمل الوطني في فبراير/ شباط .2001 وعلى رغم الاختلافات التي طرأت لاحقا حول تفسيرات الميثاق، فإن اتجاه "الوفاق" بقي مخلصا لعدد من المبادئ السامية التي حرص على شمولها المكونات الأساسية التي يتفق عليها الاجماع الوطني. على أن السياسة تتحرك مثل "الكرة المدورة"، وعلى الذين يدخلون الساحة السياسية أن يمارسوا النشاط باحتراف شبيه بما يمارسه محترفو كرة القدم الذين ينزلون إلى الميدان ويبرزون مواهبهم مهما كانت الظروف والملابسات. وهذا بالتأكيد أفضل من البقاء مع المشاهدين البعيدين عن الساحة، الذين يمكنهم أن يقولوا ما يشاءون لأنهم ليسوا على الأرض وليسوا ملامسين لمجريات الأمور كما هي واقعا، وليس كما ينبغي أن تكون. فيما لو دخلت "الوفاق" الانتخابات البرلمانية فإنها ربما تفوز "مع أنصارها" بـ 18 مقعدا، وهذا يعني أنها ستصبح أكبر من "كتلة المستقلين" التي تمتلك 8 مقاعد، وأكثر من عدة كتل برلمانية بصورة مجتمعة. هذا الثقل ليس سهلا لو نظرنا إلى ما جرى خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر البرلمان. وأي شخص يعتقد أن البرلمانيين لم يكن لهم نفوذ فإنه أكثر من مخطئ. نعم، الصلاحيات منقوصة، والإجراءات متعبة، واليد العليا للجهات الرسمية، لكن المتنفس البرلماني أصبح نفوذه واضحا للجميع. كذلك أيضا فإن عددا قليلا من النواب كان يكفي لإحداث تغيير أفضل نسبيا في بعض الاحيان، أو أسوأ نسبيا في احيان أخرى، ذلك لأن عضو البرلمان عندما يصرح فإن له وقعا مختلفا عن تصريح لعضو في جمعية سياسية، أو خطاب مرمي على الشبكات الإلكترونية، أو ما شابه ذلك. الوفاق، وقبل أن تتخذ قرارها، بدأت في تحريك الأجواء الانتخابية، فكيف بها لو قررت الدخول فعلا؟ وهذا هو السؤال الذي يجب استحضاره لدى من يخلص لمفهوم الإصلاح ووجوب شموله جميع فئات المجتمع... لأننا نعرف أيضا ماذا سيحدث عندما تغيب الوفاق فيما لو قررت المقاطعة. فيما لو قاطعت انتخابات 2006 فان نفوذها سينحسر كثيرا، وجمهورها سيكون معرضا للاحباط والتطرف وهذا سيؤدي إلى مزيد من التهميش والحرمان من كل ماهو متوفر حاليا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً