العدد 3219 - الخميس 30 يونيو 2011م الموافق 28 رجب 1432هـ

ورقة المفصولين الحوارية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد أن أشاد بموقف جلالة الملك لحرصه على استقلالية اللجنة، أكد رئيس رئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني أن جلالته أكد له بأن «أي شخص فصل من عمله لأنه كان يعبر عن رأيه سيعاد إلى مكان عمله، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطلبة الذين سحبت البعثات منهم أو فصلوا من جامعاتهم يجب أن تعاد لهم منحهم، ويعودوا إلى جامعاتهم».

بخلاف ما يعتقد البعض منا، ربما تحظى قضية المفصولين باهتمام خاص من المشاركين في «حوار التوافق الوطني»، وتستحوذ على حصة مهمة من جلساته بفضل الأسباب التالية:

1 - المواقع الإنتاجية الإستراتيجية التي يشغلونها، وبأعداد كبيرة، فقد بلغ عدد المفصولين، حتى اليوم، 299 من شركة نفط البحرين (بابكو)، التي تساهم بما يزيد على 80 في المئة من الدخل الوطني، و394 من مصهر الألمنيوم (ألبا)، إلى جانب 210 فصلوا من طيران الخليج، و260 من شركة بتلكو.

2 - الخدمات الاجتماعية الحساسة التي يقدمونها، فمن بين المفصولين، هناك إلى جانب العمال المهرة، والفنيين، نجد الأطباء الاستشاريين وأساتذة الجامعات، الذين (الاستشاريين والأساتذة) يصعب سد ثغرة توقف الخدمات التي يقدمونها، والتي يعتمد عليها الآلاف من المرضى، وآلاف أخرى مثلهم من الطلاب.

3 - عدم توافر الأدلة ضدهم، إذ اعتمد الكثير من قرارات الفصل، على ردود فعل آنية غير مدروسة استجابت لوشايات موتورة من أشخاص لهم أطماعهم الذاتية الباحثة عن ثغرة تفتح الطريق أمام الانتقام من أولئك الضحايا.

4 - توتير الأجواء، جراء الاحتقان الطائفي الذي أفرزته تلك التسريحات العشوائية، التي لم تأت بعد دراسة متأنية للحالة التي أدت إلى أخذ قرارات الفصل، والتي يصعب وضع حدٍّ لها فيما لو استمرت حملات الاعتقالات المترافقة مع حملات الفصل التعسفي وخصم الرواتب، التي لم تعد الأوضاع تسمح باستمرارها.

أخذاً بعين الاعتبار كل تلك الأسباب، وطالما يسعى الجميع، وفي المقدمة منهم جلالة الملك من أجل تهيئة الأجواء كي يشارك الجميع في حوار مثمر وجدّي، فلربما آن الأوان كي نشهد خطوة مفاجئة، تتمثل في إجراء سريع يعيد الأطباء إلى أعمالهم وعياداتهم الخاصة، والطلبة إلى فصولهم، وأساتذة الجامعات إلى طلابهم.

قد تبدو المهمة صعبة، وقد يرافقها بعض التعقيد، لكن عندما يقاس كل ذلك، بما ستبثه خطوة العفو وعودة المفصولين إلى مواقعهم، من روح إيجابية في أجواء قاعات المؤتمر، حينها ستضمحل الصعوبات، ومعها تتلاشى التعقيدات. وبقدر ما تقع مسئولية ذلك على عاتق مؤسسات الدولة ذات العلاقة، بقدر ما يتحمل أيضاً المتضررون من تلك الإجراءات، سوية مع مؤسساتهم المهنية التي ينتمون إليها، بالتضافر مع أطراف المعارضة كافة، مسئولية المبادرة بجمع المعلومات وتدقيقها، والتأكد من صحتها وسلامتها، وتزويد اللجنة، أو اللجان ذات العلاقة بها.

وحينها لابد وأن تمارس ورقة المفصولين دورها «التهدوي» المطلوب فوق طاولات الحوار الوطني، الذي لا يريد له الجميع إلا أن ينجح

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3219 - الخميس 30 يونيو 2011م الموافق 28 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 5:27 ص

      الوشاية المغرضة

      الوشايةالمغرضةمرض خطير متأصلة في تاريخنا العربي وتؤكد حضورها في الحالات الاسثنائيةالتي تمر بها المجتمعات نتيجةالحروب والازمات التي تعصف بمجتمع ما هكذا كان الوشاة ايام ستالين وهتلر والحرب العراقية الايرانية وعادة ما تبرز لتصفية حسابات شخصية او لكسب المال او لشغل مصب غريم لايستطع الواشي ان يتببوئه في الحالات العادية لضعف كفائته واجزم ان تكون هذه الحالة وجدت مكانها في واقعنا الاستثنائي وانعكست جليا في خطاب بعض مثقفينا ونحن على ثقةان القيادةالسياسيةبحكمتها المعهودة سوف تعيد الامور الى جادة الصواب

    • زائر 11 | 5:08 ص

      متى تضمحل الصعوبات وتتلاشى التعقيدات و يتوقف الفصل التعسفي واللجان التأديبية ... ام محمود

      وتعود المياه الى مجاريها و تصفى القلوب ونرجع بلد واحد يظللنا الأمن والسلام والطمأنينة والحب ...
      لم تذكر شيء كاتبنا العزيز شيء عن المدرسين والمدرسات و لا أعداد المفصولين منهم في المدارس الحكومية ..
      لكني اقول ان الاهتمام بقضية المفصولين وجعلها أهم ورقة في الحوار الوطني من بين الأوراق والمواضيع الاخرى المهمة هي دليل الحكمة و رعاية أحوال الشعب والمواطنين ومحاولة التخفيف عنهم وارجاعهم الى أعمالهم ووظائفهم ولكي لا يختل التوازن المجتمعي خاصة لمن يشغل مهنة استراتيجية في مركز حيوي كالأطباء والمهندسين

    • زائر 8 | 3:54 ص

      هذا المقال تدشين لعهد جديد للوسط

      مقالك هذا سعادة رئيس التحرير يشي بعودة جديدة إلى طريق الوسط والحرية والنزاهة، لقد افتقدنا وسطية الوسط وحياديتها زمنا كنا بحاجة إليها فيه نأمل أن تعود إلى جادتها ووسطيتها كما عهدناها من قبل
      وسطية الوسط هي خير مؤشر إلى تعافي الأوضاع في البلد فإلى الأمام ونحن معك

    • زائر 7 | 3:48 ص

      صدقت

      كلام جميل يأخذ بالاعتبار لنجاح الحوار

اقرأ ايضاً